أعلنت جامعات عدن وأبين ولحج وشبوة التحاقها بالحراك الجماهيري السلمي الذي تعيشه المحافظات المحتلة نتيجة انهيار العملة والأمن وانطفاء الكهرباء، وهروب مسؤولي المرتزقة من عدن بما فيهم المحافظ ووزراء الحكومة، ومعين المخبازة والرخيص العليمي، والرخيص الزبيدي. وقالت نقاية هيئة التدريس ومساعدوهم والموظفون الإداريون إن التوقف عن العمل سيبدأ من بداية العام الجامعي ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤م ودعت النقابة مسؤولي الخيانة والارتزاق إلى الجلوس معها في أسرع وقت ممكن، ومعالجة قضايا ومطالب واحتياجات الجامعات. وقال مجلس النقابة إن الوضع المعيشي بات كارثيا على الجميع، إضافة إلى المستجدات المتسارعة التي تشهدها عدن وكل المحافظات، بعد الارتفاع الجنوني للأسعار وانهيار قيمة العملة المطبوعة بدون غطاء التي ألقت بظلالها على جميع الأصعدة، وبالذات الاقتصادية. وأوصلت البلاد والعباد إلى حافة الهاوية. وأصبحت حياة المواطن على المحك، في ظل صمت حكومة الارتزاق وتحالف العدوان عن هذه الكارثة التي صنعوها عمدا.
ربما نتفاءل خيرا بمغادرة النخب الأكاديمية والمثقفة مواقع الخذلان؛ بعد أن خذلت الجماهير كثير وقت. وتماهت مع الفساد والمفسدين لأزمنة كثيرة.
المظاهرات توالت يوما بعد آخر في كل مدن الجنوب وصولاً إلى شارع جمال في إمارة تعز. وفي لحج تم قطع الطريق الرابط بين لحج والمناطق الشمالية. ربما نتفاءل أيضا بصحوة توقظ من نام، ولم يصْحُ. وربما إذا تصاعدت هذه الصحوة، أو ما يسميها البعض بثورة الغضب، نصل إلى ثورة تقتلع الاحتلال والمرتزقة الذين أخمدوا وعي الجماهير بالتجويع، وافسدوا الكثير بالمال الحرام.
المتظاهرون لم يجدوا من يخاطبهم، أو يحل قضاياهم. الاحتلال السعو/ إماراتي تخلى عن واجباته في حل قضايا السكان باعتبار ذلك من مهامه القانونية كمحتل بحسب القوانين الدولية. وذهب يدبر المؤامرات، ويشكل العصابات والمليشيات ويؤجج الصراعات بين المكونات الجنوبية ليمزق وحدة الجنوب، ومعها وحدة الوطن بكامله.
الحراك الجماهيري محتاج إلى قوى وطنية توظفه في خدمة التحرير، وتُصاعد من ديناميكيته ليصل إلى الثورة المسلحة والانتفاضة الشعبية لطرد المحتل، كما حدث في العام ١٩٦٣م عند قيام ثورة ١٤ أكتوبر المغدورة. حينها استغلت الجبهة القومية انتفاضة ردفان بقيادة الشهيد/ راجح بن غالب لبوزة لإعلان الثورة المسلحة على المستعمر البريطاني.
بالتأكيد إن الماضي لا يعود. والزمن لا يكرر نفسه؛ فأحزاب الخردة باعت نفسها بأرخص الأثمان، بل لم يعد لها ثقل جماهيري، ولا قضية. بعد أن خذلت قضية الجماهير واصطفت إلى جانب الريال والدينار السعو/ حماراتي ولم يعد أحد يستجيب لدعواتها.
وإذا كانت أحزاب الخردة قد فقدت مصداقيتها وسلَّمت قرارها للعدوان والاحتلال؛ فإن الأمل بعد الله مرهون على حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء لمساعدة الجماهير في مناطق الاحتلال للتخلص من الاحتلال وأذنابه واستعادة الاستقلال والسيادة. وتحرير ثروات الأمة من أيدي الناهبين الأجانب والبائعين المحليين. وقد بدأت التباشير في منع شركات النهب الأجنبية من استغلال ثروات النفط وتهريبها إلى الخارج. وكان ذلك قرارا موفقا قطع على شركات الاحتلال، ومن يقفون في صف المحتل الكثير من الأموال التي تمول المجرمين والقتلة، وتُحرم الشعب اليمني من ثرواته.
لقد هرب الكثير من المرتزقة الذين أصبحوا عالة على تحالف العدوان. ولم يبق إلا إشعال فتيل الثورة المسلحة. وعملية فدائية واحدة ضد جنود الاحتلال في أي قاعدة عسكرية سوف تؤدي بعسكر الاحتلال إلى الجحيم، وتستعيد الاستقلال.
افعلوها يارجال فالاحتلال وجنوده أوهن من خيط العنكبوت. إن قوة الاحتلال هي في صمتكم وضعفكم. فحولوا الصمت والضعف إلى بركان.