لا للورقة … ادرك اللحظة !!

عندما تتكلم يسمعك الناس ولكن عندما تتواصل ينصت لك الناس. كنت أتحدث مع بعض الأصدقاء عن هذه النقطة مؤخرا وذكرت لهم نقاطا رئيسية أستخدمها شخصيا وأحاول دائما التركيز عليها لكي لا يصبح تواصلي مع الناس مجرد كلام:
ـ إدراك اللحظة: من أهم العوامل التي تساعدني على الإلقاء بشكل أفضل هو أن أحاول أن أدرك اللحظة التي أتواجد فيها ولا أنسى هدفي الرئيسي ومن هو الجمهور وما الذي أقوم به وما الذي أقوله في هذه اللحظة تحديدا. قد يكون هذا المفهوم غريب نوعا ما لكني كنت في السابق أفكر وأجهز نفسي كثيرا لإلقاء كلمة أو مقابلة شخص مهم وما أن أبدأ في الكلام حتى أجد نفسي دخلت في وضع آلي لا أدري من الذي يتحكم فيه أتحدث فيه وأستمر في الكلام دون أن أركز على تحركات جسمي تفاعل الجمهور أين وصلت بالضبط في الكلام إلخ.. ولكني الآن أسعى دائما لتذكير نفسي بالموقف وأنا فيه فمثلا عندما أحاول تحليل الموقف وأنا فيه ألاحظ أني أتحدث للصف الأول من الجمهور فقط (تلقائيا) فأبدأ بتوزيع النظر على بقية الجمهور لكي لا أفقد اهتمام من في الخلف مثلا.. أحيانا أجد أني لم أتحرك من المكان الذي بدأت الكلام منه (بالرغم من أني أعرف أهمية الحركة على منصة الإلقاء) لهذا أبدأ بالحركة .. وهكذا.
إدراك اللحظة هو أهم عامل في الإلقاء الناجح وهو الذي يساعدني على تأدية بقية النقاط بنجاح.
– لا للورقة: البعض قد لا يستطيع حفظ ما يريد أن يتحدث عنه أو ربما يكون الموضوع الذي يتحدث عنه جديد عليه فيصعب عليه التحدث بدون ورقة. لكن الحقيقة أن الورقة تقتل التواصل وتحوله ليس لمجرد كلام بل يصبح قراءة! إذا كان التواصل نتيجته الإنصات والكلام نتيجته السمع فإن القراءة نتيجتها القراءة. فباستخدامك الورقة تتحول من متحدث إلى قارئ ويتحول جمهورك من مستمع إلى قارئ أيضا الفرق الوحيد أنهم بدلا من قراءة الورقة بنفسهم أنت من يقرأها عليهم. وضع الكلمات على شاشة الاستعراض كارثة أخرى فأنت تقرأ منها وهم يقرأون منها أيضا بل أنك تشتت انتباههم في القراءة فربما الأفضل أن تصمت وتدعهم يقرأون. لا بأس بكلمات قليلة جدا على الشاشة لإعطاء الجمهور فكرة عن الموضوع الذي ستتحدث عنه وأيضا يمكنك أن تعتبر شاشة العرض ورقة صغيرة تذكرك بالمواضيع التي تريد أن تتطرق إليها. فمثلا لو اردت أن تقول (حجم مبيعات أجهزة المحمول تجاوزت ?.? مليار دولار خلال عام ????) لا تكتب هذا الكلام على الشاشة اكتب (مبيعات المحمول أو اكتب ?.? مليار دولار) أخف نصف المعلومة لكي ينصت الجمهور لك.
