بعد أن تخلص الشعب اليمني من المدارس والمراكز الدينية التكفيرية في المحافظات الشمالية بعد تحريرها من دنس العملاء اواخر العام ٢٠١٤م والتي كانت قد تحولت إلى بؤر للشحن الطائفي والمذهبي والتشدد الديني المقيت وخرج من رحمها عناصر متطرفة وتكفيرية متشددة أدخلت الوطن في محن لا طاقة له بها ،إلا أن قوى العدوان ما تزال تقوم بإنشاء المراكز الدينية التكفيرية المتطرفة في عدد من المحافظات المحتلة.. يأتي ذلك وسط تزايد تحذيرات أطلقها أكاديميون وباحثون ومنظمات تهتم بالسلم الاجتماعي من خطورة مخرجات تلك المدارس :
الثورة/ قضايا وناس
أسامة عبدالقوي أحد المغرر بهم بمحافظة أبين، شاب في الـ 19 من عمره كان يرسم أحلامه بيده ويخططها بقوسه ومنقلته على كراسته ، إذ كان يطمح بأن يكون طبيبا أمينا على أرواح الناس وحتى يحقق هذه الأمنية اجتهد زياد في مدرسته الحكومية ليكون طبيبا لكنه انضم إلى مدرسة دينية في المساء ليتعلم منها ما يقوِّم أخلاقه حتى يكون أمينا في مهنته.
وبعد فترة ليست بالطويلة من انضمامه إلى تلك المدرسة الدينية والتي كان يديرها شيخ دين متشدد في آرائه وفتاواه الدينية.
وجد والد زياد ابنه وقد تملكه شعور الكراهية لكل ماهو قادم من الشمال وتبع ذلك مباشرة حب الانتقام ، إذ كان يرى أن كل شيء في هذه الدنيا يجب أن يتغير ولو كان الثمن قنابل نووية تلقى على رؤوس الناس، والسبب ـ كما يرى ـ أن كل الفرق والطوائف التي تخالفه على خطأ ويجب أن تتوب إلى الله.
محمد صالح من محافظة تعز ومن أبناء شرعب الرونة تحديدا خاف على ابنه( نبيل) الوحيد الذي أصبح ملازما لجماعة تتبع حزب الإصلاح وحاول منعه من الخروج إليهم مرات عديدة غير أنه أدرك في اللحظات الأخيرة أن ابنه الوحيد أصبح جنديا ضمن أحد ألوية المرتزقة. وكما يقول أصبح ابنه كتلة من الأفكار المتشددة فإلى جانب تعليمه الديني المتطرف أصبح رهينة لأفكار جماعته، فاكتشف أن قادة هذه الألوية هم في الأصل رجال دين متشددون يقومون بتعبئة الأطفال والشباب في محافظة تعز وبعد أن يتم تطويعهم يصبحون عونا لهم في نهب أراضي المواطنين وممتلكاتهم وكلما اتضحت حقيقتهم للناس يقومون برفع شعارات زائفة ضد من يسمونهم الحوثيين واصفين ذلك بالدفاع عن تعز وهم في الأصل أعداء تعز ومن يدمرها كل يوم ويلحق بها الأذى.
أرقام كارثية
وتظهر إحصائيات أنه بسبب العنف والتطرف في اليمن فإن حوالي 40 ألف شخص في اليمن سقطوا بين قتيل وجريح خلال العامين ٢٠١٢ و٢٠١٣م. كما أدت الحروب الداخلية إلى زراعة الألغام، وأدى العنف إلى رفع نسبة الفقر والبطالة وسط السكان واشارت إحصائيات أخرى حينها إلى أن حوالي 10 ملايين يمني يقعون تحت خط الفقر وأن حوالي 12 مليوناً يفتقدون للمياه النظيفة بسبب التطرف والإرهاب.
وتكبدت الدولة خسائر مالية فادحة تقدر بعشرات المليارات منها على سبيل المثال خسائر قطاع النفط خلال العام الماضي والتي قدرت بـ 4.3 مليار دولار و300مليون دولار خلال الربع الأول من العام 2014م، وبعد أن ثبت ضلوع المراكز والمدارس الدينية الوهابية في تقوية قواعد الإرهاب وتأسيس قواعد أخرى تعمل على خلق مشاكل اجتماعية وثقافية وسط المجتمع اليمني الواحد والموحد عملت ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م على طمسها ونسفها من المحافظات المحررة وبشكل نهائي، فكانت الإجراءات اللازمة لوقف العبث بعقول الشباب والأطفال اليمنيين فورية.
تحالف العدوان داعم للإرهاب
كشف المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية عن دعم دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، إنشاء المراكز الدينية التكفيرية المتطرفة في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة.
ووفقاً لتقرير صادر عن المركز، تُبيّن خارطة إنشاء تلك المراكز المتطرفة التي تعد مراكز استخباراتية متقدمة للعدوان في البوابة الغربية لمضيق باب المندب والبوابة الشرقية للبلاد، عن مؤامرة إسرائيلية أمريكية تنفذها السعودية والإمارات لزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في اليمن وتهيئة البلاد لحرب طائفية.
وأوضح التقرير أن دول تحالف العدوان قامت عام ٢٠٢١م بإنشاء أكثر من 13 مركزاً تكفيرياً جديدا في محافظات لحج والمهرة والضالع ومناطق قريبة من شبوة وذلك تواصلاً لدورها المكشوف في تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وأكد التقرير أن دول العدوان تقوم بدعم وتمويل أكثر من 20 مركزاً دينياً صغيراً لنشر الفكر التكفيري الوهابي.
مراكز تكفيرية في مناطق استراتيجية
وبيّن التقرير أن دول العدوان موّلت إنشاء مراكز تكفيرية متطرفة في مناطق استراتيجية ذات كثافة سكانية تقع بين محافظتي لحج وتعز، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب المغرر بهم.
وبحسب التقرير فإن تلك المراكز تعمل على استقطاب المئات من شباب محافظات حضرموت وشبوة وأبين، ومن ثم نقلهم إلى مركزي التعبئة الكبرى في محافظتي لحج والمهرة ومركز المتطرف التكفيري المدعو يحيى الحجوري الذي تم إنشاؤه بتمويل سعودي إماراتي في مدينة الجوبة الواقعة جنوب مأرب وشرق محافظة شبوة.
وذكر أن دول العدوان تقوم بتمويل إنشاء ستة مراكز وهابية تتوزع في مناطق المضاربة وطور الباحة، المحاولة والتربة في تعز، بالإضافة إلى تمويل إنشاء مراكز في مناطق سكانية كثيفة تتوسط محافظتي لحج وتعز.
وأنشأت دول العدوان مركزاً تكفيرياً جديداً في المضاربة بقيادة التكفيري المدعو بسام الحبيشي، ويضم أكثر من أربعة آلاف تم حشدهم من مختلف مناطق محافظات لحج وتعز وأبين .
كما مولت دول العدوان وافتتحت مركزاً وهابياً في منطقة طور الباحة يقوده التكفيري المدعو خليل الحمادي، إلى جانب افتتاح مركز سلفي ثالث في منطقة المحاولة ويديره التكفيري المدعو جميل الصلوي ، ومركز آخر في تربة أبو الأسرار في الصبيحة الذي يعد رابع مركز وهابي.
وأشار التقرير بالقول “على غرار مركز الفيوش التكفيري في لحج الذي تحول إلى وكر للإرهاب والتطرف، أنشأ الإرهاب السعودي مركزاً مماثلاَ في جنوب غرب مدينة الضالع لاستقطاب الشباب من محافظتي الضالع وإب بهدف غسل عقولهم بأفكار التطرف الوهابية “.