“الانتقالي” يسابق الزمن لإيجاد موطأ قدم للصهاينة

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني*

 

لاشك بعد ثمان سنوات من العدوان الغاشم على اليمن أن أحلام المعتدين تبخرت أمام صمود الشعب اليمني فلا صنعاء استسلمت لهم ولا عدن سلمت منهم، وفي الوقت الذي يسعى فيه النظام السعودي المجرم للخروج من مستنقع اليمن تسعى دويلة الإمارات لإيجاد موطأ قدم للكيان الصهيوني في الأراضي والجزر اليمنية من خلال مليشياتها العميلة التي صنعتها في المحافظات المحتلة، لم يتعظ الزبيدي بما حدث لبرزاني في العراق خلال السنوات الماضية، فلم يتمكن برزاني من فصل إقليم كردستان عن العراق رغم البنية التحتية التي أوجدها في الإقليم.

فهل يستطيع الزبيدي فصل الجنوب عن اليمن وأبناء الجنوب في السجون والمعتقلات الإماراتية ونسبة الفقر وصلت إلى أرقام قياسية، الوحدة اليمنية إرادة أمة وخيار شعب وما تقيمه مليشيات الانتقالي من ندوات ومؤتمرات لعناصرها في المحافظات المحتلة ليست اكثر أهمية من الندوات والمؤتمرات التي أقامها النظام السعودي لأدواته ومرتزقته المقيمين في فنادق الرياض، وفي الأخير أدرك النظام السعودي أن هذه الأدوات الموجودة في الرياض لا تمثل الشعب اليمني الأبي الصامد في وجهه، وهذا ما ادركته وستدركه مليشيات الانتقالي في المحافظات المحتلة أن أبناء الجنوب هم من وقفوا في وجهه ووجه ممموليه في محافظة حضرموت وشبوة وأبين والمهرة الذين رفضوا الانصياع له أو الخضوع لممارسته ولم تجرهم الأموال السعودية والإماراتية إلى الغرف المظلمة لتمرير المخططات والمؤامرات التي تستهدف الشعب والأمة.

هؤلاء هم أبناء الجنوب وهذا هو موقف المحافظات التي ظلت تحلم بالوحدة اليمنية حتى تحققت وحافظت عليها من الشخصيات التي أرادت أن تمزقها فتمزقت، لا خوف مما تمارسه مليشيات الانتقالي على الوحدة اليمنية، فهي لا تملك مشروعا وليس فيها رجال وهذه هي الورقة الأخيرة التي يستعملها تحالف العدوان، الخوف هو من الأطماع الأمريكية والصهيونية على الموانئ والجزر اليمنية التي تكتسب أهمية جوسياسية وتتحكم بالممرات المائية في البحر الأحمر والبحر العربي، الخوف هو مما تمارسه السعودية والإمارات من إنشاء قواعد ومطارات عسكرية في هذه الجزر والموانئ للقوات الأمريكية والصهيونية، والخوف الحقيقي هو مما كانت تمارسه هذه القوات في الأراضي اليمنية بعلم النظام السابق وموافقته، أما اليوم فلا داعي لهذا الخوف طالما في صنعاء قيادة وطنية شجاعة تعرف عدوها حق المعرفة وتعد العدة لمواجهته وأصبحت تشكل جزءا من محور المقاومة الذي يسعى لإخراج هذه القوات ليس من اليمن فحسب وإنما من المنطقة العربية والإسلامية وإزلة الكيان الصهيوني الغاصب من الخارطة، وهذا ما سيتحقق بفضل الله خلال السنوات القادمة.

*أمين عام مجلس الشورى

 

 

 

قد يعجبك ايضا