التحرش الجنسي بالأطفال.. خطر يزحف بصمت


● التحرش الجنسي بالأطفال أصبحت ظاهرة في مجتمعنا شئنا ام ابينا ومن الخطأ الكبير تجاهل هذه الحقيقة و يقول أطباء ومختصون اجتماعيون بأن عدم التعامل الصحيح والمثالي من قبل الأسرة بالدرجة الأولى من شأنه ان يفاقم من خطر هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا المحافظ .
ويشير هؤلاء إلى ان ضحايا التحرش من صغار السن باتوا في تزايد مستمر في الوقت الذي يجهل فيه الكثيرون الطرق الصحيحة في معالجة الظاهرة والتعامل السليم مع الضحايا ما يجعل المخاطر تتزايد مع تقدم العمر بهؤلاء الصغار ممن يقعون ضحايا للتحرش .. “الأسرة ” حاولت الاقتراب من هذه المشكلة بحثا عن بعض الحلول والمعالجات المناسبة التي تساهم في الحد من مخاطرها وأثارها الاجتماعية المدمرة .
يذكر الأخصائيون العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التحرش بالأطفال منها ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري والانفتاح الخطير في وسائل الاتصالات المختلفة فالمتحرشون غالبا يكونون نتاجاٍ لبيئة منحرفة سلوكيا ونفسيا وليسوا أشخاصاٍ طبيعين كما أن عدم وجود العقاب الرادع القوي أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة .
والتحرش الجنسي كما يعرفه الأطباء هو الاستغلال الجنسي لجسد الطفل من شخص بالغ من اجل أرضاء رغباته الجنسية مستخدما القوة والسيطرة عليه ويتم التحرش بالطفل من خلال كشف أعضائه التناسلية أو إزالة ملابسه عنه وملامسته أو ملاطفته جسديا أو التلصص على الطفل أو اغتصابه أو هتك عرضه أو تعريضه لصور وأفلام فاضحة أو إجباره على التلفظ بألفاظ بذيئة .
أخطر أنواع العنف
الدكتور حمير الحيمي اخصائي أطفال في مستشفى الثورة العام وضح ان التحرش بالأطفال يعتبر من اخطر أنواع العنف ضد الطفل بل وجريمة بحق الطفولة والمجتمع بأشره فالطفل هو المستقبل وهو أساس المجتمع القادم والتحرش هو الاستخدام السيئ من راشد على طفل ويمكن للام أن تكتشف أن طفلها تعرض للتحرش من خلال ملابس الطفل الداخلية ووجود آثار تجرحات وفي طوارئ المستشفيات الحكومية تشكل حالات الذكور أعلى نسبة من الإناث التي تأتي إلى المستشفيات للعلاج بينما في الواقع يكون عدد الإناث أكثر ولكن يتم التستر عليها بعكس الأولاد خوفا من المجتمع وغالبا فإن الخطورة ليست فقط وقت التحرش بل أنها تمتد إلى ما بعد التحرش وتترك آثارها على المدى القريب والبعيد ومن أهم الآثار التي تبدو على الطفل والتي تعتبر آثار قريبة فزع وخوف شديدان وارق وتبول لا أرادي أما الآثار بعيدة المدى منها الكوابيس الدائمة التي تصبح مصاحبة لهذا الطفل وانطواء من المجتمع ومن اقرأنه واكتئاب ملازم له طوال الوقت .
ويضيف الدكتور الحيمي : الآثار الجسدية التي تحدث للطفل الذي تعرض للاغتصاب جروح ورضوض وسحجات والتهابات في المنطقة وتمزق ويتم معالجة موضع الألم من قبل طبيب أطفال وباطنية وبعض الأوقات تحال الحالات إلى الطبيب النفسي حتى تتم معالجته نفسيا وحتى لا تحدث له أي اضطرابات نفسية أو عقلية مستقبلا وعلى الأهل تقع مسئولية التوعية والمراقبة وكذلك على المعلم أيضا وعلى المدرسة ككل وقد كان قديما يوجد فريق كشافة ومرشدات تقوم ببعض النشاطات وتقوم أيضا بمراقبة الطلاب في المداس وفي الحمامات وفي ساحات المدرسة فكان عملها رقابيا أكثر من النشاطات التي يقومون بها .
احتمالات الوفاة
أما الدكتور محمد علي مجمل من مستشفى السبعين أكد أن التحرش ضد أي طفل يقوده إلى العقدة النفسية مستقبلا وقد يؤدي به الانطواء والاكتئاب الناتج عن التحرش إلى الاختلال العقلي فيصبح مجنونا أو ربما قد يصبح “شاذ” أذا لم يجد رقابة ولم يجد من يراقب تصرفاته السيئة وخاصة أذا رافق بعض السيئين حيث أن الحالة الواحدة في الحارة الواحدة ربما تؤدي إلى ظهور العديد من الحالات المختلفة فأغلب الشاذين جنسيا كانوا سببا لاغتصاب في طفولتهم .
ويضيف الكتور مجمل : هناك العديد من الآثار التي تحث للطفل المتحرش به منها النزيف أو الوفاة وقلة الوعي والبعد عن القيم الإسلامية وعدم متابعة الوالدين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى وجود الطفل في الشارع لفترة طويلة الأمر الذي ربما يجرفه إلى التحرش به.
آثار خطيرة
الدكتورة ليلى العوامي طبيبة أطفال بمستشفى الثورة العام أكدت أن حالات التحرش بالأطفال زادت بالانتشار في الآونة الأخيرة نتيجة للانفتاح الكبيرفي وسائل الاتصال المختلفة وعرض الكثير من المسلسلات الهدامة التي تمحو أخلاق المجتمع بأسره كبارا وصغارا وتشير الدكتورة ليلى إلى أن هناك الكثير من الحالات التي تواجه الأطباء والذين يقفون حائرين أمامها ونجد الكثير من الآباء يؤكدون أن ابنهم أو ابنتهم تعرضت لحادث معين بينما في الواقع تكون هذه الحالة بسبب تحرش وتنتج عن ذلك أسباب كارثية عظيمة تعيق مستقبل ذلك الطفل إذا لم تتم معالجته وتأهيله نفسيا.
إعادة تأهيل
وتقول الاخصائية النفسية عبير الصنعاني : التحرش بالأطفال هو كل ما يؤدي إلى استثارة الطفل عمدا ويتم الكشف عادة عن جرائم الاعتداء أو التحرش عندما يخبر عنها الطفل أو بوجود مؤشرات مثل عدم قدرته على السير أو الجلوس بشكل طبيعي أو وجود آثار دماء أو إصابات في الأعضاء التناسلية أما من الأعراض التي تصيب الطفل فهي اضطرابات النوم وانقطاع شهيته للطعام والتبول اللارادي وإفراط في البكاء والحزن. أما الشخص الذي يمارس فعل التحرش بالآخرين غالبا يكون من الذين سبق وتعرضوا لأنواع مختلفة من التحرش في صغرهم الأمر الذي يدفعهم لارتكاب نفس الفعل والتحرش بالطفل يدفع الطفل إلى عالم من الخوف والرعب ويؤثر ذلك على حالته النفسيىة سلبا ويفقد الثقة بالكبار المحيطين به وأحيانا يخشى الطفل أن يصرح بما تعرض له لأهله خوفا من العقاب فيصبح تائها متوترا شارد الذهن دائما ويصاب بالفزع لأبسط الأسباب ويتجنب تجمعات اقرأنه من الصغار وتنتابه كوابيس مفزعة أثناء النوم وربما ينتهي به الحال إلى المستشفى النفسي ومن المهم أن نعود أطفال نا على الصراحة وفتح مجال الحوار معهم ونعاملهم كاصدقاء لنا فإذا وقع احدهم في مشكلة صعبة من هذا النوع تصبح لديه الجرأة على كشفها ليسهل الوصول إلى الجاني لينال عقوبته بالقصاص منه .
وتضيف الخبيرة النفسية عبير : أول خطوة في العلاج النفسي للطفل المتحرش به تكمن في رؤيته للمجرمين وقد وقعت عليهم العقوبة الرادعة ويجب إتباع العديد من الأساليب لإعادة تأهيل الطفل الذي وقع في براثن التحرش وإعادة دمجه مرة أخرى في المجتمع واستعادة ثقته بنفسه ويتم عمل جلسات علاج نفسي للطفل ومهما كانت الجلسات طويلة ألا أنها مفيدة إذا كانت تحت أشراف مختص نفسي وتتدخل الأسرة أيضا في بعض الجلسات وبذلك نحن نحتاج لردع ظاهرة التحرش والتصدي لها ويتطلب وضع قوانين صارمة للمتحرش والإبلاغ به دون حرج .
حلول ومعالجات
وأشارت الأخصائية الاجتماعية إنصاف عبدالسلام والتي أقامت سلسلة من الندوات التوعوية للأسر للحد من ظاهرة التحرش والبحث في الحلول تجاه كل من تعرض من الصغار لهذه الظاهرة إلى انه يجب الحد منها قدر المستطاع وإقامة العقوبات الصارمة ضد كل متحرش وعلى الاباء والأسرة ككل اتباع بعض الخطوات التي تحفظ أطفال ها من التحرش : أولها عدم السماح للأطفال بتبديل الملابس أمام الآخرين أو حتى أمام أخوتهم وعدم مداعبة الأطفال في الأماكن الحساسة لهم وأجراء الرقابة التامة على الأطفال في المنزل ومراقبة كل ما يشاهدونه من الأفلام والمسلسلات الكرتونية الهابطة والتي تحتوي على ايحاءات جنسية وإقامة جلسات حوارية مستمرة بين الأم وأطفال ها أو بين الوالدين وبنائهم وتوعيتهم بالتحرش ومخاطره وتثقيفهم بالمعلومات الصحيحة وإشعار الطفل بالأمان وعلى الآباء ان يشعروه بالحماية والمهم أن لا يظل في الشارع لأوقات طويلة دون مراقبته ومعرفة أصدقائه ويجب أولا وأخيرا الحرص على التربية الصحيحة وزرع مبادئ الإسلام فيهم واحتوائهم جيدا وتعريفهم بحدود جسمهم والمناطق التي يجب المحافظة عليها وأخبار أبنائهم عن المتحرش وإن واجه الطفل أي من الأشخاص المتحرشين عليه أن يصرخ ويصيح ويهرب ويدافع عن نفسه فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

قد يعجبك ايضا