الثورة نت|
أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن توظيف تحالف العدوان للألغام في معركته ضد اليمن فاقم من حجم هذه المشكلة الكبيرة التي يواجهها الشعب اليمني.
وعبر رئيس الوزراء خلال مشاركته اليوم في الفعالية التي أقامتها اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بدعم من منظمة اليونيسف، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية، عن الشكر للمركز التنفيذي ووزارة الدفاع واليونيسف على تنظيم هذه الفعالية للتنبيه بمخاطر هذه المخلفات.
كما عبر عن الشكر لمنظمة اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبقية المنظمات التابعة للأمم المتحدة على مساعدة الشعب اليمني والتخفيف من آلامه في ظل انقضاء السنة الثامنة للعدوان والدخول في السنة التاسعة.
ولفت إلى أن الدول الصناعية التي تنتج الألغام بهدف الحصول على المال تعد المتسبب الحقيقي في قتل الناس.. لافتا إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه هذه الدول بصناعة الألغام تقوم أيضا بصناعة الجهاز الكاشفة والأجهزة الخاصة بمعالجة الضحايا وهو ما يوضح البعد المادي البحت لهذه الدول وعدم اكتراثها بآثارها على حياة الناس.
وطالب الدكتور بن حبتور، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية بممارسة المزيد من الضغوط على دول العدوان لإدخال الأجهزة الخاصة بالكشف عن الألغام المحتجزة منذ ثلاث سنوات في جيبوتي والتي تبرعت بها بعض المنظمات.
وعبر عن التقدير لجميع المتفاعلين مع قضية الألغام من الجانب الوطني ومن المنظمات الإنسانية الدولية وتضامن الجميع في هذا الجانب الذي يلفت انتباه الجميع إلى الآثار الكارثية التي تخلفها الألغام على حياة الناس.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان ووزيرا التخطيط عبدالعزيز الكميم وحقوق الإنسان علي الديلمي ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء علي الموشكي والمحامي العام القاضي عباس الجرافي، ومدير مكتب رئيس الوزراء طه السفياني، ومحافظ حضرموت لقمان باراس، ومساعد وزير الدفاع اللواء علي الكحلاني ورئيس اللجنة العسكرية اللواء يحيى الرزامي، ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد علي أبو حليقة، أشار نائب المدير التنفيذي لمركز التعامل مع الألغام محمد العبدلي، إلى أهمية اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية خاصة والشعب اليمني يعاني من العدوان والحصار ومخلفات الحروب.
ولفت إلى أن هناك آلاف الضحايا من الأطفال والمدنيين في مختلف المناطق اليمنية نتيجة مخلفات الحرب والقنابل العنقودية التي أثرت على حياتهم وأحوالهم المعيشية والاجتماعية وتسببت في النزوح والتهجير لسكان الكثير من المناطق.
وأكد أن اليمن يصنف من البلدان الأكثر تأثراً بالألغام ومخلفات الحروب والقنابل العنقودية منذ 26 مارس 2015م، حيث استخدم العدوان القنابل العنقودية والألغام والعديد من الأسلحة المحرمة دولياً ما أثر سلباً على حياة السكان في المجتمعات المحلية، وأدى إلى سقوط الضحايا في مختلف المناطق اليمنية، وضاعف من المعاناة على مختلف الأصعدة.
وشدد العبدلي على أهمية التوعية المجتمعية كونها النشاط الأبرز في كثير من المناطق التي لا تستطيع فرق التطهير الوصول إليها بسبب اتساع رقعة المناطق المتأثرة وقلة الإمكانيات.. معبرا عن تطلع المركز إلى استمرار الشراكة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والعمل سويا على تقييم الوضع الراهن للمركز من جميع الجوانب، والخروج بمعالجات مهنية تضمن استمرار أنشطة نزع مخلفات الحرب وبناء القدرات، وتنتهي بتحقيق الأمن والسلامة للإنسان كهدف رئيس لبرنامج نزع الألغام.
وأشار العبدلي إلى أن المركز التنفيذي ورغم التحديات استطاع تنفيذ الكثير من الأنشطة لتطهير المناطق الملوثة خاصة عالية التأثير، كما تم تطهير وفتح الطرق الرئيسية والفرعية والتعاون مع المؤسسات الرسمية.
وقال” إن اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام مناسبة مهمة لتذكير العالم بما يعانيه الشعب اليمني بسبب الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب وانتشارها في العديد من المناطق والمحافظات اليمنية واستمرار نزوح آلاف المواطنين لهذا السبب”.
وناشد نائب مدير المركز المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية بتقديم الدعم والمناصرة للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ليتمكن من التدخل وتنفيذ الاستجابة الإنسانية بالشكل المطلوب وبما يتناسب مع حجم المشكلة.
كما طالب الأمم المتحدة باستمرار تقديم الدعم والمناصرة للمركز ليتمكن من مواصلة أنشطته في التأشير والتطهير والتوعية ومساعدة الضحايا ، من أجل تأمين الأرض والحفاظ على حياة المواطنين وضمان عودة النازحين وممارسة حياتهم الاعتيادية واليومية بأمن وسلام .
من جانبه أشار رئيس دائرة التعاون الدولي بالمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية علي الكحلاني، إلى أهمية التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية خاصة في ظل ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار.
فيما أكد القائم بأعمال منظمة اليونيسف باليمن “جنلوكا بونو” ومنسقة الصليب الأحمر باليمن “ماريا اورديزا”، أهمية التعاون والتنسيق لإنجاح حملات التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب في هذه المرحلة التي يمر بها اليمن واستمرار دعم أنشطة المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام.
وأشادا بالجهود التي يبذلها المركز في رفع الوعي لدى أفراد المجتمع حول مخاطر الألغام والقنابل العنقودية والمتفجرات التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء والأطفال.. لافتين إلى أهمية توسيع دائرة أنشطة التوعية واستهداف المديريات الأكثر تضررا في هذا الجانب.
وخلال الفعالية تم استعرض بيان حول إحصائيات وإنجازات المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام الميدانية منذ العام 2015م وحتى مارس 2023م.. مبينا أنه تم بموجب المسح الفني التأشير على مساحة (10,021,160) مترا مربعا لعدد (272) حقلا ملوثا بمخلفات الحرب وتطهير مساحة (20,493,227) مترا مربعا.
وأشار البيان إلى أن المركز قام بتجميع ونزع (563,140) من مخلفات الحروب المختلفة.. مؤكدا أن فرق التوعية بمخاطر مخلفات الحروب في المركز نفذت أنشطة توعية في (13,715) قرية وموقعا في محافظات (إب- البيضاء- الجوف- الحديدة- الضالع- المحويت-تعز – حجة- ريمة- صعدة- مأرب) والتي استفاد منها أربعة ملايين و861 ألفا و863 شخصا من جميع فئات وشرائح المجتمع.
وكشف البيان أن المركز وثق منذ مطلع العام 2022م وحتى نهاية مارس 2023م، سقوط 814 ضحية جراء مخلفات الحرب منهم 272 شهيدا و542 مصابا، إضافة إلى تقديم دعم طبي لـ 24 مصابا جراء مخلفات الحرب.
وفي ختام الفعالية تم تكريم العاملين في الميدان من منتسبي المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، والمشاركين في التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية.
كما تم افتتاح معرض لنماذج الصواريخ والقنابل العنقودية التي تم اكتشافها، وكذا معرض صور حول أنشطة وأعمال المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام.