وزراء ومحافظون وأعضاء مجلسي نواب وشورى خلال مشاركتهم فرحة أبناء الحديدة بذكرى المولد النبوي لـ"الثورة" :
الاحتفال بالذكرى تأكيد للعالم أجمع بتمسك اليمنيين بالنهج القرآني والتزامهم بالثوابت الإسلامية والصمود في مواجهة العدوان
▪ في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل أبناء الشعب اليمني بذكرى مولد النبي محمد إلا أن ذكرى هذا العام تكتسب طابعا خاصا في ظل ما شهدته المحافظات اليمنية خلال الأيام الماضية من عروض عسكرية فاقت الوصف قدرة وتصنيعا وتدريبا..
وفي خضم الفعاليات والأمسيات الخطابية التي أقيمت في الحديدة بذكرى المولد النبوي الشريف وشاركت فيها قيادات رفيعة من الدولة التقت “الثورة” عدد من الوزراء والمحافظين وأعضاء اللجنة الرئاسية ومجلسي النواب والشورى على هامش تلك الفعاليات وسجلت معهم هذه الأحاديث الخاصة بالذكرى ومدى أهميتها.. وإليكم حصيلة ما جاء فيها :الثورة / أحمد كنفاني
بداية.. قال نائب رئيس مجلس النواب، عبدالرحمن الجماعي أن المولد النبوي هو يوم مولد رسول الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله، إذ يحتفل به المسلمون في كل عام في 12 ربيع الأول.
وأوضح أن الاحتفالات الشعبية في اليمن تبدأ من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، بإقامة فعاليات وأمسيات ومجالس ذكر تنشد فيها قصائد في مدح النبي الكريم، كما تنظم فيها الدروس من سيرته العطرة، وذكر شمائله وخصاله لترسيخ ذكرى مولد الهدى في نفوس النشئ والشباب.
وأكد الجماعي أن الاحتفالات بالمولد النبوي لها أبعاد ثورية عميقة الأثر في الأوساط الاجتماعية الإسلامية متعلقة بطبيعة الشخصية المحتفل بها وبالأوضاع والحاجات الاجتماعية الثورية لهذه الأوساط التي تقوم بهذه الطقوس الاحتفالية ومن هنا مثلا الاحتفال بمولد النبي الخاتم خطراً على المستبدين فكان التوجه إما لإفراغ هذه الاحتفالات من مضمونها الثوري لتبقى فقط طقوساً تؤدي دوراً تخديرياً للمجتمع ترغبه في الزهد والتنسك والتعلق بالآخرة وتبعده عن المسؤوليات العامة أو محاربتها تماماً حتى تلك الطقوس المفرغة من المضامين الثورية تذكر المجتمع بهذه الشخصية.
كما أكد أن المولد النبوي كان عيد اليمنيين الأول في تاريخهم القديم والحديث فمنذ تأسيس أول دولة وطنية يمنية مستقلة في العصر الحديث المملكة المتوكلية اليمنية 1918م كان المولد أحد المناسبات والأعياد الرسمية في الدولة وصولا إلى فترة رئاسة الشهيد إبراهيم الحمدي في العهد الجمهوري فقد كان المولد النبوي عيدا ومناسبة عامة ولكنها لم تكن بالشكل المطلوب الذي نراه اليوم بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والتي معها انتهى عهد الوصاية والتبعية لمن كانوا لا يريدون الخير لليمن وشعبه.
وأشار إلى أن البعد الوهابي العقائدي كان وراء ذلك والذي يكفر كل مظاهر تعظيم شعائر الله من تقديس للنبي والأئمة والأولياء على افتراض أن هذه الشعائر والمناسبات بدع.
“الاعتزاز بالرسول جزءا من التحرك العملي لمواجهة اليهود الصهاينة”
فيما أشار رئيس اللجنة الرئاسية للتحشيد والتعبئة أحمد الهادي إلى أول من أعاد طرح مسألة إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف، في احتفالات جماعية عامة يحسب لأنصار الله كجزء من دعوتهم إلى العودة للقرآن الكريم والإسلام المحمدي الأصيل وهو مشروع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
ولفت إلى أن المتميز بتبني فعاليات المولد من قبل مكون “أنصار الله” هو مسألة ربط الروحي بالسلوكي وباعتبار الاعتزاز بالرسول جزء من التحرك العملي في المواجهة مع اليهودية الصهيونية والاستعمار الأمريكي.
وأوضح الهادي أنه بعد انتصار الثورة الشعبية اليمنية دخل اليمنيون في مرحلة مميزة من العودة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإحياء مناسباته وفي مقدمتها مناسبة المولد النبوي الشريف بصورة علنية حاشدة ومركزية ومرتبطة بالممارسة العملية الثورية والموقف من الاستبداد والفساد والتدخلات الأجنبية.
” مقاصد عظيمة”
بدورهما قال وزيرا العدل القاضي نبيل العزاني والثروة السمكية محمد الزبيري أن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف ذو مقاصد عظيمة عند اليمنيين يظهرون فيه حبهم اللامحدود للرحمة الإلهية المهداة للعالمين الرسول الأعظم قال الله تعالى : “وماأرسلنك إلا رحمة للعالمين” وهذه الرحمة تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم.. مؤكدين أنه مع اقتراب موعد المولد النبوي يقدم اليمنيون الذين يرتبطون بعلاقته وثيقة بالرسول الأعظم، نموذجا فريدا ورائعا للاحتفال بمولده كما كان أسلافهم من أصحاب رسول الله “الأنصار” الأكثر نصرة واتباعا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
مشيرين إلى أن اليمنيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم يجمعون على أهمية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ليؤكدوا للعالم أجمع تمسكهم بالنهج القرآني المحمدي والتزامهم بالثوابت الإسلامية والصمود في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي على الرغم من حجم المعاناة اليومية الكبيرة والحصار الجائر والعدوان.
“اشتداد جرائم الجماعات التكفيرية”
من جهته لفت محافظ الحديدة محمد قحيم إلى أن ثورة الحادي والعشرين أثبتت حقائق جديدة كانت مغيبة، فجاءت الثورة لتعلن عنها وهي حقيقة رفض اليمنيين للوهابية وحنينهم إلى الإسلام المحمدي الأصيل، فطوال فترة تسيّد الوهابية في اليمن وقمعها للمناسبات والأنشطة والطقوس الروحية والمدارس الإسلامية المختلفة طوال هذه المرحلة كان يتبلور موقف إسلامي يمني مضاد للوهابية ومع اشتداد جرائم الجماعات التكفيرية على طول البلاد وعرضها دخل الإخوان في صراع مباشر مع الشعب ضد الثورة في المرحلة الأولى ثم إلى جانب العدوان ضد الثورة والشعب والوطن عموما في المرحلة التالية، في مقابل هذا الطغيان الوهابي والجرائم التكفيرية كان ينمو لدى اليمنيين موقف رفض الوهابية والحاجة إلى العودة نحو الإسلام المحمدي الأصيل هذه التغيرات في الوعي الاجتماعي كانت مخفية تحت ضغط القمع العسكري والسياسي والإجرامي الإخواني الوهابي السعودي الأمريكي.
“الاحتفال بالمولد توحيد للامة”
من جانبهما أضاف عضوا مجلسي النواب عبدالله خيرات والشورى عبدالرحمن مكرم أن الاحتفال بالمولد تعمل على ترسيخ وتذكير الناس بميلاد النبي وإحياء الفكرة وإنعاشها في النفوس وخاصة الأطفال والنشء، مع كل تلك المتغيرات التي تطرأ في العالم وما يواجه الإسلام والمسلمين من تحديات.
وقالا:” فهذا يحتفي بالدعوة إلى ضرورة اقتفاء أثره واتباع هديه صلى الله عليه وسلم، وذاك يحتفي بالحديث عن مولده وتذكير الناس بفضله ومنزلته صلى الله عليه وسلم”.
وتابعا ولكن بين هذين الفريقين نلحظ صورة أخرى من الأمة أكثر احتفاء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، يتجلى ذلك في احتفائهم اليومي المهيب الدائم عند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم وتذكره بجانب اسم الجلالة الأعظم (الله) في كل يوم قبل كل صلاة في الآذان والإقامة، وأثناء كل صلاة في التشهد، وبعد كل صلاة في الدعاء والذكر.
وأشارا إلى أن هذا هو الاحتفاء الحقيقي الذي لم يتحقق لبشر على الإطلاق منذ خلق الله السموات والأرض إلا لخير البشر وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، فهو احتفاء لا يحده زمان ولا مكان، فقد تجاوز القعود والأقوال على الأرائك إلى الحركة والأفعال في ميادين الحياة، كما أنه اختلط بالعبادات والطاعات فأصبح شعارا دائما لها وحقيقة ثابتة في تطبيقها وممارستها.
وأكدا أن أعظم من ذلك أن تقوم الأمة مثنى وفرادي بالتعبير عن صدق حبها، وصحة اتباعها له، بالدفاع عنه صلى الله عليه وآله وسلم وعن أتباعه وحرماته أمام هؤلاء الحاقدين المعادين للإسلام ورسوله، ممن تجرأوا عليه بالسب والانتقاص، والتطاول على زوجاته وأصحابه، وممن يعملون على تمزيق كيان أمته، وتشريد أتباعه، واستهداف مقدساته وتعليماته.
“ملامح الاحتفاء بالمولد”
وقال رئيس جامعة دار العلوم الشرعية مفتي الحديدة الشيخ محمد محمد مرعي: “على اختلاف العصور كانت هناك ملامح للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وإن اختلفت في تفاصيلها لكنها تتفق في نفس الهدف وهو إحياء ذكرى أفضل يوم طلعت فيه الشمس”.
وذكر أن المسلمين يحرصون في شتى بقاع الأرض على إحياء الذكرى العطرة تبجيلا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وشكرا لله تعالى على إرساله للبشر هدى ورحمة ليبصرهم ويوجههم لعبادة الله وحده، وينشر في الأرض أسمى مكارم الأخلاق.
مؤكدا أنه مع اقتراب موعد المولد النبوي يقدم اليمنيون الذين يرتبطون بعلاقته وثيقة بالرسول الأعظم نموذجا فريدا ورائعا للاحتفال بمولده كما كان أسلافهم من أصحاب رسول الله “الأنصار” الأكثر نصرة واتباع للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
“الوهابية وخطرها على الأمة”
وأجمع عدد كبير من العلماء ممن أدلوا بحديثهم في الفعاليات ومن ضمنهم رئيس وحدة العلماء بالمحافظة الشيخ علي صومل الأهدل وأمين محلي الحالي الشيخ صالح الحرازي ونائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ علي عضابي، أن الدافع الوهابي هو السبب الأول في محاربة فعاليات المولد النبوي وغيرها من الطقوس وقد دخلت الوهابية في صراع مفتوح مع المذاهب اليمنية التي تعايشت على مدى قرون حيث كان للوهابية موقفا من المذاهب الأصيلة في اليمن وهي الزيدية والشافعية والإسماعيلية ومختلف الطرف الصوفية.
ولفتوا إلى انه رافق المد الوهابي في اليمن مع نشاط سياسي عسكري للمملكة العربية السعودية وللجبهة الإخوانية في مواجهة قوى اليسار والقوميين في شمال وجنوب الوطن فكان الهدف الثاني في فرض رؤاهم الثقافية قسرا على المجتمع اليمني والتغيير فيه، لهدف سياسي يتمثل في إخضاع المجتمع اليمني وإعادة صياغة موقفه الثقافي وولائه السياسي للمملكة السعودية وشيوخ الوهابية في نجد وبعد حرب 1994م التالية لقيام الوحدة اليمنية أصبح الوضع متماثلا في جنوب الوطن وشماله فقد تم دعم الحركة الوهابية في غزو جنوب البلاد ثقافيا وفي ملء الفراغ الديني الذي كان موجودا بشكل نسبي في زمن حكم الحزب الاشتراكي بتوجهه العلماني وإهماله للبعد الروحي الديني في حياة المجتمع.