استمرار الحرب على اليمن يولد الضغط والانفجار.
المشهد السياسي والاقتصادي اليوم والحرب الناعمة قد تسر الأعداء (والجيران)..
فالعدوان والحرب على اليمن ليس من صنع أيدي أبنائها وإنما الخلافات (اليمنية – اليمنية) وظهور مصالح متعددة الولاءات بين الإخوة الأعداء قد جعلت من المتربصين باليمن وتاريخه العتيق أن يدخلوا في الخط وينفذوا أجندات الحروب القاتلة والناعمة فبعد أن وجدت بريطانيا العجوز وأمريكا وفرنسا ضالتها في (أدوات) التدخل في الشؤون الداخلية في اليمن والاستيلاء على الموانئ اليمنية وشواطئها الهامة والحساسة التي تصل الشرق بالغرب.. والاستيلاء على ثرواتها النفطية والغازية.. إلا أن اليمنيين – للأسف – مشغولون (بتبادل التهم والتراشق بالكلمات المسيسة المسيئة والحرب في نهاية المطاف أولها كلام.. وقودها أموال (الأعراب) ودماء العرب الأقحاح فالجارتان الناهبتان تبحثان عن الحماية وهما مجرد أدوات للدول الكبرى في ظل وضع اقتصادي عالمي مترد.
خمسون عاماً والأوروبيون يتقاتلون تحت مسميات وأيديولوجيات “الحرب الباردة” وكذلك هي مختلفة وفي نهاية المطاف جمعتهم المصلحة وتناسوا تلك الحروب ليلتفتوا إلى اللقمة السائغة (الشرق الأوسط الجديد) طمعاً في ثرواته التي تذهب لشراء الأسلحة الفتاكة التي تستخدم لسفك دماء وأرواح دول المقاومة ، فأمريكا وأخواتها لا يهمها سوى أمن (إسرائيل) وسرقة النفط والغاز والتاريخ والتراث العربي بأدوات حاقدة تنفذ أجندة محمد بن (كوهين) ومحمد بن (منشار) وغيرهما من المطبعين الجدد المتشبثين بالعروش ومنفوخي الأوداج والكروش ليتسببوا في المزيد من هشاشة الوضع الاقتصادي الذي هو هش أصلاً وبذلك تسببوا في تجويع شعوبهم وشعوب دول المقاومة الرافضة جملة وتفصيلاً، بينما الثروات العربية تذهب هباءً وبحماقة وغباء (للحماية)، فخطورة الموقف أن التطبيع مع الكيان المحتل تتمثل في قمع الشعوب الحرة وارتكاب جرائم (الجوع-الفقر-المرض-الموت) عبر الحروب التي هي أصلاً (بفلوس) طالبي الحماية من دويلتي الإمارات ونجد والحجاز.
فالشعوب العربية تغلي وتكتوي بنيران العدوان والاحتلال الجديد الذي وجد له أرضية خصبة في بسط نفوذه على المنطقة العربية بحروب (فتاكة) وحروب (ناعمة)، فها هي الحرب الظالمة على اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا الغرض منها طمس حضارات عمرها ملايين السنين ونهب ثروات وعقول تفوق ثروات وعقول شذاذ الآفاق من البريطانيين والأمريكان والفرنسيين والصهاينة.. بينما الزعامات (العربية) إما متفرجون أو خائفون على (كراسيهم) وكل ذلك يصب في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب والدول الثلاث الغربية التي شاخت…
الدويلتان المستعربتان اللتان أسسهما (الإنجليز) ملكيتان بالوراثة من العرش إلى القبر والمطبلون الجدد يسيرون في نفس الاتجاه متناسين أن الاحتلال الجديد وعلى رأسه الكيان الصهيوني (وثلاثية الاحتلال الجديد) ، هم من سينتزعون عروش العملاء بعد أن تحترق أوراقهم.. فهل يعي العقل العربي ماذا يخطط له الاحتلال؟! والشواهد كثيرة وواضحة فالقضية الفلسطينية معلقة لأكثر من سبعة عقود رغم الاتفاقات الدولية!! والتهجير ما يزال جارياً و(الكومبارس) العربي يبارك الاحتلال الجديد بمشاريعه الهدامة.
فحقوق الإنسان أصبحت (حكوك) في ظل منظمات تابعة للمحتل تنخر في جسد المجتمع العربي المقاوم.
وأصبح النسيج الاجتماعي منهكاً ومفككاً، فالشقيق ينهب ويقتل شقيقه ويقاتل إلى جانب المحتل؟؟
فاليمن الحضاري والموقع الجغرافي المتميز أصبح هو الهدف من أرخبيل سقطرى إلى ميون وباب المندب.. وأصبح شرطي المنطقة من شذاذ الآفاق المتجمعين من أصقاع أوروبا والعالم هم الأشقاء!
وحكام العرب يدركون ماذا يحدث في اليمن وليبيا ومصر والجزائر وسوريا والعراق وفلسطين.
فماذا لو اتحدت الدول العربية مع دول المقاومة ووقفت ضد الأجندة الخارجية والحرب الناعمة التي فاقمت الجوع والمرض والموت والحصار البري والبحري والجوي ومنع دخول الأدوية والأغذية والتدخل في الشؤون الداخلية، وآخرها ما حدث في اليمن من تعيين (دُمى) لتنفيذ أجندة المحتل.. فأين (القدامى) وما مصيرهم؟؟
فاليمن قدمت مئات الآلاف من الشهداء وما زالت وخلال العدوان من 2015 وحتى اللحظة مرت ببطولات أسطورية سطرها الشهداء في مختلف الجبهات.
فالمواطن (الغلبان) أصبح بين الفقر المدقع والمرض القاتل وتحت القصف الغادر للاحتلال (المتنمر) الذي يسعى إلى تقسيم المقسم، وإلا فماذا يحدث مثلاً في المحافظات الشرقية والجنوبية من فوضى خلاقة والقتل لكل صوت حر شريف يرنو إلى الاستقلال ويرفض التبعية، فاليمنيون اليوم هم مشاريع شهادة سواء كانوا أحياء أو معاقين…
باحثون عن عمل وباحثون عن لقمة العيش والعالم يتفرج والأدوات تنخر في الجسد اليمني، متناسين قوله تعالى ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” صدق الله العظيم.
اليوم في كل بيت شهيد وأكثر وفي كل بيت (مكوى) جوع ومرض ومن مات بهذا الظلم يقول مشيعوه “هنيئاً له سلم هم الغد”.
فالصعوبة تكمن في البحث عن لقمة العيش وأسطوانة الغاز والمرتب الذي نسيه الموظفون ويعتبر أهم مقومات الحياة..
والدواء المفقود.. والتغذية المنعدمة والكرامة المهدورة.
فاليمنيون خلال ثمان سنوات عجاف يبحثون عن سلام مشرف.. سلام الشجعان لا الاستسلام الذي يخطط له الغرب ويحاول تنفيذه القريب قبل الغريب.
أخيراً.. التفريط في الوحدة اليمنية جريمة فالاتحاد قوة، هذا إذا أردنا بناء دولة مدنية حديثة شامخة مرتكزة على الكرامة والعزة والحرية.