ما تزال أصداء العرض العسكري “وعد الآخرة” تملأ الآفاق.. شكلاً ومضموناً .. زماناً ومكاناً..
فـ”وعد الآخرة” شعار العرض العسكري الضخم والمهيب الذي احتضنته الحديدة نهاية الأسبوع الفائت بحد ذاته يبدو شعاراً ذا دلالات وإيحاءات قوية ومرعبة لمن يهمهم الأمر.
فما هي أهم رسائل صنعاء القوية في عرض الحديدة خاصة في مثل هذا التوقيت المحفوف بالمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وفي ظل هدنة متأرجحة ومرتبكة مغضوب عليها رسميا وشعبيا؟!
بدت صنعاء واثقة بما فيه الكفاية من قدراتها العسكرية القتالية والمقدرة المستمرة على تطوير وتحديث ترسانتها الصاروخية براً وبحراً وجواً.
كما بدت صنعاء مستيقظة جيداً وفي أتم الجاهزية والاستعداد القتالي لمواجهة أية تطورات على الأرض بالتوازي مع تعثر مفاوضات عمان واشتداد خلافات الطرف الآخر.
كما أظهرت قدرتها الفائقة على فرض خياراتها والمضي في تحقيق أهدافها المشروعة في التصدي لقوى العدوان والاحتلال.
ولعل أهم رسائل “وعد الآخرة” يكمن في الاستعراضات اللافتة لأسلحة بحرية جديدة تدخل الخدمة وصواريخ نوعية قادرة على ضرب أية نقطة في البحر الأحمر من أي مكان في اليمن.
وفي عَرْض “وعد الآخرة” أكدت صنعاء للعالم ولكل من يسمعها أن المياه الإقليمية لن تكون فُسحة لاستعراض الأساطيل الاستعمارية كما أن الحديدة لن تكون مزاراً آمناً لكل من تسول له نفسه الاقتراب منها بل أصبحت حارسة أمينة للبحر الأحمر وباب المندب.
وبعثت صنعاء الواثقة من خلال العرض العسكري “وعد الآخرة” رسالة طمأنينة للعالم بأنها لا تشكل خطراً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لكنها استثنت الدول المتآمرة على اليمن دون ذكرها بالاسم فهي تعرف نفسها جيداً .
ربما تكون أشبه بالمعجزات عملية بناء جيش من بين ركام الحرب وتحت العدوان والحصار المزمن.