الهدنة أخطر من الحرب والعدوان

محمد صالح حاتم

 

 

فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه طيلة السنوات الثمان عن الطريق الحرب العسكرية، بالعكس لقد تمرغت أنوفهم في رمال وسهول وجبال اليمن، وانهزموا شر هزيمة.
عندها بدأ تحالف العدوان يبحث عن مخرج ولكن ليس عن طريق إعلانه توقف العدوان ورفع الحصار، لأن هذا يعتبر إعلان هزيمته، بل لجأ إلى إعلان هدنة لمدة شهرين، وبعدها طلب تجديدها وبشروط جديدة، وهكذا وهو يماطل ويتنصل عن كل التزاماته، ويتهرب عن تحقيق شروط الهدنة ومنها صرف مرتبات الموظفين ورفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، والتي تعتبر حقاً مشروعاً لأبناء الشعب اليمني وليست مكرمة منه…
مرت الأيام والأشهر والعدو يراوغ ويتهرب، وبات الوضع في اليمن في حالة اللا حرب واللا سلم، فلا هي حرب وتقوم القوات المسلحة اليمنية بواجبها الدفاع عن الأراضي اليمنية، واستهداف دول تحالف العدوان السعودية والإمارات كونها المعتدية، ولا هو سلم، ويتمتع الشعب اليمني بكل حقوقه ويستغل ثرواته، وله السيادة الكاملة على أراضيه وموانئه ومطاراته، ويحق لأبنائه أن يسافروا إلى أي بلد مثلهم كبقية مواطني العالم.
هذه الحالة التي طال أمدها، وبقي الوضع على ما هو عليه، تعد أخطر من الحرب العسكرية ويراهن عليها العدو كثيراً، وهو المستفيد منها بالدرجة الأولى وهذا ما ذكرناه وكررناه في عدة مقالات وعدة لقاءات إذاعية وتلفزيونية.
فالعدو من خلالها يسعى لاستنزاف الاقتصاد اليمني، ويعول على سوء الأوضاع الاقتصادية، والتي سينتج عنها حالة من السخط الشعبي، والخروج للشارع مطالبين بإصلاحات اقتصادية، وتسليم المرتبات، باعتبار أن ما تعيشه اليمن ليست حالة حرب ولا يوجد مبرر للتدهور الاقتصادي وغلا المعيشة.
بل أن العدو وعبر خلاياه وأذرعته في أوساط أبناء الشعب اليمني، وفي داخل مؤسسات الدولة والتي يحركها لنشر الإشاعات الكاذبة، والفبركات الإعلامية، في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة يسعى لتأجيج الشارع، وتحميل حكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية من تدهور، وهو يستغل بعض الأخطاء والسلبيات التي توجد في بعض مؤسسات الدولة، وعدم تحريك ملف مكافحة الفساد والفاسدين.
فحالة الهدنة التي طال أمدها وحالة الصمت التي سادت في الآونة الأخيرة ولم نعد نسمع عن تحركات أو مفاوضات أو مشاورات هنا أو هناك يجب أن تنتهي، وهذا ما يتطلب القيام به من قبل صنعاء وهي المعنية بأن تضع حدا لهذه الحالة، وهي من بيدها تغيير الوضع، وتفويت الفرصة على تحالف العدوان، وأن لا يظل ينعم بالهدنة والأمن والأمان، وأن حقوق الشعب اليمني يجب انتزاعها من تحالف العدوان انتزاعاً، وأن يكون للقوة الصاروخية والطيران المسير اليمني كلمة الفصل.

قد يعجبك ايضا