الصرخة ضرورة لا ترف

عبدالغني العزي

 

 

لم يطلق الشهيد القائد -رضوان الله تعالى عليه- الصرخة كترف يمكن لأي شخص ترديدها ككلمات عابرة، بل جاء كضرورة ملحة أوجبتها الأحداث الدائرة والمواقف المتخاذلة الذليلة وواقع الأمة المستهدف من قوى الشر والعدوان وفي مقدمتها الصهيونية العالمية..
لقد عاشت الأمة ولازالت تعيش واقعا ملغوما بالانحرافات الثقافية والسياسات التسلطية والمؤامرات الداخلية والخارجية العابثة والمنحرفة التي سعت بكل قوة إلى تسخير دين الأمة وقيمها وأصالتها لصالح أعدائها من قوى الاستكبار العالمي عبر الثقافات الدخيلة والمفاهيم المغلوطة وسلاطين الجور المتحكمين في مصير الشعوب وثروات البلاد وعمدت إلى صناعة أعداء للأمة وهميين وإتاحة الفرصة أمام العدو الحقيقي المتربص والمتوغل في أراضي الأمة وكياناتها السياسية..
وبحكمة القائد الرباني الملهم وعزيمة المؤمن الشجاع وبصيرة المتأمل المخلص أطلق الشهيد القائد عبارات الصرخة مدوية من قمم جبال مران الأبية التي علت منها أصوات المؤمنين المستضعفين مجلجلة في الأرجاء محدثة صدى كبيرا كان له وقع السهام في نحور الأعداء..
وبانطلاق الصرخة في أجواء الأمة الملبد بالهوان والذل والانكسار والهزائم النفسية والمرصع بعناوين العمالة والخيانة وبيع الأوطان بدأ المشروع القرآني يتجلى أمام الجميع بصورته الناصعة وقيمه الإيمانية وأساسه القرآني في المحاضرات اليومية التي استطاع الشهيد القائد من خلالها تشخيص واقع الأمة وحدد من خلالها العلل التي أعاقت نهضتها وعلو شأنها بين الأمم حيث حدد في تلك المحاضرات العلاج الناجع والدواء النافع الكفيل بإزالة ما علق بالأمة وبفكرها ومسارها من أمراض الذل والهوان وثقافات الخنوع والاستسلام ودعا إلى ضرورة العودة الصادقة والجادة للقرآن الكريم باعتباره الهدي الذي ارتضاه الله للأمة واختاره لها وأكد أنه المخرج الحقيقي لمعاناتها والعلاج الشافي لعللها ..
وببروز وظهور معالم ذلكم المشروع القرآني العظيم تكالبت قوى الشر المحلية والدولية ومن خلفها أيادي الصهيونية العالمية محاولة وأد المشروع والقضاء عليه في مهده إلا أن الله سبحانه وتعالى خيب ظنهم وكسر شوكتهم وتكفل برعاية المشروع حتى ازداد انتشارا وتوسعا شمل جنوب شبه الجزيرة العربية وسيتعداها إلى بلدان عربية وإسلامية بحول الله وقوته ورعايته وبحكمة القيادة ووعي المؤمنين وصدق الله القائل: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)..
والعاقبة للمتقين..

قد يعجبك ايضا