• الأحداث العظيمةُ تبدأ بكلمة.!! كلمة واحدة، تحرك الضمائر في الصدور، تبث فيها الحياة، وتعيد إليها الأمل، تجعل العيون تبصر، وتدفعها لرؤية المستقبل الذي تريد..
• بدأ الله تعالى خلق الكون وما فيه بالكلمة، كلمة (كُن)، فكان.. أرسل رسله وبعث أنبياءه بالكلمة، كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، فتغيرت المجتمعات، وتبدلت سلوكياتها، وآمالها، وتغيرت حياتها.. أصبح لها أهداف تسعى إليها، أمسى لها مأملٌ كبير تسعى للحصول عليه.. انتفى عنها الاعتقاد بالعدمية بعد الموت، واللا جدوى في الحياة.. كانت حياتها تدور بالصراع والأطماع، ثم تحولت إلى الجدوائية بالتعاون والتكافل..
• وعلى مر التاريخ الإنساني، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ستظل الكلمةُ أساسَ كل تحرك، ومدماكَ كل تحوّل، ومنطلق كل تغيير.. وهذه هي سنة من سنن الله الكونية،(ولن تجد لسنة الله تبديلاً)،(ولن تجد لسنة الله تحويلاً).
• من هنا يمكننا أن نلمس أهمية الصرخة، باعتبارها البداية الحقيقية لصنع التحولات، وتغيير الأحداث، وبعث الحياة في الضمائر، وبث الأمل في التطلع إلى الأفضل، وإمكانية حدوثه، وصناعته..
• لذلك ينبغي لنا أن نحتفي بالصرخة، وأن لا نتخلى عنها، وأن نكرسها في الأذهان، ونورثها للأجيال، لأنها البداية الصحيحة لتغيير الشعور بالإحباط إلى الشعور بالقدرة على فعل شيء.. القدرة على رفض السلبية والجمود.. القدرة على رفض الطغيان والطاغوت.. القدرة على زراعة الأمل ووأد اليأس.. القدرة على تحريك الشارع، ودفع الناس لمعرفة ما في ذواتهم من قهر مدفون تحت آتون جبروت العصر، المتمثل في القوة العالمية الشيطانية بقيادة أمريكا، وتخطيط الصهيونية والماسونية العالمية، التي جعلت الشعوب تحت رحمتها، بقوة الدولار، وقوة السلاح، وصلف الحكام، وأطماع الحلفاء، وتضليل الإعلام.
• في السنوات الأولى من اندلاع الصرخة، كان الناس يتساءلون عن جدوى الصرخة، والبعض كان يرى أنها تجلب عليهم الأهوال، وكنا موقنين بأنها البداية الصحيحة للتغيير المنشود، لكننا كنا نعاني كثيراً في إقناع العامّة..
واليوم، لم نعد نعاني تلك الصعوبات، فالنتائج أصبحت أوضحَ من أن تُنكَر. لقد انتصرت الصرخة، وانتصر اليمن بها، وبالصادحين بها، الساعين لتنفيذ بنودها، ومع هذا النصر العظيم، تحققت بالفعل بنودها الخمسة، فقد ماتت أمريكا في الأذهان كقوة لا تقهر، انهزمت أمريكا في اليمن بالفعل، فلم تستطع تنفيذ مآربها كما كانت ترجو على الأقل، وظهر للعالم إمكانية هزيمتها..
وماتت إسرائيل بموت مخططاتها، فقد وقفت الصرخة سداً يمنياً شامخاً في وجه أطماعها، وغدا قادتها وإعلاميوها يصرحون بخوفهم من تنامي القوة الصاروخية اليمنية، بعد أن كانت اليمن خارج حسبانها، في صراعاتها المستقبلية، أيام حكم عفاش، والإنقلابيين الإخوان بعده، بل كانت اليمن ضمن حساب استخدام أبنائها في تدميرها بواسطة التضليل الذي صنع كلاً من القاعدة وداعش، وهو ما حصل بالفعل، فقد أُدخِلَ الجيشُ اليمني في صراعات داخلية مع جماعات منها، لتدميره وإنهائه، حتى قبل طرح فكرة هيكلة الجيش اليمني.
• إذن، هي الصرخة، من بعثت الحياة في الوجدان، وحركت القلوب والسواعد.. وهي الكلمة، الكلمة التي جعل الله عز وجل فيها أسرار الوجود والنماء والاستمرار..
• وهي الصرخة من سوف نستمر بإذن الله في ترديدها، والعمل بمقتضاها، والتحرك في الجهاد في كل ميادين الجهاد، بالسلاح، وبالكلمة، ونحن نحمل الشعور بالمسؤولية، والتفاعل السليم والمناسب لكل ما تتعرض له الأمة من مخاطر وتحديات.. ولن نقبل أي ظلم يقع علينا، مهما كانت قوته وسطوته وجبروته، ومهما كانت ظروفنا وأحوالنا وفقرنا، فلسنا ضعفاء، نحن أقوياء بالله تعالى، وبموالاتنا لله تعالى ولرسوله وآل بيت رسول الله الطاهرين.. صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، فمنهم نستلهم معاني التضحية والفداء، ومنهم نستقي مبادئ الرجولة والإباء، من سيرتهم العطرة، وتضحياتهم التي يعز لها نظير عبر التاريخ البشري بمجملة.
• ختاماً:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام