“الزامل” هو صهيل الروح اليمنية الشجاعة المقاتلة، والتي لا تهادن ولا تنكسر في مواجهة المعتدين والغزاة عبر التاريخ حتى اليوم..
و”البرع” هو التحليق عالياً فوق السحاب، لتلك الروح الأبية “المشحوطة” المنتصرة – دائماً – على العدو والغازي المجاوز للحدود ..!
وبينهما (أي الزامل والبرع) علاقة عضوية لا تنفك أبداً..
نحن نتحدث-إذن-عن فن مركّب لا شبيه له على أوسع المستويات.. في وهج الرجولة العالي الذي تتكئ عليه حركة الإيقاع والنبرة والمعاني والدلالات والإيحاءات لهذا الفن الشعبي اليمني العريق الذي يحكي بصمة نادرة هي نسيج وحدها بين فنون الشعوب وفلوكلورها المعبِّر المتوارث ..
لكن للأسف فن “الزامل”، بالتحديد، يكاد يفقد طابعه الرجولي الحربي الشعبي اليمني الأصيل والفريد على مستوى العالم.. بتغلغل الآلات الموسيقية الحديثة فيه على حساب إيقاع “الطاسة والمرفع” – الطبل الشعبي المعروف- الذي يتسم بالمهابة والحماسة والاعتزاز ويعكس شجاعة وإباء اليمني في الحرب..
بكل تأكيد، نحن لسنا ضد التجديد الذي لا يمس بأصالة الفن وجوهره المميز والأصيل، وهذا هو المفهوم الصحيح للتجديد كقيمة إبداعية تضيف وتثري..
وما سوى ذلك-كما أرى-ليس تجديداً، وإنما شيء آخر..!
رحم الله الشهيد الكبير لطف القحوم، الذي أدرك تلك السمة الجوهرية المميزة للزامل اليمني، وحافظ عليها في كل أعماله تقريباً.
ونتمنى على كل المنشدين “المزوملين” الأعزاء أن يتحروا الحرص نفسه على خصوصية هذا الفن الأصيل كبصمة إبداعية يمنية رجولية خالصة..!