عن قدامى الرياضة مرة أخرى

محمد العزيزي

 

 

لا يختلف اثنان على أن الشعب اليمني يعاني ويلات الحرب ونبشت المشاكل والأوجاع وأدخلت الغالبية في أتون الفقر والحرمان، والكثير من أبناء الشعب فقدوا مصادر رزقهم ووظائفهم بسبب العدوان والحرب المستمرة، ولعل نجوم اليمن القدامى من الزمن الجميل هم أكثر منتسبي القطاع الرياضي تأثرا بهذه الحرب، فأغلبهم يعانون صحيا ومعيشيا ولا عائل لهم أو مصدر دخل لهم لمواجهة هذه الظروف الصعبة التي نعاني منها جميعا.
كتبت قبل فترة وفي هذه الزاوية من الصفحة الرياضية للصحيفة عمودا صحفيا حول أوضاع اللاعبين القدامى الذين يعانون معاناة كبيرة ويكابدون الحياة بصمت، وأكدت أن الفقر والمعاناة قد طحنا هؤلاء الرياضيين.
طلبنا في ذلك المقال الصحفي من وزارة الشباب والرياضة أن تضع برنامجا أو مبادرة لتقديم المساعدات للاعبين القدامى وعلاج من يحتاجون إلى العلاج، وهذه المبادرة كان قد تقدم بها عدد من الرياضيين القدامى وقدمت كمشروع لوزارة الشباب، وتم عرض المشروع على وزير الشباب والرياضة -آنذاك- المرحوم الشهيد حسن زيد والذي بدوره وجه بتبني المبادرة ووضع لائحة لها، لكن الموضوع أو المشروع تبخر وانتهى مع استشهاد الوزير زيد.
عودتي للكتابة مرة أخرى عن معاناة قدامى الرياضة، عندما صادفت قبل أيام أحد أشهر اللاعبين القدامى وهو في حالة مرضية صعبة وحالته يرثى لها ويعاني من أمراض عدة وظروفه صعبة جدا، تحزن قلب من له قلب، أن يكون لاعب مشهور يشار إليه بالبنان ويعرفه القاصي والداني من اليمنيين، واليوم يعاني الأمرين والأمراض تلاحق جسده العليل ولا أحد يلتفت إليه.
نحن هنا نذكِّر دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور والأخ وزير الشباب والرياضة محمد حسين مجد الدين المؤيدي بضرورة تبني هذا المشروع لما يعانيه اللاعبون القدامى ونجوم الرياضة من عذابات الحياة ومشقة العيش، ولا نريـد هنا ذكر أسماء رياضية بعينها لأن كثيرا من هؤلاء النجوم يعانون شظف العيش ويحتاجون إلى من يقف معهم وإلى جانبهم.
إذا ما بادر وزير الشباب أو رئيس الوزراء لتبني هذا المشروع في هذا التوقيت بالالتفات وتقدير وتكريم الرعيل الأول والاهتمام بقدامى الرياضيين واللاعبين الذين افنوا أعمارهم في خدمة الرياضة والرياضيين وهم يستحقون مثل هذه المبادرة، وإن تبناها معالي الأخ الوزير، فهي خطوة رائعة لا يمكننا إلا أن نرفع القبعات احتراما وتبجيلا لتعاطيه مع المبادرة والوقوف إلى جانب الرياضيين القدامى والرعيل الأول الذين هم بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرات والمساعدات خاصة في ظل الأوضاع التي نعيشها وتمر بها البلاد.
كما أدعو دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إلى وضع برنامج خاص لهذه المبادرات أو اعتمادها تكريما للرياضيين القدامى ورجال الزمن الجميل ولو حتى يتم إشراك القطاع الخاص والبيوت التجارية في هذا البرنامج إذا اعتبرنا أن صندوق النشء والشباب ليس منه نصيب ويسقي واديا غير أهله كما يقولون.
ختاما نضع المقترح أو المشروع مرة أخرى على طاولة معالي وزير الشباب والرياضة الأستاذ محمد حسين مجد الدين المؤيد، لتبني هذه المبادرة بهدف مساعدة قدامى اللاعبين كواجب ديني وأخلاقي وإنساني وكمسؤولية تجاه هؤلاء الأبطال الذين رفعوا اسم اليمن عاليا في كل المحافل الدولية وقدموا كل ما بوسعهم خدمة للوطن والرياضة عموما.

قد يعجبك ايضا