يحسب للدبلوماسية التركية نجاحها اللافت في إبرام اتفاق بين روسيا وأوكرانيا (المتحاربتان ) يمهد الطريق لحل أزمة تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى مختلف أنحاء العالم وهو ما قد يؤدي إلى تفادي شبح المجاعة التي كانت ستؤدي إلى موت الملايين من البشر من كافة أصقاع الكرة الأرضية.
ولكن ألم يكن من الأجدى أن تسعى الدبلوماسية التركية قبل ذلك إلى إقناع الجانبين الروسي والأوكراني بضرورة إيقاف الحرب الجارية حاليا؟!
من المؤكد أن الوصول إلى اتفاق لحل أزمة الحبوب بين روسيا وأوكرانيا بواساطة تركيه تحت إشراف الأمم المتحدة لم يكن ليتم لو لم يكن هناك ضوء أخضر أمريكي وأوروبي جعل الدبلوماسية التركية تعمل على إيجاد مقاربة بين موسكو وكييف أودت إلى التوصيل إلى ذلك الاتفاق الذي وصف بالتاريخي.
يترقبه العالم من أجل تجنب شبح المجاعة الذي مازال يؤرق مضاجع الكثير من الشعوب والأنظمة في شتى بقاع المعمورة
وفي انتظار إنجاز أولى بنود الاتفاق المذكور(على أرض الواقع ) فإن ما هو مأمول في قادم الأيام يتمثل في إيقاف الحرب الطاحنة التي تشير العديد من المعطيات الراهنة إلى أنها قد تمتد إلى مدى أبعد بالنظر إلى وجود أطراف تعمل على تأجيج تلك الحرب من خلال ما تقوم به من تصرفات سلبيه جدا كإمداد أحد طرفيها بمختلف الأسلحة الفتاكة قصيرة وبعيدة المدى!!
وهو ما قد يؤدي إلى امتداد رقعة هذه الحرب إلى مدى أبعد بكثير من مقاطعة دونباس المتنازع عليها بين أوكرانيا وروسيا منذ 2014م
ذلك أن استمرار تدفق مختلف أنواع الأسلحة القادمة من الغرب كفيل بتوسع وتوسيع نطاق المعارك الدائرة حاليا إلى مناطق وربما دول أخرى في القارة العجوز(أوروبا)التي تواجه معظمها أزمات خانقة في الوقت الراهن في مقدمتها معضلة الغاز القادم من روسيا !!
ومن تلك الأزمات سقوط عدة حكومات في بعض تلك البلدان نتيجة للكثير من السياسات الخاطئة التي سلكتها تلك الدول ومنها التماهي أو السير في دهاليز السياسة الأمريكية التي من خصائصها أنها تؤدي إلى إشعال العديد من بؤر الصراع في مختلف بقاع العالم وإشعال المزيد من الحرائق فيه!