بقدرة انتاجية قابلة للزيادة إلى ما بين 80- 100 طن:
التمر الهندي (الحومر).. جودة محلية عالية يطمرها الاهمال وانخفاض أسعار المستورد
من خلالها مكتب الزراعة والزراعية العليا وبنيان إلى تنظيم عملية التسويق
الثورة /يحيى الربيعي
ضمن خطوات اللجنة الزراعية والسمكية العليا وشركاء التنمية في القطاع الحكومي والهيئات والمؤسسات العامة والاتحاد التعاوني الزراعي والقطاع الخاص ومؤسسة بنيان التنموية على مسار تنفيذ سياسة خفض فاتورة الاستيراد، يعمل المزارعون في محافظة ريمة، وتحديدا في وادي شداد مديرية مزهر، على رعاية تنمية زراعة أشجار التمر الهندي (الحومر) لما لهذا المنتج من أهمية غذائية وفوائد صحية، ناهيك عما يتميز به المنتج المحلي عن سواه من جودة وفائدة.
و(الحومر)، حسب مزارعي الوادي- ثمار قرنية لأشجار دائمة الخضرة- تسمى محليا بـ” الحَوْمَر؛ وهي نوع نباتي من فصيل البقوليات”- ترتفع إلى ثلاثة أمتار لها أوراق مركبة وأزهارها عنقودية، صفراء اللون، تستقيم على خشب صلب لونه مائل إلى الاحمرار، تأتي ثمارها على هيئة قرون مغطاة بقشرة بداخلها اللب البني لحمي حمضي المذاق يغلف البذور وحين تجمع الثمار تزال قشورها شبه الصلبة ثم تعجن، فتتكون كتل سمراء اللون، وتخلط- عند البعض- بسكر ليساعد على حفظها وعدم فسادها.
خلال زيارة خاطفة إلى الوادي تمكنا من الحصول على مزيد من المعلومات عن هذه الشجرة المعمرة، والتي يصفها المزارعون بالشجرة التي كلما طال عمرها زاد وطاب إنتاجها، مؤكدين أن القدرة الإنتاجية للشجرة تتراوح حاليا ما بين 2700 – 3200 كيلوجرام، قابلة للزيادة إلى إضعاف مضاعفة عند الخدمات الزراعية المناسبة، وايجاد استراتيجية تسويق ضامنة لأسعار مجزية تحفز المزارعين على الاستمرار ومضاعفة الاهتمام بالشجرة وزيادة المساحة الزراعية لها.
من جانبه، أوضح مدير عام الزراعة والري بالمحافظة ابراهيم التكروري إلى أن إنتاجية الوادي من محصول التمر الهندي (الحومر) تجاوز للعام الماضي 70 طنا، مشيرا إلى ثمة اجراءات يسعى المكتب، بالتنسيق مع الجهات المعنية في اللجنة الزراعية ووزارة الزراعة والري ومؤسسة بنيان التنموية والاتحاد التعاوني الزراعي، إلى تنظيم عملية التسويق بدءا بتشجيع ودعم المزارعين على توفير مستلزمات معاملات ما بعد الحصاد، وآلات التغليف الجيد بقروض بيضاء، والعمل على منع استيراد المنتج الخارجي من المحصول أثناء موسم حصاد المنتج المحلي وإلزام الموردين بأن يقتصر الاستيراد على الكميات المتبقية من احتياج السوق.
فيما تطرق منسق مؤسسة بنيان التنموية بمحافظة ريمة المهندس مجيب الرحمن عبيد إلى أن الاهتمام بهذا المحصول وغيره من المحاصيل المحلية يصب في مسار تشجيع المزارعين على الاستمرارية في رفد السوق المحلية بمختلف المنتجات المحلية، مؤكدا سعي بنيان كمؤسسة مدنية غير ربحية تسعى بالشراكة مع اللجنة الزراعية وشركاء التنمية في الحكومة والقطاعين العام والخاص والمجتمع إلى تنسيق الجهود ضمن العمل التشاركي الحكومي- المجتمعي نحو تفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية في توطين مبادئ التنمية المستدامة القائمة على هدى الله والمشاركة المجتمعية الواسعة من خلال التركيز على تنظيم وإدارة عملية الإنتاج الزراعي وتسويقه ورعاية وتنمية الاقتصاد المجتمعي المقاوم وفق دراسات وبحوث الجدوى الاقتصادية وسلاسل القيمة وبما يحقق الاكتفاء الذاتي وخفض فاتورة الاستيراد.
تحديات وفرص
من جهته، قال المزارع إبراهيم يحيى سعد صالح ينتج وادي مزهر أنواع الحَوْمَر، وبجودة تفوق المنتج الخارجي حلاوة وفائدة، منوها بأن القدرة الانتاجية تتراوح ما بين 40 – 60 طنا سنويا، قابلة للزيادة إلى 80 – 100 طن في حال توفرت خدمات الإرشاد الزراعي، ومبيدات مناسبة للوقاية من إشكالية تساقط الزهور، وأسمدة تقوية الزهرة لإنتاج ثمرة بكثافة وحجم أفضل.
ولفت إلى وجود حاجة ملحة إلى توفير مكائن تغليف مناسبة للمحصول، مؤكدا أن ذلك يتطلب دعماً وتشجيعاً للمشاريع الصغيرة والأصغر بقروض بيضاء تتيح للمزارع المحلي تقديم منتجه سواء من الحَوْمَر أو البن بشكل وسعر منافسين، منوها بأن المنتج الخارجي يضرب المنتج المحلي في سوقه وبين جمهوره لما يتميز به من قوالب تغليف جذابة وأسعار رخيصة مقارنة بأسعار وحال المنتج المحلي.
ويضيف المزارع علي احمد صالح قاسم أن عمر شجرة الحَوْمَر يصل إلى 100عام، لافتا إلى أن سعر الكيلوجرام في المنطقة لا يتجاوز 1000 ريال، فيما يتراوح سعره خارج المنطقة ما بين 1500 – 2000 ريال.
محتوى واستخدام
في الطب القديم، وصف منقوع التمر الهندي كشراب لعلاج أمراض المعدة والحميات الناشئة عنها وملين ومضاد لحموضة المعدة.. وتقطع عصارة التمر الهندي العطش لأنها باردة طرية، كما تدخل في تركيبة بعض المأكولات حيث تضاف إلى المحاشي وكذلك إلى الحلبة التي تعمل في رمضان في أغلب مناطق اليمن كأحد المشهيات الجيدة.
كما يشرب التمر الهندي في رمضان في أي وقت من الليل، ويعتبر من المشروبات المفضلة لدى كثير من الناس، كما يضاف التمر الهندي إلى المأكولات لإضفاء الحموضة الطبيعية عليها.
وأثبتت نتائج دراسات الطب الحديث أن التمر الهندي يحتوي على ما بين 16 – 18 % أحماضا منها حمض الليمون وسترات البوتاسيوم وأملاح معدنية مثل الفوسفور والكالسيوم، فيما يحتوي على فيتامين ب3، وتستخرج منه مضادات حيوية قادرة على إبادة الكثير من السلالات البكتيرية المختلفة الضارة بالإنسان، وهو ملين ومضاد للحموضة وملطف خافض للحرارة، وتضيف بعض شركات الادوية الخلاصة المائية لثمار التمر الهندي إلى أدوية الأطفال، كما يستعمل كثمرة صحية منظفة تحسن الهضم وتطرد الأرياح وتلطف التهابات الحلق ويفتح الشهية، والوقاية من الغثيان والقيء أثناء الحمل والإمساك، ولتخليص الدم من حموضته الزائدة ويطرد السموم، وبساعد في خفض حالات ضغط الدم.