‏أمريكا المعيقة للسلام

عبدالفتاح البنوس

 

 

لا تزال المفاوضات التي يجريها الوفد الوطني مع الجانب السعودي برعاية وإشراف الأشقاء في سلطنة عمان تراوح مكانها دون أن تشهد التفاهمات التي تم التوصل إليها في سياقها أي ترجمة عملية على الأرض ، وذلك نتيجة للتدخلات الأمريكية المباشرة والتي تعمل على عرقلة وإعاقة أي جهود أو خطوات من شأنها الذهاب باليمن واليمنيين إلى وقف للعدوان وإنهاء للحصار والولوج في خضم مرحلة سلام دائم ، حيث يرى الأمريكي في تحقيق السلام في اليمن هزيمة له وخسارة فادحة عليه ، ستحرمه من تحقيق وجني المكاسب المادية والسياسية والتي سعى لتحقيقها والحصول عليها من خلال العدوان الأمريكي الهوى والهوية ، السعودي والإماراتي التنفيذ والتمويل .
يقف البيت الأبيض ضد الجهود التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عمان ، ويستخدمون سياستهم القذرة في تعكير أجواء المفاوضات من خلال التحركات القذرة التي يقوم بها المبعوث الأمريكي لليمن والسفير الأمريكي والتي دائما ما تصب الماء على الزيت ، وتسعى لإجهاض أي محاولات لتقارب وجهات النظر والتوصل لتفاهمات من شأنها أن تسهم في حلحلة الملفات الإنسانية وفي مقدمتها المرتبات والأسرى وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والتي هي في الأساس من الحقوق المشروعة لليمن واليمنيين ومن الإجرام والتوحش إقحامها في معمعة الملف السياسي والعسكري .
يرى الأمريكي أن الفوائد الجمة التي يحصل عليها من خلال استمرار العدوان والحصار على اليمن واليمنيين مهددة بالفقدان ولو نسبيا ؛ إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الأمريكي يرى السعودية أشبه بالبقرة الحلوب التي يعمل على شفطها بصورة مستمرة ، حيث سيؤثر استقرار اليمن على مصالحه ومشاريعه الاستعمارية والتوسعية ، علاوة على الانعكاسات التي ستترتب على ذلك تجاه كيان العدو الإسرائيلي ، الذي يمثل الطفلة المدللة للولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يبحث هذا الكيان المحتل عن تواجد له على الأراضي اليمنية تحت يافطة السعودية أو الإمارات ، يمكنه ذلك من التحرك والتوغل في المنطقة والهيمنة عليها ، وتنفيذ مشاريعه القذرة ، لذا يقف حجر عثرة أمام أي جهود جادة لتحقيق السلام ، ويذهب نحو دعم خيار التصعيد والحسم العسكري رغم إدراكه التام أنه لن يجدي نفعاً .
الأمريكي وأدواته في التحالف يعدون العدة لخوض مواجهات مسلحة ، وهم اليوم في مرحلة العسكرة التحشيد من أجلها ، هناك ترتيبات واستعدادات على أكثر من صعيد وفي أكثر من جبهة من أجل ذلك ، ويجب الحذر والتحلي باليقظة والجهوزية التامة ، فقد يفجروا الحرب في أي لحظة ، ويجب رفع مستوى الوعي الشعبي والجماهيري بهذا الخصوص ومكاشفة الشارع اليمني بما يدور سواء في المفاوضات أو ما هو حاصل من تحشيد لتصعيد عسكري من قبل تحالف الإجرام والبغي والعدوان ، كي لا يتفاجأ الجميع في حال اتخاذ قرار التصعيد .
بالمختصر المفيد.. العدوان على بلادنا يحمل الصبغة الأمريكية ، والحرب الإقتصادية المصاحبة تحمل ذات الصبغة ، وقس على ذلك بقية أشكال الحروب التي تصاحب العدوان على بلادنا والحصار على أبناء شعبنا ، ومن يعتدي عليك ويحاصرك لأكثر من ثمان سنوات لن يسمح لك بأن تتنفس الصعداء بالحصول على مرتباتك المقطوعة ، وفتح مطار صنعاء لتلقيك العلاج ودخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة ، لأن مصلحته في استمرار العدوان والحصار ، لذا يجب أن تكون المرحلة الراهنة مرحلة وعي وبصيرة ، مرحلة يتسم خلالها كافة أبناء الشعب اليمني بالوعي والبصيرة ، ويكونوا على قلب رجل واحد ( يد ممدودة للسلام ويد على الزناد ) فلا أمان ولا عهد للأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي ومن دار في فلكهم وتحالف معهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا