الثورة /صنعاء
يحيي المسلمون في العالم اليوم مناسبة يوم القدس العالم بمظاهرات ضخمة ستشهدها عدد من بلدان العالم ، حيث من المقرر أن يشهد قطاع غزة مظاهرات لإحياء يوم القدس العالمي الذي يحل اليوم آخر جمعة من شهر رمضان الذي أطلقه الإمام الخميني في العام 1979م.
واكتست شوارع وميادين في غزة باللافتات التي تنبّه إلى خطر وجود الاحتلال وتدعو إلى إحياء يوم القدس.
وأطلقت اللجنة الفلسطينية لـ”يوم القدس العالمي” في مدينة غزة حملة تغريد واسعة في حفلها السنوي لإحياء المناسبة تحت شعار هذا العام “الضفة درع القدس”.
ويحيي الشعب اليمني مسيرات يوم القدس العالمي بمظاهرات ستشهدها اليوم عشرات الساحات في المحافظات الحرة ، ويتميز الشعب اليمني بإحياء هذه المناسبة بجماهير مليونية تحتشد في ساحات الإحياء.
ويعتبر يوم القدس العالمي حدثًا سنويًّا دعا إليه الإمام الخميني عام 1979 لاستنهاض الأمة في مواجهة العدو الصهيوني وتوحدها في معركة تحرير فلسطين والقدس ، ولحشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في دول ومجتمعات عربية وإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
كما تشهد لبنان وإيران وسوريا والعراق ودول عربية وإسلامية أخرى مظاهرات مليونية احتفاء بيوم القدس العالمي الذي يحل اليوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
وأطلق على مناسبة هذا العام شعار “الضفة الغربية درع القدس” الضفة الغربية درع القدس ، وقد جرت العادة كل عام أن تتميز شعارات يوم القدس العالمي بما تستحقه المرحلة السياسية وبما يخدم المشهد العام الفلسطيني، لذا وقع الاختيار على “الضفة درع القدس” ليكون الشعار الموحد لهذا العام، تقديراً لبأس أبطال الضفة الغربية، ولما قدّموه خلال الأشهر والسنوات الماضية من تضحيات ومقاومة في مسار المعركة المتواصلة مع العدو الصهيوني.
ورسمت الضفة الغربية مشهداً بارزاً في مسار القضية الفلسطينية، لا سيما خلال السنوات الأخيرة، بعدما أثبتت نفسها ندّاً للعدو اليهودي ، وذلك من خلال رسمها لمعادلة “ما لا يأتي بالقوة يأتي بمزيد من القوة”.
الضفة الغربية بكل ما فيها اليوم هي عمق مواجهة مشروع الاحتلال وصلبه، فأهلها لا يغيبون عن معارك القدس أبداً، وهم لطالما كانوا ولا يزالون، الدرع الحامي للقدس، الذي يحفظ هويتها ومستقبلها.
وتشهد الضفة الغربية ارتفاعاً ملحوظاً في العمليات الجهادية بكلّ الأشكال، وسط حالة من الاندماج بين مجاهدي جميع الفصائل، حيث انتشرت التشكيلات العسكرية المقاومة في محافظات شمال الضفة الغربية كافة، ولم تعد تقتصر على جنين بلد منشأ الظاهرة، بالإضافة إلى انخراط قطاعات شعبية جديدة في العمل المقاوم.
ويواجه العدو الصهيوني في الضفة الغربية مشكلة مركبة تضمّ عدة عناصر، الأولى هي كتائب المقاومة المنظمة، وهي تنقسم إلى قسمين، الكتائب ذات القيادة العليا مع إسنادٍ سياسي، مثل كتائب جنين ونابلس وطولكرم التي تتبع لسرايا القدس، والكتائب ذات قيادة وسطى ميدانية من دون إسناد سياسي مثل مجموعات كتائب شهداء الأقصى في جنين ونابلس ورام الله والخليل.
المقاومة في الضفة أسهمت بشكلٍ واضح في تآكل قوة الردع لدى العدو الصهيوني داخلياً وإقليمياً، وطرحت أسئلة هامة حول إمكانية مواصلة الاحتلال اعتداءاته وانتهاكاته المستمرة دون الدفع بقوة نحو مواجهة مع المقاومة.
إلى ذلك تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن وجود تأهب في المؤسسة الأمنية للعدو خوفاً من إطلاق صواريخ ومسيّرات بمناسبة يوم القدس العالمي ، حيث قام العدو بنشر بطاريات قبة حديدية إضافية خوفاً من إطلاق صواريخ ومسيّرات بمناسبة يوم القدس العالمي.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية عن محللين صهاينة خشيتهم من إحياء محور المقاومة ليوم القدس العالمي ، وتحدثت عشية إحياء يوم القدس العالمي، عن مخاوف العدو والإحباط من الأحداث التي قد تحصل بمناسبة هذا اليوم ، وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر العدو بطاريات القبة الحديدية لديه واستدعاء جنود خشية من اطلاق صواريخ من سوريا أو من لبنان.
وقال المعلق العسكري في القناة “13” ـأور هيلر إنّ “الاستنفار هو بمناسبة يوم القدس والعيون شاخصة نحو الشمال، هذا المساء تم نشر الحد الأقصى لكل بطاريات القبة الحديدية في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، لكن الآن يبدو أن كل إسرائيل تحت تغطية القبة الحديدة لمواجهات سيناريوهات مختلفة”.
“ايران تستعد ليوم القدس ونصر الله يعد بمفاجآت يوم الغد”
من جهته، قال معلق الشؤون العربية في القناة “13” تسفي يحزكيلي إنّ جهود قصوى تبذل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، و في اليمن أنصار الله لممارسة الضغط على الصهاينة ، وأضاف يحزكيلي أنّ إطلاق شعار الضفة درع القدس على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد ذلك ، وقد جاء السيد نصر الله ليقول أيضاً غداً سيكون يوم مفاجآت، هذا يعني أنهم يستعدون لهذا اليوم، لكن ما الذي يدفعهم إلى ذلك؟”.
“هذا العام يتم إحياء يوم القدس بأجواء مغايرة”
وفي السياق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ “لدى محور المقاومة الرغبة في الربط بين ما يحصل على الأرض وبين يوم القدس”، مشيرةً إلى أنّ “التطورات التي تحصل في الشرق الأوسط تقلق المؤسسة الأمنية ولا يمكن فصلها عما يحدث في كيان العدو الصهيوني”.
بدوره قال معلق الشؤون العربية في قناة كان روعي كايس، إنّه “لا شك أن هذا العام يتم احياء يوم القدس بأجواء مغايرة عن تلك التي اعتدنا رؤيتها، وذلك على ضوء ما رأيناه في الأيام الأخيرةـ هجوم متعدد الساحات ضد إسرائيل، من غزة ومن سوريا ومن لبنان”.
وأضاف كايس قائلاً “لا شك أن محور المقاومة لديه الرغبة في أن يظهر للعالم العربي والإسلامي أن طريقه هو الطريق الصحيح لهزيمة “إسرائيل”.
وشدد كايس على أنّ “عمليات المصالحة والتطبيع بين السعودية وإيران وسوريا، تقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ولا يمكن أيضاً فصلها عما يحدث لدينا في كافة القطاعات”.
أما المسؤول السابق في الشاباك عيدي كرمي قال لقناة “كان” الإسرائيلية، “نحن موجودون في وضع متوتر جداً وللمرة الأولى منذ قيام كياننا هناك خمس ساحات في آن واحد ووسط ذلك إحباط عمليات واعتقالات يومية في الضفة”.
كذلك قال كرمي إنّ “حركة حماس تحرض من قطاع غزة بمستويات غير طبيعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والسايبر وهي تحاول دائما تفعيل البنى التحتية في شهر رمضان “.
المخاوف نفسها تحدث عنها معلق الشؤون العربية في القناة 13 حيزي سيمانتوف، قائلاً “أمس سمعنا مسؤولين بحزب الله يقولون بأنه لولا اطلاق الصواريخ لما كان يمكن الانتصار على إسرائيل”.
أما عميحاي شطاين معلق سياسي في قناة “كان” الإسرائيلية، قال إنّ كيان العدو يشعر هذه السنة بأنّ الوضع على الأرض يتصاعد من خلال ازدياد التهديدات الإيرانية في الأيام الأخيرة ، وأضاف “رأينا سلسلة من الحوادث، اطلاق نار من الشمال ومن الجنوب والتصعيد في الضفة الغربية في محاولة لتنفيذ عمليات، كل هذا يتحد مع احتمال قيام الإيرانيين بعملية ما”.
من جهته، قال المعلق العسكري في القناة “13” اور هيلر، إنّ “اليهود لن يصعدوا إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي) نهاية شهر رمضان، بهدف التهدئة قدر الإمكان”.
ووفق هيلر فإنّ “عيون المؤسسة الأمنية شاخصة إلى يوم القدس العالمي اليوم الجمعة، مشدداً على أنّه لا “شك أننا ندخل في عشرة أيام متوترة حتى نهاية شهر رمضان”.