أن نعزز ثقتنا بالله سبحانه وتعالى
الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه في هذه المرحلة من تاريخنا هو: أن نعرف كيف نعزز ثقتنا بالله، كيف نعزز ثقتنا بالله سبحانه وتعالى حتى نرى أن بالإمكان أن ننفذ كل ما أمرنا أن نقوم به، أن نكون قوامين بالقسط، أن نكون أنصارا له، أن نكون أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أن نكون مجاهدين في سبيله، أن نكون مؤمنين فيما بيننا بعضنا أولياء بعض نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر. محياي ومماتي لله
العودة الى هدى الله
في هذه المرحلة الهامة نحتاج دائماً ونؤكد دائماً على أهمية العودة إلى هدى الله، الاهتمام بهدى الله، الاهتمام بالقرآن الكريم بشكل متكرر، الاهتمام بالملازم، إدراك الخطورة في هذا الوضع وما يتطلبه هذا الوضع من اهتمام يفوق اهتمامنا بالنسبة للأوقات الماضية، إضافة إلى الحذر من أن يصبح هدى الله وما نسمعه من تذكير يصبح حالة روتينية لا تصنع فينا أثراً ولا تصنع فينا وعياً.
التربية الإيمانية
ما نحتاج إليه في هذه المرحلة هو التربية الإيمانية، الإيمان بمبادئه، الإيمان بأخلاقه، الإيمان بروحيته، الإيمان بمواقفه، الإيمان بوعيه ونوره وهديه، هذا أحوج ما تحتاج إليه الأمة، وهو المدخل لتغيير واقعها، تربية إيمانية صحيحة من خلال القرآن الكريم، وعلى نهج الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وورثته الحقيقيين.
أن يكون توجهناً قرآنياً
إذا انطلق الناس على أساس القرآن، وثقفوا أنفسهم بالقرآن، وتوجهوا توجهاً قرآنياً، عندما نقول: توجها قرآنياً لا تتصور أنه ما يزال هناك أشياء نواقص هنا وهنا، القرآن كامل، والناس في هذه المرحلة بحاجة إلى هذا؛ ما بقي إلا القرآن، ما بقي إلا القرآن الآن الذي ما يزال بالإمكان أن يشتغل بشكل صحيح. مديح القرآن الدرس
هذا شرف عظيم جداً لنا، أن يكون توجهنا قرآنياً، ومهم جداً في هذه المرحلة بالذات؛ لأن أعداء الله يتوجهون أساساً إلى ضرب القرآن في نفوس الناس، إلى إقصاء الناس عن القرآن، إلى تغييب القرآن مهما أمكن، إلى خلق ثقافات تشكك حتى في القرآن الكريم، حرب شديدة ضد القرآن الكريم، لكنهم لا يستطيعون أن يمسوا نص القرآن بسوء، سيمسونا نحن بالسوء، سيفصلونا عنه، سيبعدونا عنه، سيشغلون أذهاننا بأشياء تصرفنا عنه، وبالتالي يصبح القرآن بمعزل عن حياتنا، عن التفاتاتنا أمام أي إشكالية نعاني منها. «الثقافة القرآنية».
أن نتحرك على اساس التقوى
التقوى التي نحتاج إليها في هذه المرحلة لنصحح فيها واقعنا، والتقوى هذه التي تدفعنا إلى القيام بمسؤولياتنا الكبرى، بمسؤولياتنا المهمة في الحياة، بمسؤوليات يتهاون بها الكثير ولا يدرك خطورتها، أمام كل واجب، أمام كل فرض، أمام كل أمر من أوامر الله سبحانه وتعالى، بقدر الخلل الذي يترتب على التقصير فيه، والإخلال به، ندرك الأهمية الكبيرة والحاجة الأساسية للتقوى؛ لأن معنى ذلك عندما يخل الناس، بواجب كبير، الآثار السيئة تكون كبيرة، والعواقب السيئة تكون كبيرة، فتمتلئ الحياة بمظالم كثيرة.
التحرك بجدية
لذلك أيها الإخوة الأعزاء في هذه الظروف، في هذه المرحلة التي برز الإيمان فيها كله إلى الكفر والنفاق كله يتحتم أن تتحركوا بكل جدية، وبكل عزيمة، وبكل صبر، وبكل ثبات، واثقين من الله وهو معكم لن يترككم وحدكم في الميدان، لن يترككم أبداً ولن يتخلى عنكم. لا يظنن أحد ولا يتوهمن أحد أن الله سيتدخل في مراحل سابقة ثم لا يتدخل في ظروف أكبر, بلى إن الله الأكبر هو الذي سيكون في الظروف الأكبر والمواجهات الأكبر سيكون نصره أكبر، وعونه أكبر، وتأييده أكبر، وهو الأوفى والأصدق فيما وعد.
العودة الى العنوان الرئيسي
مسلمين لله هذا العنوان الرئيسي نرجع إلى أن نحمل عنوان مسلمين، والناس ربما في المرحلة هذه أحوج ما يكونون إلى أن يحملوا هذا العنوان وحده فعلاً في المرحلة هذه بالذات في موضوع صراع عالمي، أليس هناك صراع عالمي الآن ؟ لأن هذا هو العنوان الهام الذي يجعل هذا الدين مقبولاً عند الآخرين عند البشر جميعاً لا يؤطر بأطر قومية بأطر عرقية معينة بأطر إقليمية نهائياً؛ لأن كلمة إسلام كلمة عامة بمعنى: إسلام لله والبشر لديهم معرفة بالله سبحانه وتعالى . «ملازم رمضان الدرس الثالث عشــــر».
الوعي العالي
نحن في مرحلة – أيها الإخوة الأعزاء – نواجه فيها تحديات كبيرة واقع فيه الكثير من التحديات والأخطار والنشاط المكثف للأعداء, التكالب الكبير للأعداء إذا تأملنا الواقع السياسي في بلدنا الكل يتدخل تكالب دولي غير مسبوق, الأمريكيين ومع الأمريكيين.
هذه المرحلة نحتاج فيها إلى درجة عالية من الإيمان درجة عالية من الوعي وكفاءة في ميدان العمل, كفاءة في ميدان العمل تصرف حكيم , قدرة عالية في الواقع العملي وهذا ما يتحقق لنا من خلال هدى الله سبحانه وتعالى.
استغلال الفرص لمواجهة التحديات
في كل حالة من الحالات التي يهيئ الله لنا فيها الفرص ثم لا نستغل تلك الفرص ندفع الثمن باهظاً , ندفع الثمن باهظاً في واقعنا العملي العام , ثم نواجه صعوبات كثيرة وندخل في مجال من مجالات العمل مضطرين بصعوبة كبيرة .
المرحلة ما هي مرحلة تقاعس, التقاعس فيها خطير, ولا كيف يبحث الإنسان فيها عن تراجع، بل كيف يبحث الإنسان عن خطوات متقدمة سوق, سوق ربانية مفتوحة, معروض فيها التجارة الإلهية{هَلْ أَدُلُّكُمْ} هكذا {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ}(الصف: من الآية10)، تجارة فعلاً, تجارة عظيمة, رابحة, ما فيها أي خسارة نهائياً مكاسب تحقق فيها ما يمكن أن تتحقق من غيرها نهائياً والتقاعس خطير التقاعس يفرض وضعيات أصعب, ومسؤوليات أكبر وأشق. لو لم يكن من دافع الإنسان أنه يكره التقاعس إلا أن هذه من عواقبه.