في الأحداث المهمة تتضح مواقف الشباب المؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومن هذه الأحداث ما يقوم به بعض المتطرفين الذين تغض الطرف عنهم دولة السويد وغيرها من الدول الغربية، من تدنيس وحرق للمصحف الكريم.
إن أي شاب متمسك بالقرآن الكريم، كلام رب العالمين، ودستور دينه ودنياه، من الطبيعي أن يظهر غضبه لله ولكتابه، وما عدى ذلك، فليس من الإسلام في شيء.
الشباب والرياضيون العرب والمسلمون، تم تغريبهم في اوطانهم، فتجدهم يغضبون إذا تمت الإساءة لهذا اللاعب الغربي أو ناديه هنا أو هناك، وينبرون للدفاع عنهما باستماتة، ويغيرون واجهات صفحاتهم بصورهما، فيما القرآن الكريم يحرق ويدنس، وغالبيتهم لا يتطرق حتى في صفحاته لهذا الأمر، ناهيك عن استنكاره!.
هناك من اللاعبين الذين وصل بالبعض أن يجعلهم مثلهم الأعلى ويجاهر بحبهم، في الوقت الذي يناصر هؤلاء اللاعبون العدو الصهيوني، ويباركون ما يفعله العدو بأهلنا المرابطين حول الأقصى المبارك.
نجح الغرب من خلال الرياضة في مسخ هوية كثير من شباب المسلمين، من خلال نهج الالهاء والاغواء، حتى صار البعض منهم بدراية أو بجهل يعلق شعارات تشجع على المثلية (الشذوذ الجنسي) وبعضها ينتصر للصليب، أو تقليد قصات الشعر، وبعضها يحقر المعتقدات الإسلامية.
هل يدرك هؤلاء الشباب أنهم لا يمثلون أي رقم في مسيرة هذا اللاعب أو ذاك النادي؟، غير أنهم يستخدمونهم للانسلاخ من عقيدتهم الإسلامية، ويسلبون منهم الانتصار لها، ولو من خلال ما يسمى بالحياد الرياضي.
لا توجد أي حيادية بين الحق والباطل، ولا توجد منطقة وسطى يمكن أن يقف فيها الشباب المسلم، فإما أن ينتصر لدينه ومقدساته، واما أن يعاون الشيطان وجنده ويكون في صفهم، ولو عبر ما يسميه البعض بالحياد.
أي حالة هوان وصلنا إليها؟!، والبعض للأسف الشديد، ينطق بفكر إبليس، حين يقول له، لا تنتصر لمقدساتك أو دينك، حتى لا تحسب على هذه الفئة السياسية أو الحزبية أو الطائفية.. هذا ما يريده الشيطان وجنده، والهدف هو تخذيل الشباب عن الدفاع عن دينهم.
ليس بعض الشباب فقط من يخذلون قضاياهم، بل قادة الدول الإسلامية، رغم ما يملكونه من مقومات مؤثرة في العالم، غير أنهم صغار أمام ما يفعله المتطرفون في السويد وغيرها، وتجدهم عاجزين حتى عن طرد السفراء، ناهيك عن محاربة من يحاربون القرآن الكريم، وهم بسكوتهم شركاء مع الغرب، فيما يفعله بالقرآن الكريم.
إن الانتصار الحقيقي للقرآن الكريم، وأن نتعهد قراءته في كل يوم، لا أن نجعله معلقا في الرفوف وتعلوه الأتربة، وأن نتبع ما جاء من أمر ونجتنب ما جاء فيه من نهي، فلو فعلنا ذلك لأرينا غير المسلمين، القرآن مجسدا في أفعالنا، ولكنا للأسف الشديد ضيعنا القرآن الكريم قراءة وعملاً.
اللهم إنا نبرأ إليك من كل من يسيء للقرآن الكريم، ومن كل من بيده تغيير ذلك ولا يحرك ساكنا، غضبة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.