الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر من كارثة صحية وشيكة في القطاع
الثورة /إبراهيم الاشموري
بات مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مجبرون على خوض عملية النزوح الجماعي القسري من مكان إلى آخر في إطار القطاع الذي بات جيش الاحتلال يستهدف كل شيء فيه بما فيها تلك المناطق المزدحمة بالسكان التي زعم في وقت سابق أنها آمنة، يأتي ذلك في ظل تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من السوء والتعقيد بسبب الغارات الصهيونية التي دمرت أحياء سكنية بأكملها واستهدفت المشافي وكل مرافق البنى التحتية والمؤسسات الخدمية منذ اللحظات الأولى لعدوانه، ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر من كارثة صحية وشيكة في غزة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إن “كارثة صحية عامة قيد التكوين في غزة”.
وأضاف في تدوينة عبر منصة “إكس”، “المستشفيات في غزة بالكاد تعمل، والأمراض المعدية تنتشر بسرعة في الملاجئ المكتظة”.
ولفت إلى أن مئات المصابين بسبب الحرب لا يستطيعون تلقي العلاج، مشيرا إلى أن “كارثة صحة عامة قيد التكوين في غزة”.
وخلّف العدوان الصهيوني المتواصل على غزة، أمس الخميس، 21 ألفا و320 شهيدا و55 ألفا و603 مصابين، معظمهم أطفال ونساء ومسنون واضطرت عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة أمس مرة أخرى إلى نزوح جماعي جديد بوسط غزة، حيث قصفت قوات الاحتلال مناطق تعج بالفعل بالذين طردوا من شمال القطاع.
وإلى مناطق الجنوب الذي يتشدق الكيان بأنها آمنة، قصفت القوات الصهيونية المنطقة المحيطة بمستشفى في قلب مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، حيث يخشى السكان من توغل بري جديد داخل الأراضي المكتظة بالعائلات التي شردت خلال العدوان المستمر منذ 12 أسبوعا.
وصعدت دولة الاحتلال عدوانها البري في غزة منذ عشية عيد الميلاد على الرغم من المناشدات العلنية من “الولايات المتحدة” الشريك الأول في جرائمها، لتقليص الحملة في الأسابيع الأخيرة من العام وهو ما يعتبره محللون مناورات شكلية من إدارة بايدن لامتصاص السخط الشعبي المتصاعد في الداخل الأمريكي إزاء تورط أمريكا المباشر في سفك دماء المدنيين في غزة .
وتوجه أمس عشرات الآلاف من النازحين من مناطق النصيرات والبريج والمغازي في وسط غزة جنوبا أو غربا إلى مدينة دير البلح المطلة على البحر المتوسط والمكتظة بالفعل، ويتكدسون في مخيمات بنيت على عجل من الخيام المؤقتة.
وقالت وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين – التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، منددة بـ“التهجير القسري” بأوامر من “إسرائيل”- أن “أكثر من 150 ألف شخص – أطفال صغار ونساء يحملن أطفالا وأشخاص ذوي إعاقة وكبار السن – ليس لديهم مكان يذهبون إليه”.
ويقول سكان محليون إن الجزء الشرقي من البريج كان مسرحا لقتال عنيف صباح أمس مع توغل الدبابات الصهيونية من الشمال والشرق.
وتعرضت خان يونس، لقصف عنيف صباح أمس من طائرات حربية ودبابات بالقرب من مستشفى الأمل الواقع إلى الغرب من مواقع التمركز الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يدير المستشفى ويقع مقره الرئيسي في مكان قريب، إن عشرة فلسطينيين استشهدوا وأصيب 12 في قصف هناك، وهو الهجوم الثالث الذي يستهدف المنطقة المحيطة بالمستشفى في أقل من ساعة.
وقال سكان إنهم يعتقدون أن جيش الاحتلال يحاول خلق نزوح جماعي جديد قبل هجوم بري جديد في المدينة.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن 210 فلسطينيين استشهدوا خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية.
وأجبر جميع السكان تقريبا على ترك منازلهم مرة واحدة على الأقل، واضطر العديد منهم إلى النزوح عدة مرات.. ولا يوجد سوى القليل من المستشفيات يعمل.