اليمن والتحديات البحرية.. مساندة غزة ومنع الإمدادات الإسرائيلية

د.نجيب علي مناع

 

في ظل التوترات السياسية والعسكرية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، تظل قضية غزة من أبرز القضايا الدولية، ومن بين الدول التي أظهرت موقفًا ثابتًا وقويًا في دعم غزة، تأتي اليمن في طليعة هذه الدول، تتمثل جهود اليمن في مساندة غزة ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي، وفك الحصار عن طريق منع وصول السفن الإسرائيلية وغيرها إلى الموانئ الإسرائيلية، مما شكل ضغطًا كبيرًا على الدول الداعمة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.
أدركت اليمن أن الضغط على إسرائيل وحلفائها لا يمكن أن يقتصر على الخطابات السياسية والدبلوماسية فقط، بل يجب أن يتضمن أيضًا إجراءات عملية، ولذا، اتخذت اليمن خطوات حاسمة لمنع وصول السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد إلى الموانئ الإسرائيلية، قامت القوات البحرية اليمنية بتنفيذ عمليات بحرية جريئة في البحر الأحمر والعربي والهندي والمتوسط، في محاولة لمنع السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد والشحن من الوصول إلى موانئ إسرائيل، دعما وإسنادا لغزة وحتى فك الحصار ووقف العدوان على غزة.
أسفرت هذه الجهود عن مواجهات بحرية مكثفة بين القوات اليمنية والتحالف الأمريكي البريطاني. ففي البحر الأحمر، شهدت الممرات البحرية اشتباكات متكررة بين الطائرات والصواريخ والزوارق اليمنية وقوات التحالف التي حاولت تأمين مرور السفن الإسرائيلية، كما امتدت هذه المواجهات إلى البحر العربي والهندي وحتى البحر المتوسط، حيث كانت القوات اليمنية تسعى لقطع طرق الإمداد والشحن المؤدية إلى إسرائيل.
هذا وقد استخدمت القوات اليمنية تكتيكات عسكرية متقدمة وغير تقليدية، مما أربك قوات التحالف وأجبرها على إعادة تقييم استراتيجياتها، كما كان للقيادة وللشعب اليمني دور كبير في دعم القوات البحرية من خلال تشجيعها والوثوق بها وتزويدها بالمساعدات اللوجستية حسب ما أمكن ذلك، مما عزز من قدرتها على تنفيذ عملياتها بفعالية. نجحت اليمن في بناء تحالفات إقليمية مع دول وقوى تدعم القضية الفلسطينية، مما ساهم في تعزيز موقفها على الصعيد الدولي.
رغم التكنولوجيا المتقدمة والتفوق العسكري لقوات التحالف الأمريكي البريطاني، إلا أنها فشلت في ردع القوات اليمنية، فالقوات اليمنية أظهرت مرونة عالية وقدرة على التكيف مع التحديات، مما مكنها من تنفيذ عمليات ناجحة ضد السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد الأمريكية والبريطانية وغيرها، نجحت العمليات اليمنية في إضعاف القدرات اللوجستية لإسرائيل من خلال منع وصول الإمدادات الحيوية إلى موانئها. وزادت هذه العمليات من الضغط الدولي على إسرائيل وحلفائها لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، حيث بدأت بعض الدول في إعادة النظر في دعمها لإسرائيل نتيجة لهذه الضغوط.
كما تمكنت اليمن من إيصال رسالة قوية للعالم مفادها أن دعم غزة لا يقتصر على التصريحات بل يتطلب إجراءات عملية، مما حفز دولًا أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة.
في الختام يبقى موقف اليمن في مناصرة غزة ومحاولة وقف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن طريق منع السفن الإسرائيلية وسفن الإمداد من الوصول إلى موانئ إسرائيل، دليلًا على الشجاعة والتصميم، فبالرغم من التحديات الكبيرة، أثبتت اليمن أن العزيمة والإصرار يمكن أن يحققا نتائج ملموسة في دعم القضايا العادلة.
ورغم العجز والفشل الذي واجهته قوات التحالف الأمريكي البريطاني في ردع الجيش اليمني، تستمر اليمن في ت قديم الدعم لغزة والدفاع عن سيادتها بكل حزم وإصرار.

قد يعجبك ايضا