يجابه معتقلو الرأي في سجون السعودية أشد صنوف التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي ما يجعلها تتحول إلى مقابر للكثير منهم، بينما من ينجو منهم يصاب بأمراض مزمنة وتدهور صحي خطير.
وعلى مدار سنوات من القمع تحولت سجون السعودية إلى زنازين يغشاها الظلم قبل الظلمات والجور قبل الضيق.
فقد عانى الكثيرون من معتقلي الرأي فيها من تعذيب مهول، فصار الصحيح منهم سقيمًا والشاب منهم شيبة، وخرج بعضهم منها محمولين على الأكتاف فيما خرج آخرون يعّدون أيامهم الأخيرة ليموتوا خارج السجون.
من أبرز هؤلاء -بحسب موقع سعودي- الإصلاحي البارز الدكتور عبد الله الذي كان سجنه قبره..حيث عانى سوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمّد وعدم إجراء عملية في القلب له، فتوفّي يشكو إلى الله ظلم سجّانه وبطشه به..الصحفي صالح الشيحي، قتلوه في سجنه وأخرجوه ليموت خارجه.
إذ تعرّض الشيحي للإهمال الطبي المتعمّد في معتقله، ليتمّ الإفراج عنه ويدخل بعدها العناية المركزة ويموت في المستشفى بعد فترة قصيرة من الإفراج عنه.
فيما مات أحمد العماري في السجن بعد أن أصابه نزيف دماغي.
أما د. موسى القرني فقد تعرّض لأصناف من العذاب قبل وفاته، حيث أُرغم على الوقوف على قدم واحدة وحُرم من الطعام والنوم ومُنع من أدوية الضغط والسكر ثم تعرّض للضرب على رأسه وتُرك ينزف حتى مات.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه وُجد ميتًا في سجنه، رأسه وضلوعه مهشّمة وقد عانى من نزيف في الدماغ.
فهد القاضي هو الآخر تُوفّي في سجنه بعد أن أمضي فيه أكثر من 3 سنوات بسبب خطاب نصيحة سري وجّهه للديوان الملكي.
إذ نُقل للمستشفى وهو في حالة موت دماغي وقدمه مقيّد بالسرير ليموت ويُترك على سرير المستشفى قرابة يوم كامل لحين صدور موافقة خاصة من الديوان الملكي بتسليم جثته.
ومع ذلك لم تُفرج السلطات عنه لتلقّي العلاج إلا في مارس 2022م بعد تفاقم حالته الصحية، ليفارق الحياة بعدها بسنة.
الناشط الحقوقي زهير علي شريدة تُوفّي في سجن الحائر بالرياض في 2021م، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
فيما نقلت منظمة قسط الحقوقية أن سلطات السجن أمرت بنقله لعنبر السجناء المصابين بفيروس كورونا؛ رغم أنه كان سليمًا ما تسبّب بإصابته بالمرض ووفاته.
وبخلاف هؤلاء فإن العشرات وربما المئات من معتقلي الرأي أُصيبوا بأمراض وعاهات وتشوّهات فالقائمة تطول ولا يمكن حصرهم، وما خفي أعظم في ظل منع الكثير من ذويهم من التواصل معهم ومعرفة أخبارهم.