ظهر منتخب الشباب في مباراته الافتتاحية أمام المنتخب الأردني بمستوى رفيع الأداء مبشرا بمنتخب وطني قادم، قد يصنع المستحيل ويلحق اليمن بقطار المنتخبات ذات الإنجازات الكبيرة والمشاركات التنافسية، لو استفاق اتحاد كرة القدم وخصوصا اللجنة المسماة بلجنة الطوارئ التي نأمل أن تولي أهمية لإعادة هيكلة الجهاز الفني للمنتخبات بحيث يتضمن وحدة «مساعدين للمدرب» فنية رياضية هامة ومهمة لمساعدة المدرب على تقديم أداء افضل ومستوى رياضي كروي رفيع، من هذه الوحدات المساعدة للمدرب مدرب اللياقة البدنية، والأخصائي النفسي الرياضي أو المعد النفسي «لنتجنب الأخطاء التي يرتكبها الإعلام المرافق والذي يقوم ببث مباشر للحظات الاستعداد للمباراة من داخل غرفة ملابس المنتخب»، ومدرب الحراس، وفني تقييم الأداء الرياضي للمنتخب، ومختص متابعة ومراقبة أداء المنتخبات المنافسة، ومعد الخطط والبرامج التحضيرية للمنتخب.
تهتم الكثير من المنتخبات الغربية ومؤخرا العربية، بأهمية قراءة وتحليل أداء المنتخبات أو الفرق التي تشارك منتخباتها أو فرقها الرياضية في مجموعات أو بطولات تنافسية وحتى ودية، وذلك لمعرفة أدائها وتقييم مستوى لاعبيها الفني والنفسي، والتعرف على أنواع الخطط وأساليب اللعب التي يضعها المدرب ومساعدوه، وكيفية بناء الهجمات ووضع نظام الدفاع والتعامل مع حالات التسلل، وبناء الهجمات المرتدة، والكثير من الجوانب الرياضية الفنية، التي يجب الاهتمام بها ومعرفتها وتنظيمها بأسلوب علمي يسمح بنقلها من قبل مساعدي المدرب إلى المدرب ومن ثم إلى لاعبي المنتخب لتزويدهم بمعلومات فنية عن الخصم وكيفية تعامله مع المباريات وفهم الأسلوب الذي يلجأ إليه لتحقيق أهدافه والوصول إلى منصة التتويج، وبذلك يكون أمام المنتخب فرصة كبيرة لتحقيق الإنجاز والفوز بالمباراة، بعد وضع الخطط التكتيكية البديلة التي يستعين بها المدرب أثناء المنافسة، والتي يبنيها بناء على المعلومات الفنية التي زوده بها فريق العمل الرياضي بالجهاز الفني.
لقد ظهر منتخبنا الوطني للشباب أمام منتخب الأردن بمستوى ممتاز ومشرف، رغم الخسارة وهزيمة المنتخب بنتيجة صفر لواحد، لكن مستوى الأداء وإصرار اللاعبين على تقديم جهد رياضي فني متكامل وإيجابي يبعث الأمل ويبشر بخير بعد الخيبة والخسارة التي تسبب فيها سوء الاهتمام وتقصير الاتحاد مع منتخب الناشئين «منتخب السعادة» الذي كان يعول عليه الشارع الرياضي الكثير وينتظر منه الكثير.
فشل منتخب الناشئين جاء نتيجة لاستمرار الاتحاد في التعامل مع المنتخبات ومع الكرة اليمنية بأسلوب الإدارة البدائية العشوائية المستندة على جدار المصالح الذاتية، البعيدة كل البعد عن علم الرياضة الحديث وعلم الإدارة الحديثة التي أوصلت الكثير من المنتخبات العربية إلى مقدمة المنافسة والوصول إلى نهائيات كأس العالم في السنوات الأخيرة.
حتى في المقابلات الإعلامية مع من يتولى كرة القدم لم نجد أي نقطة ضوء أو بصيص أمل مبشر بمستقبل أفضل للكرة اليمنية، فكان جل الحديث يدور حول خلق مبررات وأعذار واهية ووهمية لتبرير الخسائر والإخفاقات والفشل الذي لحق بالمنتخبات اليمنية، لقد بًذل جهد كبير للدفاع عن اتحاد الكرة وأعضائه الفاشلين وتشريد انتباه الجماهير والمهتمين بحال الكرة اليمنية إلى زاوية بعيدة عن الحقيقة المتمثل في فشل مجلس إدارة الاتحاد في إدارة الكرة اليمنية بأسلوب فني رياضي يحقق الإنجازات ويلحقنا بقطار المنافسة لا المشاركة.
لم يتم الحديث عن قادم الأيام وما ينتظر منتخب اليمن الأول من منافسات واستحقاقات وكيفية التحضير والإعداد لها، ولم يتم الحديث عن أي تغيير يصب في صالح بناء الجهاز الفني وتدعيمه بمساعدين فنيين متخصصين في مجال علم الرياضة، كل ما تم هو تدوير عكسي لطاحون المصالح، فبدل من ألف باتجاه اليمين غير ألف باتجاه الشمال.
لا أدري هل يعلم اتحاد كرة القدم بأن كأس الخليج الخامس والعشرين على الأبواب وأن موعده في يناير 2023؟ وهل وضع الاتحاد خطة إعداد وتحضير مزمنة للمنتخب الوطني الأول تسمح له بالمشاركة التنافسية؟ وهل لديهم برنامج معد مسبقا للمعسكرات والمباريات الودية؟.. أم أنهم ينتظرون الحدث ليقترب حدوثه ثم يتحدثون عن ما يرغبون في حدوثه بأسلوب تقليدي عشوائي انتهازي يراعي المصالح ولا يهتم بالصالح العام.. في قادم الأيام لنا حديث عن بعثة رياضية غادرت الوطن تضم عدة ألعاب فردية وجماعية خرجت من ركام الحصار والعدوان ووصلت إلى تركيا للمشاركة في العاب التضامن الإسلامي.