تعد رياضة الفروسية من الرياضات الهامة والتي تعتمد على تفاعل الإنسان مع الخيل وتأدية الحركات المعينة والتغييرات في السرعة وتشتمل على عدة أنواع ولها مسابقات عالمية وأولمبية تتنافس فيها الدول والبلدان والفرسان على حصد الجوائز والبطولات مثلها مثل كافة الألعاب الرياضية، ولسنا هنا بصدد سرد تاريخ الفروسية، ولكن ما جعلني أتطرق إلى هذا الموضوع هو أنني وخلال زيارتي لنادي وحدة صنعاء لفت نظري وجود مضمار صغير في الجهة الشمالية مكتوب عليه أكاديمية نادي الوحدة للفروسية وشاهدت مجموعة من الشباب والبراعم والرياضيين الذين يتدربون على ركوب الخيل، رغم أن المضمار صغير، لكنها في اعتقادي الخطوة الأولى في طريق تأسيس ناد للفروسية ينطلق من هذه الأكاديمية.
تحدثت في مواضيع سابقة عن أهمية وجود الأكاديميات الرياضية ودورها في استقطاب الرياضيين من مختلف الأعمار واكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم وتطويرها من خلال برامج التدريب المتنوعة والمختلفة وصناعة أجيال من الأبطال والقادة بهدف تمكينهم من تحقيق إنجازات وطنية وإقليمية وعالمية، ووجهت الدعوة لضرورة تنظيم هذه الأكاديميات وتوسيعها لتشمل كافة الألعاب الرياضية، لأن اغلبها الآن تركز على لعبة كرة القدم فقط وهذه مشكلة حقيقية لان هناك الكثير من الشباب يمكن، بل بالتأكيد أن لديهم إمكانيات وقدرات في ألعاب ورياضات أخرى واجبارهم على لعبة واحدة يؤدي بهم إلى ترك الرياضة وبالتالي حرمان البلد من مبدعين كان يمكن أن نجدهم في مجالات وألعاب أخرى، وهذه نقطة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار وربما أن أكاديمية نادي وحدة صنعاء للفروسية ستكون هي الحجر في المياه الراكدة وستشجع على إنشاء الأكاديميات للفروسية وغيرها.
النقطة الأهم هنا والتي يجب التقاطها تتعلق بدور الاتحاد العام للفروسية الذي يفترض أن يكون له دور أولاً في تنظيم وإقامة البطولات والمهرجانات لهذه الرياضة والتشجيع على إنشاء الأكاديميات سواء في الأندية الرياضية أو على مستوى القطاع الخاص الذي يعمل في المجال الرياضي وأيضا من خلال إنشاء أندية للفروسية وتقديم كافة التسهيلات في هذا الجانب، على اعتبار أن هذه اللعبة والرياضة اقتصادية بالدرجة الأولى والاستثمار فيها كبير والعائد عال جداً وهو ما يتطلب العمل على تأطير هذا النشاط تنظيميا وجذب رؤوس الأموال القادرة على تشجيع هذه الرياضة الهامة.
بالعودة إلى أهمية توجه الدولة والحكومة لتشجيع إنشاء أكاديميات وأندية خاصة بالفروسية من أجل تحقيق فوائد مزدوجة تتحقق للشباب والبلد ونأمل أن تكون البداية من إنشاء مضمار دولي للفروسية يتم افتتاحه بمهرجان صنعاء الدولي للفروسية والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى في هذا الجانب، والأهم أن لدينا في اليمن قيمة مضافة تتمثل في الشباب المبدع والمواهب التي قد لا تمتلكها بلدان كثيرة وهو ما قد يحقق لنا إنجازات عالمية إذا ما وجد الاهتمام الكافي والرعاية والتشجيع.
لا بد أن نتقدم بالشكر والإشادة بنادي وحدة صنعاء على هذه المبادرة والنقطة المضيئة التي نأمل أن تستمر وتتوسع وأن ينظم النادي بطولات خاصة بهذه الرياضة.. كما لا بد أن نتوجه برسالة لوزارة الشباب والرياضة واتحاد الفروسية وكافة الأندية الرياضية مفادها أنه يجب أن تكون أكاديمية نادي الوحدة للفروسية دافعاً لكم من أجل الانطلاق وإنشاء الأكاديميات وتشجيع القطاع الخاص على التوجه الجاد لأن تكون رياضة الفروسية ضمن خططها وبرامجها.. نتمنى أن تكون الرسالة وصلت وأن نرى هذه الرياضة وقد أصبحت في مقدمة الرياضات اليمنية التي يمكن أن تكون بلادنا في مقدمة البلدان التي تنافس على حصد الإنجازات على مستوى العالم.