الثورة / قاسم الشاوش
لليوم العاشر على التوالي يواصل العدو الصهيوني ارتكابه مجازر وجرائم الابادة ضد ابناء فلسطين في غزة رغم التحذيرات من خطورة الوضع الانساني والكارثي في غزة الذي أحدثه هذا العدو في استباحة كل شيء دون رحمة أو إنسانية وسط صمت عربي وإسلامي مخزٍ ومواقف لا تلبي مطالب الشعوب العربية والإسلامية بنصرة الفلسطينيين مقارنة بمواقف الدول الغربية خاصة الامريكية المؤيدة للعدو الصهيوني وعدوانه على غزة.
هذه المواقف جعلت العدو يتمادى ويصر لليوم العاشر على التوالي من العدوان في حصد أكبر عدد من الضحايا والشهداء في أوساط الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين العزل من أبناء فلسطين خاصة في قطاع غزة وتدمير الوحدات السكنية واستهداف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها .
هذه الجرائم جاءت للانتقام مما أحدثته عملية طوفان الأقصى التي حولت حياة العدو الصهيوني وجيشه الهزيل الى حياة رعب وخوف وهلع وجعلته أضحوكة شعوب العالم .
في هذا السياق شهدت مناطق مختلفة من القطاع موجة جديدة من الغارات الجوية الكثيفة وأحزمة نارية على الأحياء السكنية ما أسفر عن وقوع مزيد من الشهداء والجرحى والدمار.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة عن سلسلة غارات جوية استهدفت منازل المواطنين، في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ودمرتها على رؤوس ساكنيها.. مشيرة إلى أنّ آخر هذه المجازر كان باستهداف منزل لعائلة “العقاد” وآخر لعائلة “شبير” في خانيونس، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وأضافت الوزارة بأن حصيلة الشهداء ارتفعت جراء هذا العدوان إلى 2800 شهيدً، والإصابات إلى 9700 إصابة بجراح .
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن من بين الشهداء نحو 1000 طفل نصفهم من السيدات، فيما بين المصابين أكثر من 2450 طفلا و1536 سيدة.
وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني؛ فإن أكثر من 1000 مفقود تحت أنقاض المباني المدمرة ما بين شهيد ومصاب، في حين اخرج العديد من الأحياء من تحت الأنقاض بعد مرور 24 ساعة على وقوع القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وخلال الساعات الأخيرة شنت طائرات العدو الصهيوني مئات الغارات الهمجية ودمرت العديد من المنازل على رؤوس قاطنيها مقترفة مجازر مروعة.
ودخلت معركة “طوفان الأقصى” يومها العاشر، برشقات صاروخية مدمرة، واستخدام طائرات الزواري الانتحارية، وساحات اشتباكات ومواجهة متعددة، في حين ارتفع عدد القتلى الصهاينة لأكثر من 1500 وقفزت إصاباتهم لقرابة 3900 خلال تسعة أيام.
وأطلقت وزارة الصحة الفلسطينية أمس نداء استغاثة عاجل لدول العالم من أجل إرسال الوفود الطبية التطوعية من كافة التخصصات لإنقاذ جرحى العدوان الصهيوني في مستشفيات قطاع غزة، التي باتت طواقمها الطبية بين شهيد وشريد.
وحذرت من أن المستشفيات باتت تلفظ أنفاسها أمام المجازر التي يرتكبها العدو في غزة.
ولفتت إلى أن ما قتلته قوات العدو الصهيوني في عدوانها الوحشي تجاوز ما قتلته في 51 يومًا خلال عدوان 2014م، ما يؤكد أن ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ترقى للتطهير العرقي.
وفي السياق، اعتبرت منظمة العفو الدولية قطع الإمدادات عن قطاع غزة بأنه جريمة حرب.
وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها: إن “العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة من خلال تقييد توفير المياه والوقود والغذاء والكهرباء هو جريمة حرب، كما أن الأمر الذي أصدره الجيش الصهيوني للسكان في شمال غزة بالإخلاء يرقى إلى مستوى التهجير القسري”.
بدورها، توصلت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى أن قوات العدو الصهيوني استخدمت قنابل فوسفورية في عدوانها على قطاع غزة وحدود لبنان في العاشر والـ11 من أكتوبر.
وتؤدي القنبلة إلى انفجار الفوسفور عندما يتلامس مع الأكسجين، ويستمر في الاحتراق حتى تنضب، طالما أن المادة تتلامس مع الأكسجين.
وفي الضفة الغربية اندلعت اشتباكات وعمليات إطلاق نار فدائية، لترتفع حصيلة عمليات إطلاق النار منذ بدء المعركة إلى 256 بينها 31 عملية نوعية.
ونشر جيش العدو الصهيوني اسمي جنديين إضافيين قتلا منذ بدء “معركة طوفان” الأقصى، ليرتفع العدد المعلن إلى 291 ضابطا وجنديا، وسط تأكيدات بأن القائمة تضم المئات.
وفي الجانب الإنساني تصاعدت تحذيرات فلسطينية ودولية، أمس الاثنين، من خطر وقوع كارثة إنسانية وبيئية بسبب وجود جثامين أكثر من 1000 شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة لليوم العاشر.
وبحسب موقع (فلسطين أون لاين)، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني والصليب الأحمر الدولي ومؤسسات دولية، من خطر وقوع كارثة إنسانية وبيئية بسبب استمرار العدوان المتواصل على القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في تصريح صحفي، :”إن وجود الشهداء تحت الأنقاض ينذر بكارثة بيئية وانتشار للأوبئة بسبب تحلل جثث الشهداء”.
وأضاف البزم :”أن عدد الشهداء الذين لا زالوا تحت الأنقاض سيرفع عدد الشهداء المسجلين لدى وزارة الصحة بشكل كبير”.
من جانبه، قال المتحدث باسم الصليب الأحمر بغزة: “إن هناك كارثة في غزة في ظل القصف الصهيوني المستمر”، مشيرًا إلى أن انقطاع إمدادات المياه والغذاء والدواء عن السكان المحاصرين تزيد الأوضاع سوءًا”.
وناشدت اللجنة في تصريحات صحفية، من أجل السماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الإغاثية، مطالبةً بالسماح لطواقمها بالعمل داخل قطاع غزة.
وكان الصليب الأحمر قد حذر سابقًا من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة سيخرج عن السيطرة بسرعة في ظل العدوان “الصهيوني” المستمر.
إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، سلطات العدو الصهيوني للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرا من أن الشرق الأوسط بات “على شفير الهاوية”.
ونقلت وكالة (فلسطين اليوم)، عن غوتيريش في بيان صدر عن مكتبه القول : إن “المياه والكهرباء والإمدادات الأساسية الأخرى تنفذ من غزة”.
وأضاف البيان :” أن مخزونات الأمم المتحدة من الإمدادات الغذائية والطبية والوقود في مصر والأردن والضفة الغربية “يمكن إرسالها في غضون ساعات”.
وتابع :” أن طواقم الأمم المتحدة “تحتاج أن تكون قادرة على إدخال هذه الإمدادات إلى جميع أنحاء غزة بأمان وبدون تأخير”.
يواجه سكان قطاع غزة أزمة حادة في توفر مياه الشرب، مع اتساع العدوان الصهيوني البربري وتشديد الحصار على القطاع.
من جهتها صرحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن الغارات الجوية الصهيونية على قطاع غزة كشفت عن “كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في تصريحات صحفية، الليلة الماضية، القول: “لم يُسمح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر من الوقود إلى قطاع غزة خلال الأيام التسعة الماضية”.
ولفت إلى تكشف “كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع الساحلي”.
وأضاف: “ندق ناقوس الخطر لأنه اعتبارا من اليوم، لم يعد زملائي في الأونروا في غزة قادرين على تقديم المساعدة الإنسانية”.
وتابع قائلا: “في الواقع، يتم خنق غزة”.. مشيرا إلى “غياب الحس الإنساني في الحرب، وإذا نظرنا إلى مسألة المياه، نعلم جميعا أن الماء هو الحياة وأن المياه تنفد من غزة وأن الحياة تنفد منها”.
في سياق متصل استنكرت منظمة العفو الدولية عدم ذكر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للمدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا بالغارات الصهيونية معتبرة إياه بالأمر المثير للقلق، وأن قطع الإمدادات عن غزة هو جريمة حرب.
وحسب وكالة معا الفلسطينية اليوم قالت المنظمة أن “عدم ذكر رئيس الوزراء للمدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب الغارات الجوية الصهيونية أو تضمينه أي دعوة لجميع أطراف النزاع للالتزام بالقانون الإنساني الدولي، هو أمر مثير للقلق العميق”.
وشددت على أن “العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة من خلال تقييد توفير المياه والوقود والغذاء والكهرباء هو جريمة حرب، كما أن الأمر الذي أصدره الجيش الصهيوني للسكان في شمال غزة بالإخلاء يرقى إلى مستوى التهجير القسري”.
وأكدت أنه “ينبغي لزعماء العالم أن يضغطوا بشكل عاجل على جميع الأطراف من أجل احترام القانون الإنساني الدولي باستمرار ودون معايير مزدوجة. ويجب إعطاء الأولوية لحماية جميع المدنيين، الإسرائيليين والفلسطينيين”.
يذكر أن الحرب على غزة دخلت يومها العاشر منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” يوم السابع من أكتوبر، وسط حصار وقطع الإمدادات الأساسية عن القطاع.
في حين سجل نظام مراقبة الهجمات على مرافق الرعاية الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة 48 هجمة.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير إنساني، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن الهجمات شملت استشهاد 12 عاملا صحيا، وإصابة 20 آخرين أثناء أداء الواجب”، كما استشهد حوالي 12 من موظفي (الأونروا) أيضا.
وفي الضفة الغربية، وثقت منظمة الصحة العالمية 63 هجوما على المرافق الصحية، بما في ذلك عرقلة تقديم الرعاية الصحية، والعنف الجسدي تجاه الفرق الصحية، واحتجاز العاملين في مجال الصحة ومركبات الإسعاف، والتفتيش العسكري للأصول الصحية.
وأضافت الأمم المتحدة في تقريرها أن جميع الوكالات الإنسانية والعاملين فيها واجهت قيودا كبيرة على تقديم المساعدة الإنسانية، بسبب الغارات الجوية والقيود المفروضة على الحركة ونقص الكهرباء والوقود والمياه والأدوية والمواد الأساسية الأخرى، مشددة على أن انعدام الأمن السائد يمنع الوصول الآمن إلى الأشخاص المحتاجين والمرافق الأساسية، مثل المستودعات.