أكد السيد القائد في معرض كلمته السنوية في ذكرى الهجرة النبوية 1446هـ، ان الرسالة المحمدية جاءت للانتقال بالعرب من حالة الظلام إلى النور، لتكون أمة موحدة وواحدة وحاضرة بين أمم المجتمع البشري، وكانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله إلى المدينة بعد ان مكّن الله الأنصار بمؤهلات عليا للنهوض بالإسلام في أي زمان واي مكان، ومن هذ المؤهلات الانتماء والثبات الإيماني الراسخ الذي لا يتغير لأي مغريات، والتزام العبادة والمسئولية والمناصرة والجهاد، ومن المؤهلات المهمة انهم كانوا مجتمعاً في دائرة قابلة للتوسع والنمو، للنهوض بالمشروع الإسلامي على الأرض، بالإضافة إلى انهم يحملون قلوباً طاهرة ونزيهة تحمل إرادة الخير للآخرين، قلوباً لا تحمل الحقد ولا صغائن ولا عُقد ولا أنانية على الآخرين على المستوى المادي والمعنوي ، لأن من اخطر عوامل الفرقة هو الحسد والأنانية، فهذه العوامل تلغي التوحد المطلوب شرعا وواقعا، و الميزة الأخرى انهم يحملون روحية العطاء والتقدمة وهي مؤهل كبير جدا للنهوض بالمسؤولية، والمؤهل الأخير انهم بمواصفات وقاهم الله بها من شح النفس التي تمنح الإنسان الفلاح، ورضوان الله والجنة في الآخرة، وفي الدنيا ..
ولهذا كانت حاضنة الأنصار حاضنة ناجحة انتقلت بحالة العرب إلى واقع مختلف حظيت برعاية الله ونصر الله، وهنا يتبين لنا خطر نفسة الشح الذي يعنيه الأخذ والاستحواذ والتمحور حول الذات، وهذه النظرة خاطئة، وعندما يتوجه الإنسان نحو الحسابات الشخصية فإنه يصبح مقيداً بالأنانية والعقد الحاقدة، وهذا يؤثر على الجهد الجماعي، ولابد من أمة موحدة يسود فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفلاح لا يتحقق للأمة الا على أساس التعاون والتضافر وتوجيه الجهد الجماعي الموحد، والعمل وفق النفس الزاكيه، والشح في هذه المرحلة حاضر وبشدة ومعوق أمام الخير وعائق أمام الفوز والنصر ، والرسول صل الله عليه وسلم وعلى آله حذر في احاديث كثيرة عن الشح، فالسح يفقد الإنسان القيم العظيمة من أجل مصالح شخصية ضيقة وهذه الحالة ينبغي الحذر من الشح، وينبغي السعي لأخذ المؤهلات التي حملها الأنصار لأنها المؤهلات هذه هي المؤهلات التي ترقى بأي مجتمع في أي زمان ومكان وحمل راية الإسلام والجهاد، وينبغي على أبناء شعبنا اليمني أن يرتقي بمؤهلات أجداده، ويجب على المسلمين ان يأخذوا من دروس الهجرة النبوية ومن مؤهلات مجتمع الأنصار الذي نجح وظفر من مكاسب الدنيا والآخرة، مقابل ما خسره المجتمع القرشي وهي خسارة أقدس مهمة..
الدور الحقيقي والمقدس اليوم ان تكون الأمة هي رائدة هذا الدور الذي يتحرك بالإسلام كرسالة ومشروع ، وخاصة ونحن في الجاهلية الأخرى هذه الأيام، وأدوات الظلم تنشر الضلال والفساد وارتباطها بالشيطان، لإفساد المجتمعات البشرية وإضلالها والدفع بها لحالة الشقاء، ونرى الواقع العالمي اليوم واقعاً يعاني في كل شيء، والمسلمون بحاجة للعودة لأصالة الإسلام و نورة وهداه، لا ان يتجهوا للظلام، فقد وصل الحال ببعض الأنظمة العربية ان ترتبط باليهود وبمؤسساتهم إلى أن تغيير المناهج الدراسية بما يدجن الناس لقبول أعوان الشيطان (اليهود والأمريكان) والفساد والإفساد، بكل ما هم عليه من إجرام واضح، والانحطاط بالمجتمع البشري للانحطاط، وفقا للنظرة اليهودية ان بقية البشر ليسوا بشرا، ويريدون ان يوجهوا الناس إلى ذلك، ان هجمة التزييف اليهودية كبيرة وخطيرة كما هو حاصل في السعودية والإمارات ومصر والمغرب، وكذلك الهجمة الإعلامية بالاضلال الفكري والفساد الأخلاقي، وهدفه السيطرة على المجتمعات الإسلامية، ومسارات الاستقطاب للخيانة والعمالة، كما حدث في بلادنا من خلال كشف خلايا التجسس، ولهذا تعتبر هذه المناسبات من العوامل المهمة لاستنهاض الأمة، وعلى المسلمين أم يجسدوا الإسلام قيميا وأخلاقيا..
فيما يتعلق ببداية العام الهجري هي فرصة للإنسان للالتفات إلى واقعه الشخصي ومسئولياته وتقييم على المستوى الجماعي كأمة واحدة، ويتحرك مستعينا بالله، ومنطلقا بمسئوليات محددة للنهوض بنفسه وبأمته، فلا يغفل الإنسان ويفرط..
من أبرز ما يعنينا في بلدنا، هو العمل على إعادة تشكيل الحكومة وإصلاح القضاء، ولكن استجدت معركة طوفان الأقصى و معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ، ولكن مع هذا يتم تشخيص كل شيء وإعادة إصلاح المسارات، و كذلك في مسألة التعيينات وفق مجموعة من الأسماء، وهناك تفاصيل كثيرة سنتكلم عنها وقت إعلان الحكومة، وهذه المسارات بحاجة لعمل مستمر، والاهم هو السعي لتطهير مؤسسات الدولة من أدوات الإفساد للأمور ودورها يخدم أعداء هذه الأمة، وهذا لا بد فيه من التعاون والتفهم الشعبي، والأعداء يتربصون بنا وهناك أعوانهم من العرب ومن البلد، والحرب في الجانب الاقتصادي على بلدنا أكبر من الجانب العسكري..
وأخيرا بفضل الله وتوفيقه كانت الانطلاقة لشعبنا العزيز من أعمال مؤثرة على الأعداء في مسارات عمليات الفتح الموعود و عملياتنا العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وصولا للبحر الأبيض المتوسط، وقد فاجأتهم التكنولوجيا العسكرية اليمنية، فقد كان العدو متطمنا لرصد أي صواريخ والمسيرات بتكنولوجيتهم المتطورة، وكانوا مطمئنيين لقوتهم في هذا الجانب، لكنهم فوجئوا بأنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولا حتى الحد من العمليات، وقد وفق الله الأخوة المجاهدين لإيجاد مدرسة جديدة، وأصبح الأداء المتميز لقواتنا فيها تجاوز وتغلب على ما لدى الأعداء، وتحولت التحديات إلى فرص للمجاهدين وظهر الفشل الكبير لدى الأعداء ، وظهر وتجلى التوفيق الإلهي، وفي اطار ان تأتي أمريكا بحاملة الطائرات وتصبح مستهدفة وصيدا ضخما وأصبحت المطاردة لها بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ولا زالت في حالة هروب دائم، وما حصل هو ان تبور حاملة الطائرات و وتبور طائرات ال MQ9..
إن استخدام قواتنا الصاروخية كله فيه نجاح عظيم انبهر فيه الأعداء، ومع الفشل البريطاني والأمريكي والإسرائيلي ومع النجاح الكبير والانتصار العظيم الذي منّ الله به إلى إغلاق باب المندب والملاحة في البحر الأحمر أمام العدو الإسرائيلي والملاحة الإسرائيلية، وما كان له من تأثير كبير على الاقتصاد، ومن آثاره على بريطانيا حدث سقوط للحكومة البريطانية، وخلافا للعادة تورط الأمريكي لوحده بعد ان حاول توريط الأوروبيين، وهناك الكثير من دول العالم التي تعاملت بحكمة وذكاء مع الأمريكي، وهذا شيء مهم للتحرر من الأمريكي، واغلب دول العالم تعاونت معنا وسفنهم مؤمنة، الأمريكي يواجهنا دعما منه للإسرائيلي، وبعد أن فشل الأمريكي عسكريا ارسل لنا رسائل انه سيدفع السعودي ليتورط ضد شعبنا اليمني لاتخاذ إجراءات اقتصادية مضرة وإجرامية بكل المجتمع ويضيق على المجتمع في معيشته ، بعد الحرب والعدوان السعودي الأمريكي، وفي كل يوم هناك ذكرى لمجزرة، وفي مقدمتها الضغط بنقل البنوك من صنعاء، بكل جنون وبكل حماقة، لأن الأمريكي يعرف ان ذلك يضر المجتمع ..
المعركة القائمة هي بين بلدنا وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا، واي عمل ضد بلدنا هو عمل مع الإسرائيلي واستجابة للأمريكي والبريطاني، واتجه العدو السعودي لتعطيل مطار صنعاء، واستمرت التحريضات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وهذا يعني انهم يريدون ان يورطوا السعودي، اذا كان العدو السعودي مستمرا على هذا وبهذه السلبية، إنه يجلب الخطر على نفطه وأمنه واستقراراه ، تأكدوا ان عواقب كل هذا خطير جدا عليكم ، ولأننا أصلا في المشاكل والحصار والمعاناة، فلتحصل الف الف مشكلة، و مستعدون ان نفعل ما يلزم، السعودي يضحي من أجل الإسرائيلي، والأمريكي يحاول أن يورطكم، وإذا أردتم الاستقرار لبلدكم فذلك لن يتحقق الا بأن تكفوا مؤامراتكم على بلدنا، واستمراركم في ذلك يعني ان حقنا الطبيعي هو الرد ولا تعولوا على الأمريكي الذي فشل حتى في حماية حاملة طائراته، وفيما يتعلق بحفل الزواج الجماعي هو من أهم المسارات المتعددة، وكان التأخير بسبب ما يحدث في غزه ويعز علينا الظهور بالفرح مع ما يعانيه ما يحدث في قطاع غزة، فليس حالنا كحالة النظام السعودي في حالات المجون، وهذا المسار المهم من جانب هيئة الزكاة هو مسار مهم لتجنيب الشباب من الضياع، والدور الذي تقوم به هيئة الزكاة دور مهم ويجب التعاون معها لأنها تقوم بدور منظم، ونكون على موعد معكم في الكلمات القادمة ..