العويل الصهيوني والأمريكي في الأمم المتحدة لن يتوقف ما لم يتوقف عدوانهم على غزة

طارق مصطفى سلام *

 

 

تتوهم أمريكا ومن ورائها محور الشر والممانعة وهي تبسط ذراعيها لاحتضان وليدها الذليل إسرائيل، بعدما تلقى الصفعة المدوية التي قضت على كل آمال الأعداء وطموحاتهم غير المشروعة، انها ستكون في منأى من أي خطوات يخطوها ضد المقاومة الإسلامية والشعب الفلسطيني المقاوم.
استفحل الكيان الصهيوني في قصفه الاجرامي بحق الأبرياء في غزة وارتكب على إثرها أبشع وأروع الجرائم الإنسانية ومجازر الإبادة الجماعية التي استهدفت النساء والاطفال والمدنيين الأبرياء، غير آبهة بنتائج تلك الفظائع الإجرامية التي قضت على كل مناحي الحياة ودمرت مقدراتها ووسائلها الضرورية في ظل صمت مخزي ومعيب من قبل المجتمع الدولي الخانع للسياسة اليهودية النازية التي أثبتت بصمتها المعيب أكذوبة حقوق الإنسان وهزلية مؤسساتها الراعية لذلك.
وفي ظل إمعان العدو الصهيوني في مواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين واستمرار الدعم اللامتناهي من قبل أمريكا ومن خلفها التحالف الغربي الأوروبي الذين وفروا لهذا الكيان الظالم كل الإمكانيات والتسهيلات لارتكاب أفظع الجرائم المروعة، كان لابد للمقاومة الإسلامية أن تضع حداً لهذه الانتهاكات وتقف إلى جانب إخوانها في فلسطين، وهو ما حدث بالفعل، فقد توالت ردود الفعل الرادع من جنوب لبنان والعراق واليمن وكان لصنعاء الدور الأبرز في تلك المعركة البطولية وأثبتت القيادة الحكيمة للثورة اليمنية المباركة أن صنعاء لن تنساق وراء الصمت المريب من قبل الدول العربية الخانعة وفرضت كلمتها وأثبتت وجودها لتكون بذلك الدولة العربية الوحيدة التي لا تمتلك حدوداً مع فلسطين، لكنها الأقرب إليها وقت الشدة وتجاوزت صواريخ وطائرات القوات المسلحة اليمنية الحدود والدول والبحار ووصلت أهدافها في كيان العدو وشلّت حركته وأفقدته صوابه.
إن الدور المحوري البارز للقوات المسلحة اليمنية لم يكن استهلاكاً للوقت أو استعباطاً او استعراضات إعلامية بقدر ما كان موقفاً وطنياً وإنسانياً وعروبياً تجاه هذه الأمة ومقدساتها التي تجلى عنها العرب والمسلمون بصورة أثارت غضب الشعوب وحزنها ، وهو ما دفع بصنعاء وقيادتها العظيمة إلى أن تلبي الدعوات الشعبية اليمنية والعربية لنجدة الاقصى والشعب الفلسطيني المكلوم متحدية بذلك التهديدات الناعقة من أمريكا ومن خلفها في التصدي لأي تدخل خارجي، وهو ما قابله الشعب اليمني وقواته المسلحة برد حازم ورادع، وهذا الموقف لا يأتي إلا من دولة تمتلك إرادة وسيادة وحرية اتخاذ مثل هذه القرارات التي لم تجرؤ أي دولة عربية على اتخاذها، كونها تحت حماية ووصاية أمريكا والكيان الصهيوني .
إن المساعي والتحركات الأمريكية الأخيرة، والتي جاءت كردة فعل على عمليات القوات المسلحة اليمنية الرادعة وما تضمنتها تلك التحركات من توسيع لتواجدها في الشرق الأوسط والممرات المائية القريبة من اليمن وجلب قطعه البحرية لتأمين الأجواء الإسرائيلية، لم تتمكن من تغيير شيء من موقف صنعاء، بل إنه زادها إيمانا وقوة على مواصلة السير في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المقاوم، كما أن تلك الأسلحة والقطع البحرية الأمريكية والاسرائيلية عجزت عن التصدي المسيرات وصواريخ صنعاء التي أربكت كيان العدو وقضت مضاجعه، وهو ما دفعها بالفعل الى اللجوء للأمم المتحدة ورفع شكوى ضد اليمن وعملياته التي استهدفت كيان العدو الهش .
إن العويل الصهيوني الأمريكي ضد عمليات القوات المسلحة اليمنية وتباكيه من أوجاعها سيستمر ما دام الكيان المحتل وأمريكا عازمين على مواصلة استهداف الشعب الفلسطيني وانتهاك أرضه وحقوقه ولن تكون أمريكا وربيبتها إسرائيل في مأمن من ضربات القوات المسلحة اليمنية، مادام الشعب الفلسطيني يعيش في حصار وظلم وعدوان صهيوني أمريكي غاشم انتهك كل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية وضرب بها عرض الحائط في صورة تعكس مدى الاجرام والاستكبار والتعالي الذي تسوقه تلك الأنظمة لإخضاع العرب والمسلمين لسياستهم الإجرامية والبغيضة.

*محافظ محافظة عدن

قد يعجبك ايضا