جمعة رجب ومکانتها عند أصل العرب

زین العابدین علي حلاوی

 

 

جمعة رجب هي عيد عند الیمنیین بعد عیدي الفطر والأضحی کونها مناسبة کریمة وذکری عظیمة یستشعر الیمنیون مکانتها وعظمتها، فقد کان في مثل هذا الیوم العظیم خروج الیمنیین من الظلمات إلی النور ومن ضیق الجهل إلی سعة العلم ومن ظلام الکفر إلی نور الإسلام، وکان دخول الیمنیین إلی الإسلام بسلام دون قتال وبحب وشغف دون کره أو خوف، کما أنهم مثلوا الإسلام أحسن تمثيل وجسدوه أحسن تجسيد وطبقوا مبادئه في تصرفاتهم وفي معاملاتهم وساهموا في نشره في جمیع أنحاء العالم، فبحکمتهم وأخلاقهم استطاعوا نشر هذا الدین حتی أطلق علیهم لقب ﴿الإیمان والحکمة﴾ ولا أحد یستطیع نکران ذلك، یکفي أهل الیمن فخرا أنهم آمنوا برسالة واحدة ویکفیهم فخراً أنهم اعتزوا بعز هذا الدین العظیم واستمدوا منه کل مکامن القوة فوق قوتهم واقتبسوا کل معاني الرجولة والأخلاق الحمیده علاوةً على ما كانوا عليه قبل الإسلام ولا یوجد شيء یعيبهم أو یجرح عدالتهم وهناك الکثیر من الآیات القرآنیة والأحادیث النبویة التي ترفع من شأن الیمن ومنها قوله تعالی﴿یاأیها الذین آمنو من یرتد منکم عن دینه فسوف یآتي الله بقوم یحبهم ویحبونه﴾ هذه الآیة نزلت في أهل الیمن، كما أن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم عندما أسلم أهل الیمن سجد حمدا لله وقال ﴿السلام علی همدان السلام علی همدان السلام علی همدان﴾.
والجدیر بالذکر أن جمعة رجب کانت یوم النور علی هذا البلد العظیم، بلد الإیمان والحکمة، بلد التسامح والرحمة، بلد الإخاء والمحبه باستثناء أولئك الذین نقلوا عنا صورة سيئة في معاملاتهم الرديئة وتصرفاتهم الدنيئة وهم المرتزقة ومن صار علی نهجهم، فأبناء الحکمة وأبناء الشهامة یجب علیهم أن یتذکروا هذا الیوم العظیم، فنحن ولله الحمد أسلمنا قبل أهل مكة، کما یجب علی من یقول إنه ابن الإیمان والحکمة أن یجسد الدین في أخلاقه فأجدادنا نشروا الدین من خلال معاملاتهم الحسنة وأخلاقهم النبیلة.
وبالنسبة لهوية اليمنيين فهي مرتبطة بأخلاقهم وعقيدتهم وتسامحهم وهي تعبر عن ثقافتهم الفريدة ومنبتهم الأصل الذي لا يشبهه أحد في العالم.
فالهوية لا تعني اللبس المعين والعادات التي تتوارثها فقط، بل الهوية تشمل كل شيء جميل وحسن في اليمنيين، فمثلا التسامح من صفات اليمنيين وهو يعبّر عن هويتهم الخاصة وكذلك الكرم والشهامة والعفة من ضمن هوية اليمنيين حتى من قبل اعتناقهم للدين الإسلامي الحنيف، فهم أصحاب أصالة وكرم وقد يعرف اليمني أثناء غربته بأنه يمني بطباعه الأصيلة ومن خلال تعامله مع الناس، فهوية اليمني بالمختصر هي الأخلاق، فأين ما وجد اليمني وجدت الأخلاق وإينما وجدت الأخلاق وجد اليمني.
وآخیرا أقول إن هذه الذکری العظیمة لیست کأي ذکری تمر علیها الأیام والسنین مرور الکرام، هذه الذکری یجب أن نقف عندها ونستشعرها ونحتفي بها کما احتفی بها أجدادنا.

قد يعجبك ايضا