الثورة / أحمد المالكي
تتزايد حدة الغضب والاستنكار في أوساط المواطنين بمختلف المناطق والمحافظات المحتلة احتجاجاً على السياسات والإجراءات التي تتخذها حكومة المرتزقة، والتي أدت إلى مزيد من التدهور ومضاعفة المعاناة الاقتصادية والمعيشية، وانهيار العملة وارتفاع أسعار السلع والخدمات ، بشكل جنوني ولا يطاق، حيث دعت مكونات مجتمعية في محافظة أبين، المواطنين في جميع المحافظات المحتلة إلى التظاهر وإعلان العصيان المدني يوم الخميس الموافق 11 يناير الجاري ٢٠٢٤م، لرفض التردي الاقتصادي الحاصل في البلاد، والتنديد بالفساد الذي يمارسه مجلس العليمي وحكومة معين عبد الملك التابعين للرياض وأبوظبي.
وقالت “المنسقية العامة لأحرار أبين ضد الفساد”، في بيان، إن الإضراب والعصيان المدني سيكون شاملا وسيتم فيه إغلاق كافة المحلات التجارية وإيقاف الحركة التجارية كلاً ضمن محافظته وقريته ومديريته، لافتة إلى أن عددا كبيرا من التجار أبدوا قدرا عاليا من المسؤولية والانحياز لحقوق ومطالب المواطنين.
وأوضح بيان المنسقية أن الهدف من الإضراب هو “لرفع صوت الشعب المكلوم الذي سحقه الفقر والغلاء، وطحن عظامه، أساطين الفساد والبغي والنهب المنظم من اعلى رأس السلطة إلى أسفلها، دون أي وازع من ضمير وأدنى إحساس بالمسؤولية تجاه الرعية وتجاه هذا الوطن الذي تقاذفته المحن المتلاحقة، ووصل لطريق مسدود” وفق البيان.
وأضاف البيان أنه “بعد نجاح ملتقى أحرار أبين خلال الأشهر الأخيرة على إجبار القيادات الأمنية والسياسية لإصدار أوامرها برفع كافة نقاط الميازين والجبايات الظالمة على طول الطريق بابين، فإنه يهيب بجميع أحرار أبين تنفيذ المرحلة الثانية من النضال ضد الفساد، وانتزاع الحقوق، والخروج في هبة شعبية هادرة لأجل تخفيض سعر المشتقات النفطية وإعادة سعرها للسعر الحقيقي الخالي من الفساد وتقاسم الأرباح والجبايات، وتوحيد سعر المشتقات بأبين وبباقي المحافظات أسوةً بمحافظة مارب”.
وأشار البيان إلى أن هناك برنامجا موحدا ليوم ما أسماه الهبة الشعبية، والمتمثل بالإضراب والعصيان المدني الشامل بكل مناطق أبين والمحافظات المجاورة لها، وإطلاق مظاهرات ووقفات سلمية في المدن والقرى والمديريات ترفع فيها شعارات بمطالب المواطنين ومظالمهم الموجهة لما أسماه البيان بالحكومة، وقطع الطرق الرئيسية بكل المديريات والمدن بشكل كامل أمام الشاحنات التجارية وغيرها، وبما يسمح فقط للمسافرين والعائلات بالمرور دون اعتراض.
وبحسب مصادر مطلعة في المحافظات المحتلة فجر مسلحون تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للتحالف، الإثنين الفائت، أنبوبا لنقل النفط الخام في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم المتأخرة.
وقالت مصادر محلية في شبوة إن مسلحين تابعين لما يسمى بالمقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، وينتمون لمديرية عسيلان، أقدموا على تفجير أنبوب لنقل النفط الخام في المديرية.
يأتي هذا الحادث بعد يوم من تفجير مسلحين من قبائل مارب خط الأنابيب الرئيسي الذي ينقل النفط الخام من حقل ريدان إلى منشأة شركة صافر شرق مارب، مما أدى إلى توقف الإنتاج من الحقل.
ووفق المصادر تأتي هذه الأحداث بعد إعلان حكومة المرتزقة عن جرعة جديدة في أسعار المشتقات النفطية، وما أسمته إصلاحات اقتصادية لتغطية النفقات وتعزيز الإيرادات التي انكمشت بعد توقف تصدير النفط حسب زعمها.
وأشعل إعلان حكومة المرتزقة رفع أسعار الوقود المنتج محليا بمارب من 3500 ريال يمني إلى قرابة 10 آلاف ريال للدبة الواحدة بسعة 20 لترًا، احتجاجات ومواجهات عنيفة بين قوات العرادة ومسلحين من أبناء قبائل مارب، خلفت قتلى وجرحى من الجانبين.
وقالت شركة النفط اليمنية التابعة للمرتزقة بمحافظة مارب إن تحريك سعر الوقود جاء بناء على قرار «حكومي» في سياق تنفيذ إصلاحات اقتصادية لتعزيز موارد الدولة، نظرًا للوضع الاقتصادي وحاجة ما أسمته «الحكومة» للإيرادات لتغطية النفقات.
وحذرت مصادر في عدن من توقف محطات الكهرباء عن العمل بعد توقف الإمداد من النفط من شبوة ومارب خاصة أن عمليات إصلاح الأنابيب قد تستغرق وقتاً طويلاً.