مالية الأسرة في العيد

احمد ماجد الجمال

 

الكثير من الناس يعدون العدة في عيد الأضحى من حيث الطعام والشراب والحلويات والملابس والأضحية والاحتفالات والزيارات الأسرية والترفيه، وما ينتج عن ذلك من مصاريف إضافية عن المعهود، وتصبح التكلفة عالية لمعظم الأسر من حيث القدرة الشرائية، ما يستدعي إدارة حكيمة في تصريف مالية الأسرة في مثل هذه المناسبات لضبطها والتقليل من تكاليفها عليهم.
ويأتي دور تبادل الأب والأم والكبار من الأبناء والبنات الآراء حول متطلبات العيد العديدة والمختلفة وما تترتب عليها من تكاليف على الأسرة، خاصة في الأسر محدودة الدخل والخيارات، فالأبناء والبنات على وجه الخصوص يرغبون في إظهار الزينة والفرحة والسعادة مع غيرهم بما يلبسونه من ملابس جديدة، بينما يتحمل رب الأسرة تكاليف سعادتهم ورفاهيتهم بسرور أو صعوبة حسب قدرته المالية، إضافة إلى زيارة الأهل والأصدقاء وأماكن الترفيه برسوم عالية، خاصة في المدن، وهذا أمر في غاية الأهمية للأسرة، كما أن العيدية تأخذ نصيبها من مالية العيد وهذا كله يرهق كاهل رب الأسرة ولا يكفيه دخله، مما يجعله يلجأ إلى الاستدانة والاقتراض.
لذلك فإن الحل يكمن في التخطيط لمالية الأسرة ووضع أولويات لمستلزمات العيد، فمثلاً شراء ملابس بأسعار معقولة، وعدم المبالغة في شراء الملابس ذات الأسعار المرتفعة، فهناك بدائل كثيرة في الملابس، ويجب على ربة الأسرة والأبناء والبنات، الاقتناع بشراء الملابس ذات الأسعار المعتدلة، والتي لا تؤثر على قدرات الأسرة المالية، والأولوية الثانية شراء حلويات العيد والمشروبات الباردة والساخنة بأسعار معقولة ويفضل إعدادها في المنزل، والأولوية الثالثة العيديات بتخصيص مبلغ كعيديات للأطفال والأرحام باعتبارها فرحة العيد، فأصحاب الدخول (المحدودة، والأدنى، والضعيفة) يصعب عليهم تلبية كل تلك متطلبات التي لا يمكنهم مواجهتها ماليا دفعة واحدة والذين يعدون في نفس الوقت أحسن حال من معدومي الدخل.
هنا يجب على رب الأسرة وكذلك ربة الأسرة توضيح وتدريب أبنائهما على إدارة مالية الأسرة وإشراكهم في ترتيب أولويات الصرف منها بتعويدهم على شراء الحاجات الضرورية وفي أدنى المستويات، فلا تلبى كل طلباتهم حتى ولو توفرت القدرة المالية على الشراء، حتى تصبح تلك التوجيهات عادة لدى الطفل فيما بعد.
وبالتالي من الممكن تصريف الأمور المالية لمواجهة متطلبات العيد من خلال الترشيد في الاستهلاك الأسري، وتسهم إدارة مالية الأسرة الواعية في إرشادها إلى معرفة قيمة الدخل وكيف يتم الصرف العقلاني الرشيد في فترات الأعياد والمناسبات الأخرى بحيث تكون بخط متواز ومتوازن لإدارة مالية الأسرة في العيد وما بعده والأفضل أن تكون بطريقة عقلانية تتسم بالانضباط بالمصروفات مقابل الدخل، ما يساعد على تصريفها بكفاءة عالية بما يرضي الجميع، وتبتعد عن العبء المالي والنفسي من هموم الديون للأقارب والأصدقاء، لأن الاندفاع الاستهلاكي الذي يطغى على السلوك العقلاني والمنطق يخل ويصعب من وضع وإمكانات القدرة المالية للأسرة.
ويمكن القول بأهمية التوعية بمدى تلبية احتياجات العيد لأفراد الأسرة ضعيفة الدخل وكذلك معدومة الدخل حسب الأولويات والقدرة الشرائية، ومن الضرورة أن تدعم الجمعيات الخيرية وأصحاب الأعمال أولئك المحتاجين ليسعدوا بالعيد ويكسب المحسنون الأجر والثواب والرحمة والمغفرة من الذنوب.

باحث في وزارة المالية

قد يعجبك ايضا