مازال مرتزقة ٧/٧ ومن لف لفهم ينكرون وجود الاحتلال في اليمن، كما كانوا قبل ثماني سنوات ينكرون العدوان.
نظام عفاش مسخ هذه الكائنات، وأصبحت بدون عقل، وبدون قيم؛ لا تجيد غير العمالة والارتزاق والمكايدات وتصنيع الأكاذيب، وتناول العلفة.
كانوا في بداية العدوان يرفعون أصواتهم (اضرب يا سلمان) ثم يقولون : فين العدوان ؟!
أما بعض المنافقين فكانوا يقولون، ومازالوا : هناك عدوان داخلي هو سبب العدوان الخارجي !!
هذا الخلط للأوراق المقصود منه انحراف البوصلة، وتتويه الناس، وتقديم خدمات للعدوان مدفوعة الثمن.
هل سمعتم، أو رأيتم منافقين، أو مرتزقة بهذه الحقارة ؟!
اليوم كل ما قاله شرفاء هذا الوطن أصبح حقائق ناصعة، ظاهرة وبائنة للعميان قبل المبصرين. أصبحت معظم أجزاء الوطن محتلة، تحت وطأة الأمريكي والبريطاني وأدواتهم الإقليمية والمرتزقة الجبناء من الداخل والخارج، وآخرهم المرتزقة المصريين الذين جلبتهم دول العدوان لاحتلال باب المندب وجزيرة ميون.
نعم مناطق الثروات (النفط والغاز) والموانئ والجزر والبحار محتلة؛ والثروات تنهب. والشعب اليمني يموت تجويعا، والحصار للغذاء والدواء والوقود على أشده. والمرتزقة يتسولون الاحتلال، ويسرقون ما تصله أيديهم.
العبيد الذين باعوا أنفسهم للعدوان والاحتلال لا يستطيعون استردادها. لقد استمرأوا العبودية، بل قيل إن السماء لو أمطرت حرية لرفع العبيد مظلاتهم !! فالعبد ليس للحرية ثمن عنده.
البلد في معظمه محتل والعبيد يتسابقون على استرضاء الاحتلال بالعبودية وتقديم أنفسهم وأعراضهم كقرابين.
الحرب بشعة، والاحتلال للأوطان أبشع؛ والأكثر بشاعة من يروجون للحروب ويتاجرون بالدماء وسيادة الأوطان.
هناك جماعات تقيم بالفنادق، وتستلم بالدولار، ولا تريد للحرب نهاية، لأن الحرب أهم مورد للمرتزقة وتجار الحروب، ومن أدمنوا العمالة والبيع.
أما مرتزقة الداخل أبو ألف فهم أحقر المرتزقة، لا يجدون ما يأكلون؛ وكلما جاعوا قطعوا الطرقات، وقتلوا المسافرين وسرقوا أمتعتهم، وفرضوا جبايات على التجار، ونهبوا المحلات والمنازل والبيوت.
وللحقيقة والتاريخ فإن اليمن تتعرض لغزو عسكري متوحش وغير مسبوق تقوده أمريكا وبريطانيا وكثير دول إمبريالية غربية، وتموله الرياض وأبوظبي، ويشترك فيه مرتزقة الداخل والخارج من الجماعات المنحطة.
إن خطر الاحتلال يكمن في انتهاك السيادة ومصادرة الاستقلال، وتقسيم اليمن إلى كانتونات، وسرقة ثروات اليمنيين؛ لاسيما النفط والغاز والذهب والأسماك، وكل الموارد السيادية.
وقد بلغ الأمر بالإماراتيين أن اقتلعوا الأشجار، وسرقوا الأحجار من جزيرة سقطرى بالتعاون مع العدو الصهيوني.
لا يكمن خطر الاحتلال وأعوانه في تقسيم البلاد ونهب ثرواتها فحسب، بل هناك ما هو أخطر من الاحتلال، ألا وهو تفكيك وتمزيق النسيج الاجتماعي بإشاعة الطائفية والمناطقية وزرع الفتن وتمويل الحروب؛ وتلك هي المشاريع التي يعمل عليها العدوان والاحتلال ومرتزقتهما داخليا وخارجيا.
إن الناس يمكن أن يواجهوا الجوع ويصبروا على نتائجه، لكن مواجهة الطائفية واحتواء نتائجها تبدو صعبة، طالما هناك من يغذي تلك المشاريع.
إن أراد اليمنيون الحفاظ على وطنهم موحدا أرضا وإنسانا، فعليهم التوحد وتوجيه بنادقهم نحو الاحتلال وتطهير بلدهم من دنسه قبل فوات الأوان، وإلا فإن الخسارة ستكون فادحة.