افتتحه فخامة الرئيس مهدي المشاط بتكلفة تتجاوز 290 مليون ريال بتمويل محلي

مشروع مركز الشهيد صالح الصماد لجراحة الكلى والغسيل الكلوي في الحديدة محطة لإنقاذ حياة المرضى

يستوعب المركز نحو 62 ﺳﺮﻳﺮﺍً وجهازًا مخصصًا لغسيل الكلى بأحدث المواصفات ومختبراً متكاملاً يخدم أكثر من 400 مريض ومريضة

صعوبة التنقل والحركة تشكّل خطورة على حياة المرضى الذين كانوا يتكبدون مشقّة السفر والمصاريف المادية

الثورة / أحمد كنفاني

افتتح فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال زيارته لمحافظة الحديدة في الأيام الماضية مركز الشهيد الصماد لجراحة الكلى و الغسيل الكلوي بتكلفة تتجاوز 290 مليون ريال بتمويل محلي.
وسيقدم المركز الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المحافظة وشيّد بجوار المعهد العالي للمعلمين خدمة غسيل الكلى لأكثر من 400 مريضًا، حيث يستوعب 62 ﺳﺮﻳﺮﺍ وجهازًا مخصصًا لغسيل الكلى بأحدث المواصفات.
وقال الرئيس المشاط : “إننا نزف لأهلنا في الحديدة هذا الإنجاز النوعي والكبير بتقديم خدمات غسيل الكلى عبر هذا المبنى المميز بخدماته المتكامل بتجهيزاته”.
واعتبر افتتاح هذه المشاريع إنجازاً نوعياً في ظل استمرار العدوان والحصار .. لافتا إلى أن تحدي القطاع الصحي قائم أمام الحصار المفروض على اليمن.
ومع افتتاح المبنى وما سيشكله من إضافة نوعية- ليس فقط لمرضى المحافظة والمحافظات المجاورة- بل للمنظومة الصحية ككل زارت “الثورة” المركز للتعرف أكثر عن أهميته ومكوناته وطاقته الاستيعابية وتجهيزاته المتطورة وانطباعات قيادة المحافظة والقائمين على المركز والمرضى والمواطنين مع تدشين العمل فيه وتقديمه الخدمات.. وإليكم حصيلة ما خرجت به الزيارة وما تم رصده من انطباعات :
بداية.. أكد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، أن المركز جاء تشييده في توقيت مهم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن جراء العدوان والحصار، وزيادة أعداد المصابين بالفشل الكلوي، ما حتم على قيادة المحافظة التوجه نحو إنشائه والذي استمر قرابة ثلاثة سنوات.
وأشار إلى أن الحديدة لم تشهد مثل هذه المشاريع الاستراتيجية في ظل الظروف الطبيعية في حقب النظام البائد، إلا أنه وبفضل من الله وتعاون ودعم القيادة السياسية والثورية وكل الخيرين من أبناء المحافظة تم تشييده، ومع افتتاحه سيخفف العبء عن مركز الغسيل الكلوي في مدينة العمال بشكل كبير، وسيعطي الأريحية اللازمة لمرضى الفشل الكلوي، وسيقدم لهم الخدمات بجودة عالية من جهة أخرى.
وقدّم المحافظ قحيم جزيل الشكر لكل من تعاون وأسهم في تشييده بالشكل الذي تشاهدونه اليوم.

بارقة أمل لمزيد من المشاريع
فيما قال مستشار المحافظة لشؤون التنمية الشيخ ثابت إبراهيم المعمري : أن افتتاح مركز الشهيد الصماد للغسيل الكلوي في مدينة الحديدة يدل على مدى وفاء وحب القيادة الثورية والسياسية لأبناء الحديدة وهم في طبيعتهم المستضعفين ويمكن القول أن افتتاح المركز بارقة خير وأمل لأن تشهد الحديدة المزيد من المشاريع الخدمية والتنموية.
وتابع بالقول : إن المركز أصبح يعمل وكأنه خلية نحل بحيث تم تقسيم العمل على الجميع، الجميع يعملون بروح المسؤولية وبروح الفريق الواحد وقد أثبت كادرنا أنه محل افتخار واعتزاز وأنا أقولها شهادة حق أن معظم الكادر الطبي والإداري بالمستشفىيات الحكومية أثبتوا أنهم رجال موقف.
فكلمة شكر أوجهها لجميع إخواني وأخواتي العاملين في هذا الصرح الطبي الشامخ، كما لا يفوتني أن أنوه إلى أن مركز الشهيد الصماد الغسيل الكلوي قد رفد بمختلف الأجهزة المتطورة في مجال الإستصفاء الكلوي.

“المركز .. محطة إنقاذ لحياة المرضى”
من جانبه أوضح مدير مراكز الغسيل الكلوي بالمحافظة الدكتور أيمن عبدالقادر كمال أنّ مركز الشهيد الصماد للغسيل الكلوي مركز صحي متطوّر لخدمة مرضى الكلى، يحتوي على طابق واحد قابل للتوسع، ويستوعب نحو 62 ﺳﺮﻳﺮﺍ وجهازًا مخصصًا لغسيل الكلى بأحدث المواصفات، سيُسهم بتخفيف معاناة 400 مريضاً ومريضة.
وأشار إلى افتتاح المركز سيعفي المرضى من عناء التنقّل والأعباء المادية، وسيكونون بأمان في هذا المركز المتخصّص.
مؤكدا أنه إنجاز نوعي وكبير في تقديم خدمات غسل الكلى للمرضى، عبر هذا المبنى المميز بخدماته والمتكامل بتجهيزاته.
وأفاد أن المركز يضم في جنباته صالتي استصفاء “A” و”B” حيث صالة B مخصصة للمرضى المصابين بفيروس الكبد ومحطة المعالجة الإنتاجية الأولية تنتج نحو 10 آلاف لتر في الساعة وكذا محطة غسيل تضخ لأجهزة الاستثناء في الصالة وغرفة تحكم بالكهرباء مع القواطع مع لوحة إنذار بنقص الأكسجين في صالة الغسيل وثلاثة أجهزة تنفس صناعي إضافة إلى مختبر متكامل بدءاً من بنك الدم الذي تتوفر لديه أجهزة اليزا للفيروسات، وكيمياء اتوماتيك، وCBC وفصل البلازما وكريات الدم، وحاضنة صفائح دموية وثلاجات بنك الدم، وغرفة لنقل الدم وغسالة ملايات و2 مبردات مياه “شلارات” بسعة 10 أطنان ومولد كهربائي بقدرة 250 كيلوفولت.
كما أشار إلى أنّ المركز يشكّل محطة إنقاذ لحياة هؤلاء المرضى، حيث جُهِّز بأحدث الأجهزة الحديثة والمتطورة ويجري غسل الكلى فيه على فترتين صباحا ومساءا.. موضحاً أنّ وجود المركز في وسط مدينة الحديدة يشكّل عنصر أمان أكثر لمرضى غسل الكلى حيث أنّ صعوبة التنقل والحركة تشكّل خطورة على حياة المرضى الذين كانوا يتكبدون مشقّة الرحلة، كما مشقّة المصاريف المادية.

إنجاز نوعي في ظل العدوان والحصار”
من جانبهم ثمن العديد من المواطنين الذين التقينا بهم خارج المركز بدعم واهتمام القيادة الثورية والسياسية ومحافظ الحديدة والسلطة المحلية بالمحافظة والخيرين بالقطاع الصحي في ظل الظروف الراهنة.
مشيدين بالجهود التي بذلت في تشييد هذا المبنى التي كانت الحديدة تفتقر إليه.

“ ارتياح كبير بين أوساط المرضى “
وخلال تجولنا بالمركز أبدى العديد من المرضى ارتياحهم ورضاهم ومنهم المريضة مريم محمد فؤاد “47 عاماً”، وهي على كرسي العلاج من أجل غسل الكلى بعد أنّ استطاعت أن تحصل على فرصة الغسل باكراً في المركز القريب من سكنها.
وكانت مريم قبل ذلك تتكبّد- كما أسلفت- عناء الانتظار والمواصلات إلى مركز العمال للحصول على الخدمة الطبية.
وأكدت إنّها تشعر لأول مرة بالراحة عند إتمام عملية غسل الكلى وذلك بسبب قرب المركز من بيتها أولاً، ومن ثم بسبب وصولها باكراً إلى المركز والحصول على موعد قريب، بعد أن كانت تعاني من المواصلات والانتظار.
وأشارت إلى أنّ قرب المركز من مكان سكنها، وتوافر الإمكانات المتاحة لمرضى الكلى والأجهزة الحديثة، وتخصّص المركز في مجال معالجة المرضى، كانت عوامل مهمة جعلتها بالراحة والسعادة في عملية الغسل الأولى في هذا المكان بعد معاناة استمرّت لأكثر من سبع سنوات بسبب الفشل الكلوي.
أمّا المريض فوزي محمد “58 عاماً”، فكان لسانه يلهج بالدعاء للمتبرّعين بالمركز والأجهزة الطبية المتطوّرة .. وقال “ إنّها المرة الأولى التي يشعر فيها بالراحة حين يقوم بغسل الكلى، بسبب الجهاز الحديث والجديد كما المكان الواسع والنظافة.
وأشار إلى أنّه كان يشعر بالهمّ والكآبة عندما يحين موعد غسل الكلى، ولكنه اليوم بات يشعر بالراحة بسبب الاهتمام الذي لاقاه في المركز المتخصّص.

“من المحرر”
مأساة حقيقية يعيشها مرضى الفشل الكلوي في محافظة الحديدة والذين يتدافعون على مركز الغسيل الكلوي من مختلف المحافظات والمديريات المجاورة للمحافظة بحثاً عن جلسات غسيل كلوي لعلها تعطيهم أملاً في الحياة بعد أن تفاقمت معاناتهم وزادت أوجاعهم جراء العدوان والحصار .. حيث يعاني نحو 887 مريضاً ومريض في الحديدة من الفشل الكلوي، وكانت تُجرى لمعظمهم عمليات غسل الكلى في مركز مدينة الحديدة كذلك كان غالبية المرضى يمكثون حتى ساعات الفجر الأولى في انتظار عملية الغسل، بسبب تزايد عددهم وعدم توافر محاليل الاستصفاء وأجهزة غسل الكلى بشكلٍ دائم بسبب العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم.
وفي معظم الحالات، يحتاج المريض الواحد إلى غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، وتمتد الجلسة لأربع ساعات متواصلة، في معاناة تستمر لسنوات طويلة، الأمر الذي يزيد من العبء على المركز الوحيد في الحديدة إضافة إلى مركزي زبيد وبيت الفقيه.
تصوير / أحمد الشرفي

قد يعجبك ايضا