انتـــــــــــــظر الاتصــــــال بـك!


تقاطرت علينا منذ فترة وجيزة اتفاقيات وبرامج بملايين الدولارات تحت مسمى تدريب وتشغيل الشباب.
اخر هذه البرامج الاستراتيجية الرسمية لتشغيل وتوظيف الشباب التي اقرتها الحكومة مؤخرا والاتفاقية الموقعة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمرحلة الثانية من مشروع تمكين الشباب اقتصاديا بتكلفة إجمالية تصل إلى 10 ملايين و 514 ألف دولار بتمويل مشترك من البرنامج وحكومات اليابان وكوريا الجنوبية وهولندا ومنظمة سبارك ومؤسسة صلتك القطرية وهناك ملايين تضخ لبرنامج “وثبة” وغيرها من البرامج التي ليس لها اخر ولاتزال عملية تدفقها مستمرة بوتيرة عالية.
النتيجة يرويها لنا هذا الشاب الذي أغرته هذه البرامج وأعتقد أنه وجد ضالته في التخلص من البطالة حيث زار عاصم أحمد الفتاحي مؤسسات ومكاتب للتشغيل قرأ عنها في الصحف وملصقاتها الدعائية في الشوارع وإعلانها عن برامج خاصة لتشغيل وتوظيف الشباب من وثبة الى صلتك مرورا بتمكين و “فرصة” وصندوق تنمية الفرص وغيرها من المكاتب والبرامج والمؤسسات.
يقول هذا الشاب : لم أجد لديهم وظائف والشيء الوحيد الذي قدموه له هو الوعود وموظف يستلم منه بياناته وملفه وسيرته الذاتية ورسوم مقابل ذلك.
عاصم يرزح تحت وطأة البطالة منذ تخرجه قبل نحو 5 أعوام اصطدم بهذه الجهات والمكاتب والمؤسسات التي راهن عليها واعتبرها سفينة نجاته من البطالة والجواب لديهم دائما “انتظر وسنتصل بك.
ملف
هكذا تتعامل أغلب المؤسسات والجهات والبرامج والاتفاقيات الخاصة بتشغيل الشباب وهذا هو لسان حالها الذي يعبر عن عجز تام في ادارة ملف تشغيل الشباب الذي يستقطب مئات الملايين من الدعم الداخلي والخارجي تذهب في مهب الريح والمشكلة لاتزال متفاقمة ولم يتم تشغيل أي شاب.
ويرى المدير التنفيذي لمشروع “وثبة” محمد خير العويني أن عملية التوظيف تتطلب مهارات ولهذا يقوم البرنامج الذي يشرف عليه ويدعمه البنك الدولي ومانحين آخرين باختيار مجموعة من الشباب وتأهيلهم وتدريبهم داخل المنشأة.
ويقول إن عملية التدريب تستمر لمدة 6 اشهر وخلال هذه الفترة يقدم المشروع ميزتين منها نصف راتب هذه التلميذ وكذا تقديم دورات تدريبية متقدمة تنمي المهارات واكتساب المتدرب خبرة العمل في هذه الفترة بعد الأشهر الستة يكون القرار لصاحب الشركة في توظيف هذا الشاب أولا وهذه كما يقول هي المهمة الرئيسية التي يقومون بها كغيرهم من البرامج والمشاريع المماثلة .
ويشير إلى أن الشخص الذي يخضع لمثل هذه البرامج ولايجد وظيفة قد تكون لأسباب اخرى متعددة ليس لهم علاقة بها .
تقديم
يرى أن خريج الجامعة تنقصه مهارات حتى في كتابة السيرة الذاتية ومهارات كيف يقدم نفسة للمقابلة الشخصية لافتا إلى أن أكثر الشباب تجده على عتبة التخرج من الجامعة ولا يستطيع كتابة سيرة ذاتية بشكل احترافي.
ويشير إلى أن المشروع (يحصل على نحو 10ملايين دولار من جهات تمويلية مانحه) لديه برنامج تدريبي لعدد كبير من هولا الشباب ممن سيتم اختيارهم للانخراط بما يسمى بالتدريب العام لإكسابهم مهارات كتابة السيرة الذاتية والتحضير للمقابلة الشخصية وكيف يستطيع العمل داخل المنشأة بالإضافة الى التواصل الفعال وحجم المشكلات واتخاذ قرار بخصوص فريق العمل وكل هذه مهارات مطلوبة كما يرى مدير وثبه ” في عملية التوظيف .
تعقيد
يرى مدرب التنمية البشرية مطيع القدسي أن مسألة التشغيل في اليمن معقدة للغاية وهناك تكدس كبير في الخريجين العطلين عن العمل والذين اصبحوا يشكلون عبئاٍ كبيراٍ على سوق العمل والوضع الاقتصادي والتنموي بشكل عام.
ويشير إلى أن قضية تشغيل الشباب في هذا الإطار يتركز جزء منها في حدود 70 % في إطار الاتفاقيات التي يتم توقيعها بشكل ثنائي بين بعض المكاتب والمؤسسات المحلية وجهات تمويلية واستثمارية خارجية وبالتي تقوم هذه الجهات المحلية بتصريف المبلغ بطريقة اخرى منها تنظيم دورات تدريبية محدودة وعشوائية وغير مجدية.
مشكلة رئيسية
يرى خبراء أن التخفيف من الفقر في أوساط الشباب يساعد في دعم الاستقرار في اليمن وإنعاش مقدرات الاقتصاد.
مؤكدين أن الاستثمار في قطاع الشباب عبر إطلاق روح الابتكار والمبادرة في أوساطهم يجب ان يمثل هدفاٍ رئيسيا للحكومة والقطاع الخاص ومختلف المنظمات والجهات المعنية .
وتتمثل مشكلتنا الرئيسية في عدم وجود دراسة لمتطلبات سوق العمل وعدم ملائمة المخرجات التعليمية لمتطلبات السوق ولهذا يجب دراسة سوق العمل ليتم معرفة متطلباته.
ولكي يتم تحسين البرامج التعليمية لابد من دراسة وضعية سوق العمل وكذا يجب ان تنفتح الجامعات على كل الجهات لتشارك في وضع وتصميم المناهج ووضع برنامج جديد تشارك فيه كل هذه الجهات بمن فيهم الطلاب أيضا هناك ضرورة لإنشاء هيئة تعني بالمناهج في الجامعات واجراءات لضمان جودتها وكذا ارتباط مؤسسات تشغيل الشباب بالجهات التعليمية او تشكيل هيئة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص لإدارة هذا الملف المعقد والشائك المتمثل بتشغيل الشباب.

قد يعجبك ايضا