
التصوير حياة مختلفة أعيش طقوسها ولحظاتها وأتعلق بأحداثها وتفاصيلها من اختيار الصورة كأهم أولويات فن التصوير حتى التقاطها هكذا كل يوم أبدأ صباحي والكاميرا بجانبي حتى نهاية يومي إنها جزء لا يتجزأ مني رفيقتي ومستقبلي.
هكذا تقول أنغام الصرحي الشابة التي فازت مؤخرا بجائزة الأمم المتحدة في التصوير وهي ربما جائزتها الأولى في مسابقة كهذه لكنها تنوي أن تستمر… وتحلم.
البداية كانت من استديو للتصوير انضمت أنغام للعمل فيه وهذا لم يوفر لها الخبرة وحسب لكنه وفر لها التدريب أيضا تدربت كثيرا ولقيت فرصة للتعلم على أيدي خبراء فجأة ولد لديها الإحساس بإمكانية أن تشتغل فنيا على التصوير..
تقول أنغام «مع ظهور الكثير من الفنون الإبداعية خطر ببالي أنه يمكنني أن أجسد المشاهد اليومية التي أراها أمام عيني في الواقع الملموس إلى لوحات فنية مخلدة أفكر في أن التصوير يخلق جوا من الإحساس ليس عند المصور وحسب ولكن لدى من يشاهدون الصور أيضا.
أنغام ترى أن التصوير ينقل إحساسنا بالعادي إلى مصاف الفن وترى أن للتصوير الفوتوغرافي كفن مستقل مستقبله الخاص به:
«عن طريق التصوير يمكنني أن أنقل إحساسي إلى غيري من الناس ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الفن الفوتوغرافي فن مستقل بذاته لأنه يخلق الفكرة للرسامين والمبدعين من الفنون الأخرى فيأخذون منه أفكارهم ويطبقونها بالرسم على الواقع مثلما يأخذ أفكاره وإحساسه من الفنون الإبداعية الأخرى وأنا أتنبأ لهذا الفن الاستمرار والتميز لأن كل شيء من حولنا قابل لنقله في أعمال فنية عبر التصوير ولهذا أتوقع لهذا الفن الصمود».
وتضيف أنغام «رؤيتي الثقافية أن الفن الفوتوغرافي يتطور من يوم لآخر وأن الحياة مليئة بالأحداث والتطورات التي تخلق أجواء من الإبداع اللامنتهي فحق على الإنسان أن يقتنص الفرص المناسبة حتى يظهر هذا الإبداع ويبرزه للوجود».
للفن الفوتوغرافي رسالته أيضا وأنغام تعي ذلك ومؤخرا فازت في مسابقة الامم المتحدة للتصوير الخاصة بمعاناة المرأة في اليمن لقد نقلتها أنغام بصدق وبحس فني عال صور معاناة المرأة في الريف:
«رسالتي أن يطور المصور من أدائه وأسلوبه وألا يعتمد على ما أنجزه من تقدم بل يسعى لتطوير عمله وفنه واعتقد جازمة إن هذا الفن ضروري فعلا في المجتمع ككل فهو رسالة ثقافية للعالم لنقل ما حول الفرد من أحداث أو قائع أو تغيرات على وجه العالم. وما يمس الإنسان في حياته» تقول أنغام.
وتتذكر أنغام بداياتها بفرح من حقق إنجازا ولقي ذاته في ممارسة الفن الذي يحبه:
«بدأت تجربتي مع التصوير 2008م مع استديو أحلى صورة للنساء والعائلات حيث قاموا بتعليمي التصوير من الصفر ودعمي بخبرات مصورات ومدربات من ألمانيا وهولندا وإيطاليا كن يدربن الكادر وكنا نطبق بشكل يومي من الصباح حتى المساء وخرجنا معهن لأكثر من مكان سياحي لنطبق دروسنا ومع الوقت أتقنت التصوير وبدأت بتطوير نفسي عن طريق الممارسة واستماع الدروس من اليوتيوب والإنترنت.
وتضيف أنغام «حرصت على الاستفادة من تجارب الآخرين من المصورين اليمنيين الكبار من لهم خبرة قديما وحديثا».
وعن سؤال يتعلق بفوزها بجائزة الأمم المتحدة ترد أنغام « الفوز بجائزة التصوير للأمم المتحدة يعني لي الكثير إذ أنها شهادة اعتز بها من منظمة أممية حقوقية فتحت لي أبواب المستقبل وهذا أول فوز لي أفتخر به أمام سيل المشاركات الكبيرة التي كانت تتنافس للحصول على الجائزة بالإضافة إلى أن لدي مشاركات عدة منها في معرض بجامعة العلوم والتكنولوجيا كما أنني بصدد الإعداد لمعرض شخصي».
لكن أنغام تظل واحدة من الشباب اليمنيين والشابات اليمنيات الذين انخرطوا/ اللواتي انخرطن في فن يبدو جديدا ويحتاج إلى من يؤمن بقيمته ويدرك أهميته ويعرف إشكاليته كأحد الأعمال التي ما زال يحتار الناس في تصنيفها هل هي فن أم لا¿
لكن أنغام متفائلة كثيرا:
أتوقع للفن الفوتوغرافي في اليمن التطور والتميز والقفز خطوات كبيرة في أشواط قادمة وأن يحقق تقدما ملحوظا في مكانته وممارسته حيث أن اليمن بيئة جيدة للتصوير والإبداع وأتأكد أن هذا الفن سيكون محفزا لكثير من الشباب والشابات في أن يكون اهتمامهم الأول هو الفن الفوتوغرافي لما يزخر به من تنوع وتجدد.
وتستطرد: «البيئة ثقافية من حولنا في اليمن مشجعة لظهور المزيد من المصورين والمبدعين والمبدعات رغم أن الإبداع لا يظهر إلا بعد أن ينحت الإنسان الصخر ويكابد من أجله. وقد بدأ هذا الفن يفرض نفسه وبدأ جيل جديد من محبي الفن الفوتوغرافي يظهرون.
هذه هي أنغام ترى العالم من عدسة الكاميرا.