الغرب “من الداخل” وثيقة سرية – مديونية قياسية مع وباء مدمر – العقوبات «كسر والتفاف» – وتساؤلات بلا إجابات – أزمة ثقة وانهيار أعصاب
متابعات / محمد الجبلي
الإدارة العجوز تتخبط في تحديد التهديد وفق الأولويات، ربما لأنها محاصرة بسلسلة من التهديدات أفقدتها التمييز، قد تكون مجبرة على المغالطة لإلحاق الضرر بالحليف.
الصين ربما ثالث تهديد للأمن القومي الأمريكي وليس كما صنفها البيت الأبيض، هناك تهديد خفي، وتهديد متفشي، الحكومات المتعاقبة تتحاشى مصارحة الناخبين.
نشرت «واشنطن بوست» مقالا للأدميرال المتقاعد بيل أوينز، كتب فيه أن نمو الدين العام الأمريكي يشكل تهديدا خطيرا لم تشهده البلاد منذ أعوام الحرب العالمية الثانية.
وجاء في المقال: «التهديد الأكبر للأمن القومي الأميركي يتمثل بتزايد عبء الدين العام، وهي مشكلة أخذت تتفاقم بشكل كبير في القرن الـ21».
ويضيف: أن إنفاق واشنطن خلال العقدين الماضيين تجاوز إجمالي الناتج المحلي، في حين تم تمويل معظم هذه النفقات عن طريق الاقتراض.
ووفقا لوزارة الخزانة الأمريكية، تجاوز دين الحكومة في أكتوبر 31 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ.
تهديداً ينشط بسرعة قياسية، ربما أخطر من المديونية في الولايات المتحدة، البلد الذي خدع العالم لعقود عن واقعه الاجتماعي المتفسخ يعاني من الانهيار المجتمعي، بايدن ومن قبله طابور ممن تقلدوا الحكم يشهدون بفشل قوانينهم.
بايدن معلقاً على حادث الهجوم على ملهى ليلى للمثليين بقوله.. العنف المسلح في البلاد «وباء مدمر».
في أوروبا فوضى في المواقف والأزمة تسيج الحدود.
سؤال واحد يشغل بال الغربيين، وأخذ الكثير من وقتهم للحديث عنه في كل مكان.. أين تذهب الأموال والسلاح ؟
تماماً كما الأمريكيين، الفرنسيون يتساءلون عن مصير السلاح والأموال التي قدمتها حكوماتهم على حساب تدني مستوى معيشتهم، الشعوب الغربية التي تعاني من الغلاء والتضخم لم تر نتائج ميدانية في ساحة المعركة، فإلى أي جيب تذهب ضرائب الشركات ؟ وفي أي سوق تباع الأسلحة؟
وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان، اعترف بأن مواطنيه باتوا يتساءلون حول جدوى توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقال ليكورنو: «إذا سألوني في باريس عما إذا كنا نساعد أوكرانيا بما فيه الكفاية، ففي دائرتي الانتخابية، يسألني الناس لماذا يجب علينا مساعدة أوكرانيا».
جملة من التساؤلات تريد توضيح، فقد ذهبت بعض الصحف مؤخراً للاستقصاء حول هذا الملف المحيّر.
على مستوى السلطات التشريعية يزداد الانقسام حول هذا الموضوع، في الكونغرس الأمريكي الجمهوريون منقسمون حول ضخامة المبلغ الذي رصده البيت الأبيض كمساعدات لكييف والبالغ 37 مليار دولار، الموافقة شبه مستحيلة وقد توجد انقسامات وتساؤلات.
في وقت سابق قال الرئيس الأمريكي بأن شهية كييف المفتوحة ستسبب أزمة سياسية.
جنرال أمريكي وصف أوكرانيا ب «الثقب الأسود» الذي يمتص كل شيء، ومؤخراً كشفت بعض الصحف عن فساد وغسيل أموال وسلاح في نظام كييف.
تحت ضغط التساؤلات وضغط الشارع المشحون بالانتقادات، المواقف تتراجع، والقناعات تتغير.
انفلات الأعصاب الفرنسية شجع الكثير من دول القارة على مراجعة الموقف بدلاً من شد الأعصاب تحت التخدير الأمريكي.
وزير الدفاع الفرنسي أعلن أن باريس تبحث مع شركائها عن سبل حل النزاع في أوكرانيا بالطرق الدبلوماسية
وقال ليكورنو في مقابلة مع صحيفة «جورنال دو ديمانش» ردا على سؤال حول رأيه بتصريحات الولايات المتحدة حول عدم قدرة أوكرانيا على إعادة عدد من الأراضي بالوسائل العسكرية: «ندرس مع حلفائنا الخيارات السياسية الممكنة لإنهاء النزاع في أوكرانيا،
وأضاف: «لا ينتهي أي صراع بدون حل سياسي ودبلوماسي.
التحركات الأحادية في دول حلف الناتو تكشف حالة شروخ متقدمة من انعدام الثقة بين دول الحلف الواحد.
صحيفة «دير شبيغل» الألمانية كشفت عن وثيقة وصفتها بالسرية لخطط الجيش الألماني في حال نشوب حرب مباشرة مع روسيا.
المفتش العام للجيش الألماني الجنرال، إيبرهارد تسورن، الذي وقع على الوثيقة، أعتبر أن موسكو تشكل تهديدا لبرلين، الأمر الذي يتطلب وضع خطة عمل لمواجهة حرب محتملة،
ووفقا له، يجب أن تلعب برلين دورا رائدا في أوروبا وتعزيز قدرات جيشها، وألا تعتمد على دعم الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
مؤخراً أوروبا وجدت نفسها في المنتصف، تواجه تهديدان معاً، حرب التجارة مع أمريكا، أم الاستمرار بفرض العقوبات على روسيا.
صحيفة « بوليتيكو» نقلت عن مصدر حكومي قوله, بأن ألمانيا تفكر في تجنب حرب تجارية مع بايدن، وذلك بعد يوم واحد من إعلان المفوضية الأوروبية عن احتمالية وقوع مواجهة تجارية مع واشنطن.
موقع أكسيوس الأمريكي توقع بأن أوروبا ستواجه أزمة طاقة مرعبة في حال قرر بوتين قطع إمدادات الوقود النووي. صحيفة «الغارديان» البريطانية كشفت أن الاقتصاد البريطاني دخل في مرحلة ركود تام وسيترك أكثر من نصف مليون شخص عاطلين عن العمل، وفي الوقت ذاته سيكون الانخفاض في القوة الشرائية حادا بالنسبة للأسر لدرجة أنه سيلغي آخر 8 سنوات من النمو الاقتصادي في البلد.
وفي خطوة جريئة، تتحدى العقوبات أعلنت شركة Bergen Engine النرويجية استئناف توريد قطع غيار التوربينات إلى روسيا.
ونقلت صحيفة Bergens Tidende عن يون إريك ريف، أحد مدراء الشركة النرويجية قوله: «تم اتخاذ هذا القرار بعد التشاور مع المالكين لمؤسستنا في بريطانيا». يذكر أن الشركة أعلنت في وقت سابق إيقاف جميع تعاملاتها مع روسيا، لكنها اضطرت مؤخراً لكسر العقوبات.
بريطانيا نفسها تحتال على العقوبات، لكنها لا تجرء على مصارحة الإدارة الأميركية، فقد كشفت صحيفة «صنداي تايمز» عن طريقتين يتم استخدامها لاستمرار تدفق النفط الروسي إلى المملكة، الأولى نقل النفط من ناقلة إلى أخرى، والثانية التوريد عبر دولة ثالثة، تقول الصحيفة إن دول مثل هولندا وإستوانيا وبلجيكا وبولندا غير منتجة للنفط لكن المملكة المتحدة تستورد من هذه الدول..!
شعبياً، سمحت السلطات الإسبانية للمرة الأولى بإقامة مسيرة لتخليد ذكرى الجنرال الفاشي فرانكو الذي حكم البلاد وتحالف مع ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية.
أما وزير الخارجية الإيطالي انطونيو تاياني، فقد حذر من الأطراف التي تأجج الصراع في أوكرانيا، ملوحاً إلى دور واشنطن الذي يسعى لإغراق القارة العجوز بالصراع والأزمات.
وهنا نتساءل هل خيار الحرب مطروح على طاولة البيت الأبيض لإنقاذ الدولار والتخلص من المديونية كما فعلت في الحربين العالميتين، أم أن الوضع مختلف.. وهل تتجه أوروبا كا الأعمى نحو التصعيد..؟