ثورة 21 سبتمبر أعادت الاعتبار لليمن

علي محمد الأشموري

 

8 أعوام من ثورة التصحيح والحرية والكرامة والاستقلال والسيادة.
انتقل اليمن من موقع الدفاع الى موقع الهجوم.. وبالتصنيع العسكري والأمني فرضت ثورة 21 سبتمبر الأمن والاستقرار والأمان والابتعاد عن الوصاية الخارجية التي ظلت عقوداً من الزمن تنخر في الجسد اليمني.
لقد ابتلينا بجارة السوء السعودية، صنيعة بريطانيا، حيث ظلت تتدخل في اليمن بكل صغيرة وكبيرة …
فالسعودية منذ نشأتها لا تريد لليمن الاستقرار السياسي والاقتصادي، بل تسعى دوماً لجعل اليمن تابعاً حتى في الزراعة والاقتصاد وكل مناحي الحياة في الوطن اليمني وبشتى الوسائل والطرق، ظلت تفرض نفسها كوصي على اليمن واليمنيين بالترغيب والترهيب عبر أجندة مشاريع استعمارية.
جاءت ثورة الـ 11 من فبراير واختطف الإخوان وعملاء الخارج والنظام السعودي هذه الثورة وكان خروج ملايين اليمنيين الذين صودرت حرياتهم عبر التدخل الأمريكي البريطاني الإسرائيلي وهم مجموعة المحتلين السابقين (الجدد) من البوابة الثانية وعبر المرتزقة الجدد.
وفي الـ 21 من سبتمبر 2014 صدعت الثورة ومن اجل إحباطها قامت حرب كونية ضد اليمن.. ولكن المارد اليماني استطاع أن يحقق الغايات الشعبية بالوسائل المشروعة فأتت ثمارها في التصنيع العسكري وبناء جيش وطني لكل اليمن يحمي الأرض والعرض والإنسان والسيادة..
وتلاشت فوضى الاغتيالات وتساقط الطائرات الحربية التي كانت تسقط على السكان والمباني والأسواق والمدارس كالبط.
وما حدث في جريمة مستشفى 48 من قتل الأطباء والمرضى خير دليل على حقد البعير ودنبوعهم المتواجد حينها في نفس المكان والزمان، بالإضافة إلى الفوضى والتدمير التي كانت وراءها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية ودويلة الإمارات ومن سار في فلكهم من مرتزقة الداخل الذين ارتهنوا للسفارة الأمريكية التي أصبحت وقتها وكراً للتخريب والاغتيالات التي استهدفت عناصر القوات المسلحة والأمن والذي كان ورائها السفير الأمريكي الذي كان يلتف التفافاً واضحاً للسيطرة على البلد ومقدراته منتهكاً السيادة اليمنية، حيث كان يصول ويجول في المحافظات ويحكم كمندوب سام.. وكان الغرض من ذلك تفكيك اليمن مثلما تم تفكيك الجيش اليمني تحت يافطة (الهيكلة) بسياسة عدائية الغرض منها تدمير مؤسسات الدولة وتمزيق الوطن وتحويله إلى (كانتونات) صغيرة وضعيفة يسهل البسط عليها بالاحتلال المباشر وسرقة الثروات النفطية والغازية والقتل الممنهج لكل صوت حر، فارتُكبت المجازر للأطفال والنساء والشيوخ، واستُهدفت الأسواق والمساجد والمدارس وصالات الأفراح والأتراح والقتل بدم بارد، في حين ان من باعوا الأرض والعرض بثمن بخس كانوا ومازالوا (بيادق) بيد المحتل.. المعتدي ضد الوطن والمواطن اليمني.
فثورة الـ 21 من سبتمبر وبعد ثماني سنوات من الصمود الأسطوري المذهل كانت العروض التي أدهشت العالم بالجيش والأسلحة الرادعة براً وبحراً وجواً.. التي أصابت العدو الصهيو- أمريكي السعودي الإماراتي في مقتل وستفرض السلام العادل وتعيد لثورة 26 سبتمبر اعتبارها بعد معاناة جارة السوء السعودية.
ففي هذا السياق وفي وقت مبكر من القرن الماضي وأثناء اجتماعه بالقبائل والمشايخ والطامعين بالمال والسلطة قال لهم فيصل (خذوا ما شئتم من الذهب، المهم لا تنجح الثورة) وهو يسترجع وصية الهالك عبد العزيز وكان يدرك جيداً ماذا تعني جمهورية بجوار حكم رجعي ملكي متخلف، حتى انهُ قال (حتى لو وفيت بالعقال)!!
والتدخلات السعودية ليست وليدة الأمس فحسب بل منذ تأسيسها في ثلاثينات القرن الماضي.
ولا ننسى ان السعودية احتضنت الملكيين والمرتزقة وأمدتهم بالمال والسلاح والذهب وأصبحت الحرب مستعرة من سنة 62 حتى سنة 67 الوقت الذي تم فيه فك حصار صنعاء، وانتهى هذا الحصار والحرب بمصالحة وطنية بين الجمهوريين والملكيين، وهنا كانت الفرصة المواتية للتدخل السعودي في شؤون اليمن من جديد وسجنت حكومة العمري في مصر لأكثر من عام، وكانت رسالة النعمان للرئيس عبد الناصر (بالأمس كنا ننادي بحرية القول، واليوم ننادي بحرية البول).
وفوجئ الشعب بعرض فيلم عن الثورة اليمنية (إنتاج مصري) صور الأمام احمد بالطفل المعتوه وهو يلعب بقطار الأطفال فكان التذمر الشعبي في أوجه من الفيلم الذي صور بلد النصف مليون شهيد وصور الإمام الذي كانت تنطبق عليه معظم شروط الحكم وحسب احد الثوار (الا انهُ كان ظالماً)
هذا الفيلم المُسخ المزور للتاريخ أساء إلى الشهداء والى الشعب اليمني برمته، وكأنهم قطيع من الأغنام يحكمهم(معتوه)!!!
رغم انهم في المقابل يمجدون عهدهم الملكي السابق (الباشوات والباكوات) من باب (من لا ماض له لا حاضر له، ومن لا حاضر له لا مستقبل له).
وظل آل جابر الحاكم الفعلي لليمن في التعيينات والقرارات والمؤامرات والاغتيالات، وشل حركة جوهر النضال اليمني، وهذا يدل على ان الأخطاء ليست في الثورات بل في نفوس البشر ومن صنعهم.
ثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدة بدأت المسار التصحيحي للابتعاد عن الارتهان والوصاية الأمريكية السعودية الإماراتية البريطانية.
وبدأت الثورة تفكك الاختلالات الماضية ب (يد تحمي ويد تبني).
وفوجئ العالم بتعملق المارد اليماني الذي انتقل من الكلاشينكوف إلى الطيران الجوي والطيران المسير والصواريخ البعيدة المدى والزوارق البحرية الحربية ، والألغام البحرية التي تحمي شريطنا الساحلي الذي يبلغ 2500 كم، فهذه القفزة العملاقة لليمن الذي وقف بوجه 17 دولة تحت عدوان جوي وبري وبحري في محاولة يائسة لإجهاض ثورة الـ 21 من سبتمبر، لكن الفشل الذريع أمام العقل اليماني والجندي اليماني والجيش الوطني الممتد على اكثر من 40 جبهه قد فشل الأعداء في تحقيق أهدافهم، فشعر اليمنيون الأحرار انهم تنفسوا الصعداء، فها هي القيادة السياسية والعسكرية من موقع القوة تمد يد السلام المشرف.. السلام الندي وليس الاستسلام.
فالثورة هي ثورة شعبية عارمة حيث أحيت الروح للجمهورية اليمنية الفتية بعدتها وعتادها وامنها وأسلحتها المتنوعة وصواريخها التي صُنعت بأياد يمنية، وأن هذه الثورة الظافرة الصامدة لها أهدافها، ومبادئها عزة.. كرامة.. شموخ.. سيادة واستقلال، فلمَ يكابر من باعوا الأرض والعرض والثروات والتاريخ والكرامة ؟؟؟ وتركوا لشذاذ الآفاق الموانئ والثروات والتراث والنهب المنظم للحضارة اليمنية وما يحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة من فوضى أمنية واغتيالات وتحكم الأجنبي في مصيره ولقمة عيشه، والتحكم في المضايق والموانئ والبر والبحر والجو.
فماذا يحدث لجوهرة الشرق جزيرة سقطرى وجزيرة عبد الكوري وباب المندب وغيرها؟؟؟
فاليمن اليوم غيره بالأمس، ونصيحة مجانية: ارفعوا أيديكم وارحلوا عن اليمن وكفى مكابرة…
فالدنبوع لا يُعرف مصيره حتى اللحظة، والدنابيع الجدد في مزبلة التاريخ..
تحيا الجمهورية اليمنية العصية على كل غاز ورحم الله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وكل أحرار العالم، فالحرب العبثية أوشكت على النهاية سواء بالسلام المشرف أو الحرب.

قد يعجبك ايضا