لدى الشهيد ارتباط إيماني ومعرفي وثقافي بالقرآن ومحاضرات الشهيد القائد والسيد القائد مصدر هداية

رفاق الشهيد الرئيس الصماد وسياسيون لـ”الثورة”: الشهيد كان رجل المرحلة واستهدافه اغتيال لمشروع الدولة اليمنية المستقلة

 

أوضح عدد من رفاق الشهيد الرئيس الصماد أن الشهيد شخصية وطنية وعسكرية وقيادية جامعة تعاملت مع الظروف الاستثنائية في البلاد في ظل حرب كونية بكل صبر وحنكة وشجاعة ومرونة منقطعة النظير، يساعده في ذلك تثقفه بالقرآن الكريم ومعرفته بالسنن الإلهية وتسليمه للسيد القائد، وببصيرة نافذة تمكن من استمالة جميع الأطراف ومشاركتهم المسؤولية وإقناع الكثيرين بالقضية الكبرى دون تحييد أو إقصاء لأي شخصية أو مكون مع احترام الكفاءات السابقة وإتاحة الدور لهم في ذلك رغم جراح الماضي، وكذلك إقامة الحجة البالغة في حالات النكث بالعهد والتفريط وفي تفويت الفرصة على الطامعين والمتربصين، لتنكشف حقيقة مشروعهم الذي تفهمه المجتمع اليمني لاحقا واتضحت له خطورة الوضع وكشفت الحقائق وتم تحييد تلك الأخطار بدون أن يحصل ما يطمح إليه العدوان.. تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الاستطلاع التالي:

استطلاع / أسماء البزاز

البداية مع أصدقاء الرئيس الشهيد الصماد، حيث يقول ‏فضل أبوطالب – عضو المكتب السياسي لأنصار الله : إن الحديث عن الشهيد الصماد حديث ذو شجون، فهو ينبش في القلب جرحا عميقا غائراً يصعب احتمال الأمة له، ليس لكونه شخصية استثنائية خسرها الشعب اليمني بشكل عام فحسب، ولكن بحكم الصلة الوثيقة التي ربطتني بالشهيد الصماد منذ ثورة 21 سبتمبر 2014م حتى الليلة الأخيرة من استشهاده في 19 أبريل 2018م، إلا أنني رأيت ونحن في الذكرى السنوية لاستشهاده أن نسلط الضوء على مجموعة نقاط تمثل صفحات مضيئة ومشرقة في شخصية وحياة الشهيد الصماد- رحمة الله عليه.
وأضاف أبو طالب : إن لدى الشهيد الصماد ارتباطاً إيمانياً ومعرفياً وثقافياً دائماً ومستمراً بالقرآن الكريم ومحاضرات الشهيد القائد والسيد القائد- عليهما السلام- وهذا الارتباط الوثيق بمصادر الهداية هو الذي هذب روحه وأخلاقه وأكسبه الرؤية العميقة والنظرة الواسعة والمنطق الحكيم وقد انعكس ذلك الارتباط في سلوكه الراقي مع الناس وتعامله الواعي مع المسؤولية، كما تجلى ذلك في خطاباته التي كانت مليئة بالآيات القرآنية وفي المضامين التي كان يقدمها في خطاباته وكلماته يلحظ الجميع بأنها كانت كلها مستقاة مما قدمه الشهيد القائد والسيد القائد في محاضراتهما وخطاباتهما.
وأوضح أبو طالب أن الشهيد الصماد تميز بالولاء الخالص وحبه الشديد للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- إلى درجة أنه كان يبكي عندما يتذكر المظلومية التي تعرض لها الشهيد القائد وقد ارتبط الشهيد الصماد بالشهيد القائد منذ الأيام الأولى لانطلاقة المشروع القرآني يوم كان الشهيد القائد يقدم الدروس والمحاضرات في منزله بمران، يوم وفد عليه الشهيد الصماد مع مجموعة من بني معاذ ودخل مجلس الشهيد القائد وجلس هو وأصحابه بين الحاضرين ليستمع إلى الشهيد القائد عن قرب بعدما كان يسمع الإشاعات والأكاذيب، فقد أراد من خلال زيارته للشهيد القائد أن يتحقق من تلك الإشاعات بنفسه، فلما سمع كلام الشهيد القائد عرف الحق والهدى وعرف منطق القرآن الذي يعلو ولا يعلى عليه وتبين له كذب كل تلك الإشاعات والأقاويل والأكاذيب والتحق بالمسيرة القرآنية وجاهد تحت رايتها إلى أن لقي الله شهيدا على نهج الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه.

التسليم العملي
وبين أبو طالب أن الارتباط الروحي العميق والتسليم العملي الكامل للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، قد تجلى ذلك الارتباط في كل مراحل حياته الجهادية خاصة بعد استشهاد الشهيد القائد في الحرب الأولى إلى آخر لحظة من حياته، ومن مظاهر ذلك الارتباط الوثيق والعملي بالقيادة أنه كان على تواصل يومي مع السيد القائد، يستقي من معينه الصافي الهدى والنور والحكمة ويأخذ منه التعليمات الحكيمة والإرشادات السديدة ويرجع إليه في كل أموره وتوجهاته وتحركاته، بل إنه كان يسعد بكل اتصال حتى ليخيل إليك وأنت تشاهد فرحته أنه حصل على شيء ما أسعده بشكل كبير إلى درجة أن سعادته تنعكس على من حوله من العاملين.
مستذكرا : هنا قصة حصلت معي أنه ذات مرة اتصل أحد موظفي عمليات الشهيد الصماد علىَّ وصادف أن تلفوني كان مفقودا ولأني لم أجب عليهم قرروا الاتصال ببعض الإخوة يسألون عني وبإلحاح شديد وبرروا ذلك بأن الصماد يريد أن يكلمني، أخبروهم أن تلفون الأخ فضل مفقود، ثم عاودوا الاتصال بهم ثانية قالوا إن صاحبنا يعني أن الصماد وجه بشراء تلفون مستعجل، فقالوا إن الأخ فضل أصلا قد ذهب إلى البيت حيث كان الوقت بعد العشاء ووقت نزول المطر وكنت وسط السايلة ويبدو أنهم طلبوا منهم رقم الأخ الذي كنت راكبا معه في سيارته الصغيرة عائدا إلى البيت وإذا بنا نتفاجأ باتصال من الشهيد الصماد على رقم الأخ، ثم ناولني التلفون، فقال الصماد وينك قلبنا عليك الدنيا، فشرحت له الحالة التي أنا عليها، فقال: أريد أبشرك عادنا كملت الاتصال مع السيد- حفظه الله- الآن كلمني عن عملنا الذي عملناه أنا وإياك بشأن الموضوع الفلاني، وقال إن السيد مرتاح جدا للعمل الذي قمنا به ويشكرنا ويدعي لنا وعلق الشهيد الصماد قائلا هذه نعمة نحمد الله ونشكره نريد أن نبذل جهدا أكبر في العمل حتى يرضى الله عنا ويرضى السيد، فحمدت الله وشكرته واستبشرت وسعدت، إلا أنني كنت أتمنى أن يصلني هذا الخبر المفرح وأنا في مكان مستقر وليس وسط السايلة وقت المطر في سيارة صغيرة، متوقع في أي لحظة متى سيجرفنا السيل.
وقال: إن هذه القصة رغم أنها بسيطة وعادية بنظر البعض إلا أنها تمثل شاهدا من شواهد كثيرة تدل على مدى حرص الشهيد الصماد على سرعة الاستجابة لتوجيهات السيد- حفظه الله- فلم يكن ليتأخر الشهيد الصماد لحظة واحدة في إبلاغ وتنفيذ توجيهات السيد- حفظه الله- مهما كانت الظروف والصعوبات والتحديات.

حرب كونية
من ناحيته يقول صادق المحدون- وكيل وزارة التربية والتعليم وهو أحد الأصدقاء المقربين للشهيد الرئيس الصماد: إن الشهيد الرئيس صالح الصماد هو مشروع الدولة اليمنية الحديثة ورمز من رموز هذا الوطن وعنوان العزة والكرامة والاستقلال، مدرسة من القيم والأخلاق والمبادئ تجسدت في مواقف عظيمة يشهد لها التاريخ، رجل قرآني بامتياز أحبه الشعب لأنه أحب الله وأحب الوطن وضحى بنفسه شهيدا من أجل الوطن.
وتابع المحدون: أنه رجل المرحلة واستهدافه استهداف لمشروع الدولة اليمنية الحديثة المستقلة الحرة وهذا لن يثني الشعب عن السير على ما سار عليه الرئيس الشهيد.
وأضاف: إن الشهيد هو الرجل المثقف العالم السياسي الدبلوماسي الذي استطاع قيادة الدولة في ظروف عصيبة هي من أقسى المراحل التي مر بها الشعب اليمني في تاريخه الحديث والقديم، لكن بحجم رجل مغوار من أمثال الصماد وبثقته بالله عز وجل وحبه للوطن وإخلاصه وحنكته وذكائه، نجد أن الوطن تجاوز مخاطر جسيمة وتحديات داخلية كبرى لا تقل خطورة عن العدوان الخارجي، مبينا أن الرئيس الشهيد تعامل أمام كل هذه التحديات بصبر وحنكة وشجاعة ومرونة منقطعة النظير يساعده في ذلك تثقفه بالقرآن الكريم ومعرفته بالسنن الإلهية وتسليمه للسيد القائد، وببصيرة نافذة تمكن من استمالة جميع الأطراف ومشاركتهم المسؤولية وإقناع الكثيرين بالقضية الكبرى دون تحييد أو إقصاء لأي شخصية أو مكون مع احترام الكفاءات السابقة وإتاحة الدور لهم في ذلك رغم جراح الماضي وكذلك إقامة الحجة البالغة في حالات النكث بالعهد والتفريط وفي تفويت الفرصة على الطامعين والمتربصين لتنكشف حقيقة مشروعهم الذي تفهمه المجتمع اليمني لاحقا واتضحت له خطورة الوضع وكشفت الحقائق وتم تحييد تلك الأخطار بدون أن يحصل ما يطمح إليه العدوان.
ويرى أن هذه هي من أهم الإنجازات التي حققها الرئيس الشهيد في حياته، على المستوى السياسي، مثل رؤية أنصار الله بشكل خاص تجاه الدولة وبناء الدولة اليمنية الحديثة (يد تبني ويد تحمي) وأسلوبهم الحكيم والديموقراطي والتشاركي في الحكم وإثبات حسن النوايا والنأي بالنفس عن المطامع والأخذ بمبدأ التضحية والإيثار (لكونهم من يتصدر المشهد)، وبشكل عام مثل كل القوى السياسية الحرة والنزيهة التي ليس لها أي هدف سوى الوقوف ضد العدوان وبناء الدولة اليمنية المستقلة القوية.
وقال المحدون: إن صالح الصماد الشهيد كان ذا حس عسكري بعيد المدى وذا استراتيجية عميقة يحكمها ثقافة القرآن والبصيرة النافذة وخبرة ميدانية متراكمة نتجت عن مواجهة تحديات صعبة في إطار أكثر من ست حروب طاحنة، كانت له فيها صولة وجولة بالرأي والتدبير، تارة وبالسلاح تارة أخرى، عرفته فيها عن قرب عندما يحمى الوطيس متسلحا ومتشمرا لا يهدأ له بال ويعلو هامته غبار الشرف والعزة وفي كلاهما تفتقت عبقرتيه وصبره وتفانيه في خدمة القضية.

مواقف لا تنسى
صديق الشهيد الرئيس الصماد محمد الرضي يقول من ناحيته: إن الشهيد الرئيس الصماد في ذكرى استشهاده يظل في وجداننا حيا، فهو ذلك الرقم الكبير بما مثله وقدمه في تحركه ومساره من قدوة في تحمل المسؤولية والنموذج الراقي والسامي في أخلاقه وتعامله في تجسيده معنى الولاء لله ورسوله وآل بيته ووطنه الذي كان ينظر اليه بأنه يستحق أن يكون في المقدمة حرا أبيا.
وأضاف: الشهيد الرئيس الصماد كان رقما كبيرا بما حمله من هم لقضايا الأمة وأولها قضية فلسطين فقد كان يهتم كثيرا بها ويتابع ويواكب التطورات وكان يرى أن تعزيز دور محور المقاومة من خلال وحدة الساحة والمواجهة مهم جدا ويطرح المقترحات بهذا الشأن، وقال إن العدوان على اليمن كان بسبب موقف اليمن من قضية فلسطين.
وتابع الرضي : كان الشهيد الرئيس مجاهدا شجاعا مقداما عالما مثقفا سياسياً ورجلاً مؤسسياً يمتاز برجاحة عقل منقطعة النظير، تجده في كل موقف يحل اصعب العقبات والمشاكل والمعوقات وله قدرات مذهلة وطاقات عجيبة، فكان لا ينام قبل أن يقرأ ويطلع على كل الملفات وينجزها إلى طلوع الفجر، ثم يصلي وينام ساعتين أو ثلاثاً، ثم يتحرك للعمل ويعقد عدة اجتماعات ولقاءات وزيارات في يوم واحد وكان من ضمن التهيئة الإلهية للصمود والانتصار، وكان لدى قائد الثورة احد خياراته الاستراتيجية، ففي كل مرحلة كان الشهيد الرئيس يواكبها بتحركه مؤسسيا وسياسيا وجبهويا وعسكريا وترتيباً وإعداداً وكان يرتقي في قيادته في أدائه في كل مرحلة متجاوزا عثرات الإنسان ومحدوديته.
وبين الرضي أن الشهيد الرئيس خلق نموذجاً قرآنياً فريداً من المدرسة القرآنية في المسؤولية والأداء المؤسسي والجهادي في تحركه لنصرة المظلوم وتلبية من دعاه في تواضعه لقبول النصيحة وهو ذاك العابد الزاهد النقي الذكي ذو البصيرة والنور، تلك المؤسسات التي كانت مربكة هو من وضع اللبنات لترتيبها وبناها وأكمل بناءها بتعاون المؤمنين والصادقين وأعاد لها قيمتها وهيبتها.
وأضاف مستذكرا: (الشهيد الرئيس قال لي يوما أن أكثر ما يخاف منه هو التفريط في النهج الذي ضحى من أجله الشهداء وها هو واحد منهم الآن)، وأضاف: أتذكر في السبعين في ذكرى الثورة عندما وضع له الأمنيون عازلاً زجاجياً أمامه ليلقي الخطاب من خلف هذا الحاجز، فرأيته منزعجا ولما وقف ليتحدث قال للطاقم ابعدوا هذا الحاجز، وسألته لماذا أمرت بإبعاد العازل الزجاجي ونحن في ظروف أمنية مختلفة، قال لا أحب أن أخاطب شعبي من وراء حواجز أو عوازل.
وتابع: وفي إحدى المناسبات في ذكرى الثورة رأيته وهو ينظر للحشود الكبيرة والزخم الكبير في ميدان السبعين وهو يذرف دموعه قلت له رأيت دموعك وأنت تنظر للحشود، قال «شعبنا شعب كريم وفي لا يستحق إلا كل خير ووفاء».

مشروع دولة
أمين عام مجلس الشورى القاضي علي عبدالمغني يقول: لقد كان الشهيد الصماد -رضوان الله عليه- رجل المرحلة فعلا، فهو من أحبط مخطط تقسيم اليمن إلى أقاليم قبل إعلانه بساعات، وعالج خلال أيام ملفات كان علاجها يحتاج لسنوات وخصوصا بعد فتنة ديسمبر، وكان جبهة قوية حصينة منيعة في مواجهة العدوان، وكان لديه مشروع حقيقي لبناء الدولة اليمنية الحديثة عنوانه (يد تبني ويد تحمي)، وأضاف القاضي: لقد اختصر الصماد مسافات طويلة كنا نحتاج إليها حتى نصل إلى هذه الحالة التي نحن عليها من الاصطفاف الوطني، وكان جبهة بمفرده حاضرا في كل الجبهات، كان يتحرك في مواجهة العدوان، فيتحرك معه كل شيء وكأنه سليمان عليه السلام، ويتخاطب مع كل فئات الشعب وكأنه قد أوتي منطق كل شيء.
وتابع: لقد أزعج الصماد- رحمه الله- بنشاطه وتحركه وثقافته، القوى الإقليمية والدولية المتحالفة في العدوان على اليمن، ولذلك قامت باستهدافه في انتهاك واضح للعهود والمواثيق الدولية التي تحرم استهداف رئيس دولة من قبل دولة أخرى سواء في السلم أو الحرب، اغتالوا الصماد إلا انهم لم يتمكنوا من اغتيال المدرسة التي تخرج منها أو المشروع الذي حمله أو الإنجازات التي حققها.
مبينا أن ما نشهده اليوم من عزة وكرامة وقوة وعزيمة وما نحققه من إنجازات في كافة المجالات، إنما هو تنفيذ للمشروع الذي آمن به الصماد وسعى إلى تحقيقه ولن يتوقف الشعب اليمني حتى ينال حريته واستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، وتعود للأمة عزتها وكرامتها ومجدها ومكانتها بين الأمم.

شخصية استثنائية
محمد حسن زيد- كاتب سياسي وتاريخي يقول من جهته : لقد نسي الكثيرون أن الشهيد صالح الصماد كان يتعرض للنقد، لكن بعد استشهاده التفت الجميع إلى الفراغ الكبير الذي خلّفه وافتقدوا شخصيته الاستثنائية ذات القيمة السياسية الفذة، فقد كان بقلبه الكبير قريبا من الناس، لا يعزل نفسه داخل فقاعة الفخامة الزائفة، يحترم الجميع فيحترمونه ويلمسون اهتمامه غير المصطنع رغم شحة الإمكانات فيصبرون معه، ويشعرون بتواضعه الصادق وإخلاصه الذي لم يؤثر فيه طمع في لقب أو منصب أو طلب لدنيا لذلك كانت لديه القدرة على القيام بوظيفة سياسية فريدة يحتاجها الوطن في موقع القيادة ألا وهي أن يُقرّب البعيد ويستوعبه لا أن يُبعّد القريب ويخسره، وتابع : يدفع بنزاهته عجلة العطاء والبناء لا أن يُعلن بجشعة بدء السباق على الغنائم والمناصب داخل مجتمع الصامدين فيُفسدهم.

وحدة الجبهة الداخلية
الكاتب والإعلامي يحيى الرازحي يقول من ناحيته : إن الرئيس الشهيد صالح علي الصماد مهما تحدثنا عنه فإننا بلا شك لا نستطيع أن نفيه حقه، فكل منطقة في اليمن هي من تشهد للرئيس الشهيد بأنه الرئيس المعطاء الذي لا يختلف اثنان على حبه ، كان الشهيد الصماد مثالاً للقائد المغوار الذي تحمل مسؤولية البلد في أحلك الظروف، واستطاع بحكنته وشجاعته أن يحمي اليمن من دنس الغزاة والمحتلين، فقدم نفسه رخيصة للدفاع عن سيادة الوطن، متنقلاً بين الجبهات حاملاً كفنه على أكتافه لا يخشى الموت في سبيل الله ونصرة المستضعفين وقد نال الشهادة ، ليكون بذلك شهيد البحر الأحمر وحارس البحر الأحمر الأول بلا منافس- كان رحمه الله رجلاً بحجم وطن تصدى للأطماع الأمريكية والبريطانية ولكافة العملاء والمرتزقة .
وقال الرازحي: من خلال تحركات الرئيس الشهيد الصماد وخطاباته، التف حوله أبناء الشعب اليمني الصغير قبل الكبير ليجمعوا على حبه دون مجاملة، فليس هناك من لا يترحم عليه، فقد كان رجل التحديات والصعاب الذي أصبح بالنسبة للتحالف الشيطاني بقيادة مملكة الشر وبإشراف أمريكا كابوسا يورق مضاجعهم، فقد كان رجل المسؤولية بجدارة فهو من رسم الخطوط العريضة لبناء الدولة العادلة في مرحلة فارقة من مراحل التاريخ وفي ظل عدوان كوني على بلدنا استطاع أن يوحد الجبهة الداخلية لمواجهة الاحتلال وجعل الجميع يقف صفاً منيعاً للدفاع عن الوطن.
وتابع: لقد كان الرجل المعطاء في مسيرة الحق والتضحية بعد السيد القائد، كسب حب أبناء شعبه لما لمسوه وشاهدوه من وفاء وصدق وعدالة لكل أبناء اليمن قاطبة دون استثناء. وحظي الرئيس الشهيد صالح الصماد بصفات قيادية نادرة وشجاعة فاقت من سبقه في حكم الجمهورية اليمنية وكان الرجل المناسب لتولي قيادة اليمن في تلك المرحلة التي عاشتها اليمن.

الواقع الملموس
من ناحيته أوضح العلامة الحسين السراجي أن الرئيس الشهيد بطل لم يختبئ أو ينكفئ كما يفعل من هم في مقامه وهم أبعد عن فعل عُشر عشير ما فعله ولكنه كان متحركاً يطوف الجبهات ويزور المرابطين ويشهد الاحتفالات والمناسبات والدورات التدريبية والتأهيلية ودفعات التخرج، يرفع المعنويات محتزماً جُعبته ولابساً لامَّة حربه وآخر ما قام به وشهده قبل استشهاده كان ورش التصنيع الحربي بشجاعة أبهرت العدو نفسه وتركته في ذهول.. وتابع قائلا: بطلٌ وأي بطل يضاهيه أو ينافسه وهو الذي ما جلس ولا ركن ولا تخفَّى ولا غاب عن واجبه كرئيس دولة وقائد ميداني يعلم يقيناً أن كل شيء يرقُبه ويتربص له ويتأبط شراً للفتك به حتى لو كان داخل الكعبة أو في ميدان السبعين بين مئات الآلاف من البشر كونه يعلم حقيقة خصمه وفجوره، ومع كل ذلك واصل تحركاته بإيمان مذهل ويقين عجيب خلال ثلاث سنوات من العدوان الإجرامي قبل استشهاده كنا متميزين في نظر العالم وحتى في الشهادة صرنا مميزين، ففي ميدانها عانق رئيسنا المنايا بطلاً في ساح الجهاد والاستبسال ونحن في صمود وهدوء تامين، رجل استثنائي في ظرف استثنائي ومرحلة استثنائية وحقق نجاحاً استثنائياً انه بحق رجل المرحلة كونه تلميذ القرآن وثقافة القرآن وهو الشعبي الذي أتى من الكهوف والعسكري الذي صقلته الست الحروب، قاد البلد كأول رجل فيها وهو ليس خريج أكاديمية عالمية في السياسة ولم يسبق له شغل مناصب سياسية ولا يعرف أبجديات البروتوكولات الرسمية (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين )) وقال السراجي : أثبتت الأحداث الكبيرة بما فيها استشهاد الرئيس الصماد أننا نخرج من هذه الأحداث أقوياء وأن فقدان قائد واحد يصنع منا ألف قائد ورغم الدروس التي لقَّناها العدو خلال سنوات الإجرام، إلا أن حثالات الأمم لم يستوعبوا أنه كلما سقط منا شهيد تمسكت بنا الأرض أكثر وكلما قتلوا منا أكثر اقتربوا من نهايتهم أكثر وأكثر، رمال الوطن جُبلت بعشقنا وأزهار أرضنا ارتوت بدمائنا فأنَّى للطغيان أن يهنأ بعيشٍ وفي أطفالنا نَفَسُ حياة؟! وإذا مات منا سيد قام سيدٌ قؤول، لما قال الكرام فعولُ.. كلما سقط منا شهيد فإن الزمان لا ينتهي هناك ولن تنقطع سلسلة الأبرار وكل شهيد يسقط يحمل اسمه ورسمه وبندقيته ويخلفه عشرات الأبطال الذين يعانقون المنايا مبتسمين.

قد يعجبك ايضا