ما الذي تصنعه صنعاء في ظل عدوان الثمان سنوات وأي صورة تريد رسمها في ذهنية الإنسان اليمني والمتابع والمهتم بالشأن اليمني فلم يمض شهر على تلك الصورة الرائعة التي قدم بها الشعب اليمني نفسه في ذكرى مولد خاتم الأنبياء إلى المنطقة والعالم كما قالت إحدى وسائل الإعلام الصينية وانبهر حينها العالم بذلك الحضور الشعبي الواسع في الميادين التي نقلته وكالات الأنباء العالمية المختلفة وعدد كبير من القنوات التلفزيونية حتى تظهر صنعاء والشعب اليمني مجددا ممثلا بهيئة الزكاة في مشهد جديدا يطل من خلاله عشرة آلاف عريس وعروس من مختلف المحافظات والفئات الاجتماعية لتقدم هذه المؤسسة المالية شاهدا على سلامة نهج صنعاء ومصداقية سياساتها وعمق علاقتها بالمجتمع اليمني بامتداد المحافظات الحرة.
وليكون هذا الاحتفاء والاحتفال من قبل القيادة السياسية ورأس المال الوطني وقادة ووجهاء المجتمع رسالة أخرى تعبر عن تلاحم النخبة في صنعاء العاصمة حول مشروع بناء الدولة الواعدة التي قد لايفقه الكثير طبيعتها.
ولعل من المناسب والمهم التذكير بان إنشاء هيئة الزكاة التي هدف قرار أنشائها تنفيذ وتفعيل الأمر الإلهي القاضي بتحصيل وجمع 2.5 في المائة من أموال الأغنياء ليتم صرفها في مصارفها الثمانية التي حددها الله جل وعلا قد جسدت الشهادة الحق على بركة وواقعية ومنافع وخير تنفيذ الأوامر الإلهية في واقع الناس وهي من جهة أخرى قد قدمت النموذج الناجح للمؤسسة التي بها وبغيرها تتم عملية بناء أسس الدولة القادمة والمنشودة .
كما أن من المهم إدراك طبيعة العلاقة والترابط الوثيق بين الشعب اليمني المعطاء والمؤمن وبين المؤسسة التي قامت على منهج الله (هيئة الزكاة) بمشاريعها المختلفة وعرسها الجماعي الكبير والأخير وكيف جسد هذا الشعب اليمني العظيم على الواقع هويته الإيمانية في يمن الإيمان مقدما بذلك شاهدا آخر على التلاحم بين الإنسان وبين المؤسسات في تنفيذ أوامر الله وتوجيهاته وشهادة أيضا على عظمة الله ومنهجه .
Next Post