كلما أقرأ عن اسبانيا في الشعر والأدب سواء لشعراء عرب او اسبان أتذكر الشاعر العراقي الراحل عبدالوهاب البياتي وأتذكر رحلته الشعرية التي ابتدأت في العراق .. حتى نفيه الاختياري .. في اسبانيا .. أتذكره .. كلما قرأت بيت الشعر .. “لا غالب إلا الله فلماذا يبكي عبدالله” .. وقد أخذها من كلمات .. كتبت فوق قصور بني الأحمر .. لا غالب إلا الله .. لا غالب إلا الله.
للبياتي برحلته الشعرية من خلال تجواله في المنافي وعدد الدواوين التي أصدرها .. وهي كثيرة .. نتذكر منها على سبيل المثال ديوان قمر شيراز .. بستان عائشة .. المجد للأطفال والزيتون .. النار والكلمات كتاب البحر .. مملكة السنبلة.
البياتي .. شاعر ظل يحلم .. حتى إلى ما قبل وفاته بوطن جميل ومجتمع متميز .. رافضا للابتذال مقاوما ورافضا للظلم والاستلاب.
لون عينيك ووميض البرق في اسرار بابل
ومرايا ومشاعل
وشعوب وقبائل
غزت العالم لما كشفت أسرار النجوم
لون عينيك سهوب .. حطمت فيها جيوش الفقراء
عالم السطوة .. والإرهاب باسم الكلمة
وغزت أرض الأساطير وشطآن العصور المظلمة
في قصيدة امرأة يقول..
تعود كل ليلة من قبرها النائي
إلى مدائن الصفيح..
تمارس الحب مع الشيطان في بيوتها
تصهل مثل فرس في الريح
وكلما أدركها النعاس في تجوالها
عادت إلى الضريح..
من ديوان بستان عائشة .. نقطف من الديوان .. هذه القصيدة .. بيكاسو في المنفى
بيكاسو في المنفى
يشعل باللون البحر وقصر الكاهنة العذراء
يتسول فوق القمة ضوء الشمس الزرقاء
يجلد ظهر المتسول يبكي في نهر الغربة
أزمان الغربة
ها هو القائد يتحدى في ثورته الموت .. فيقول في قصيدة الشهيد .. يتوهج في نور المشكاة
متحدا في ذات الله
لا يفنى مثل شعوب الأرض
يتحدى في ثورته الموت.
Prev Post