إذا كان عفاش وعصابته قد قتلوا جارالله بالرصاص، ومات جسدا في مؤتمر عام، فإن جارالله بمشروعه السياسي الحداثي المدني البعيد عن العنف والرصاص قد أسقط عرش عفاش وعصاباته اللصوصية بثورة شعبية كان لجارالله أكبر حضور فيها.
خرج فيها الشعب الذي عاهد جارالله على المضي بالثورة لاقتلاع عرش الطاغوت واللصوصية من الوجود، وتطهير الأرض من دنس هذه العصابة المارقة عن الحق والعدل والعرف والقانون.
في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، يتذكر اليمنيون الأحرار جارالله القائد المناضل الذي عاش بشعبه ولشعبه، ويخرج الكثير منهم لزيارة ضريح ذلك القائد في مقبرة الشهداء في صنعاء وقراءة الفاتحة على روحه، وإقامة الندوات والمحاضرات، لكن عفاش لا يتذكره أحد إلا كقاتل لليمنيين.
وإذا كان جارالله قد عاش حياته في خدمة اليمن شماله وجنوبه، وحامل قضية ومشروع، فإن عفاش على العكس من ذلك؛ خان اليمن وقتل الكثير من أحرار اليمن ونهب الثروات وباع الأرض، عاش عميلا للموساد الإسرائيلي ومتسولا للمال السعودي والخليجي وسارقا للمعونات والقروض التي يتصدق بها الأجانب لفقراء الشعب.
لم يملك جارالله عمارات ولا شركات ولا أرصدة في بنوك الخارج ولا مدنا سكنية؛ وعلى العكس من ذلك امتلك عفاش القصور والعمارات والأراضي نهبا من أملاك الدولة والأوقاف والمال العام، بل إن أرصدته في بنوك الغرب والشرق تعد بالمليارات.
أصبح جارالله، يسكن ضمير الشعب الذي ناضل من أجله، معروف القبر والضريح، محترم من أعدائه قبل أصدقائه كرجل يحمل مبادئ، بينما قتل عفاش وهو هارب في طريق الخيانة.
كان عفاش رئيسا للبلاد مغتصبا للحكم بالقوة والتزوير، وكانت أموال الدولة وثروات البلاد تحت تصرفه، لكنه لم يشبع بذلك، بل كان يتسلم مرتبا شهريا من بني سعود مقابل عمالته لهم.
والأفظع من كل ذلك بيعه لأراضي اليمنيين لبني سعود، بالاشتراك مع الخائنين باجمال والأحمر.
تلك الخيانة سيسجلها التاريخ في صفحاته السوداء لأولئك العملاء.
إذ في العام ٢٠٠٠م قام هؤلاء الثلاثة بالتنازل عن أكثر من ٤٠٠ الف كيلو متر مربع من الأراضي اليمنية بما عرف باتفاقية جدة؛ مقابل ٧٠ مليار ريال سعودي تقاسمها الثلاثة، وبرروا ذلك البيع بعودة المغتربين، الذين لم يعد منهم أحدا.
وخرج المطبلون يهتفون بحياة عفاش؛ كما أن مجلس النواب حينها بصم على هذه الاتفاقية الخيانية عدا عضو واحد رفض التوقيع على هذا البيع!!
الأحمر قال مقولته المشهورة : ( ما عنتقاتل على حفنة تراب ..)
الوطن عند هؤلاء هو حفنة تراب يمكن بيعها لمن يشتري، وفي أي وقت!!
كان جارالله يحمل قيما وطنية وإنسانية رفيعة، بل مدرسة للوطنية والتضحية والأخلاق، بينما كان عفاش بدون قيم؛ حاقدا على الوطن والمواطنين.
كان جار الله مدرسة في الوطنية والأخلاق والنبل والكفاءة، بينما كان عفاش جاهلاً والغريب أن يحكم اليمن لأكثر من ثلث قرن من الزمن بالحديد والنار والطبال.
ارتقى جارالله إلى جوار ربه شهيدا خالدا في ضمير شعبه، بينما ذهب عفاش تلاحقه دماء الأبرياء والمظلومين.. وختم خياناته في فتنة أشعلها في العاصمة صنعاء بتوجيه من دول العدوان؛ راح ضحيتها الكثير من الأبرياء الذين غرر بهم.
والعبرة دائماً بالنهايات.