إن الإساءات المتكرّرة للنبي الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والتي كان آخرها إساءة المتحدِّث باسم الحاكم الهندي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولأزواجه أمهات المؤمنين، لم تأت بمحض الصدفة، حتى وإن حاول المخططون الخفيون الداعمون لها والواقفون خلفها من اللوبيات اليهودية تصوير ذلك أمام العالم من خلال عملية تبادل أدوار يتبنونها من خلف الستار ويوزِّعونها لأدواتهم وأذيالهم المنتشرين في العالم الذين يقومون بتأدية هذا الدور والمهمة القذرة المتمثلة في القيام بإطلاق الإساءات المتكررة للرسول الأعظم من مختلف عواصم العالم الغربي والشرقي، كما أنها -أي الإساءات – لم تكن لتأتي بدافع شخصي فردي من قبل مطلقيها لجهلهم مثلاً حقيقة من هو النبي محمد وأخلاقه وصفاته ودوره في إخراج الناس من الظلمات إلى النور وإقامة العدل و… إلخ .. وإنما أتت وتأتي هذه الإساءات المستمرة لأعظم رجل عرفته البشرية ألا وهو رسول الإنسانية وخاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في إطار حملات إساءة ممنهجة ومدروسة بعناية فائقة وتنفيذاً لمخطط صهيوماسوني يهدف إلى التشويه والإساءة إلى الإسلام وتطويع المسلمين شيئاً فشيئاً حتى يصلوا إلى مرحلة عدم الاكتراث لمثل هكذا إساءات بحق نبيهم ودينهم، ليتم -بعد ذلك- الانتقال إلى تنفيذ مرحلة أشد ضرراً وأكثر خطورة على الإسلام والمسلمين.
والغريب في أمر هذه الإساءات المتكررة، أن من يطلقونها عادةً ما تجدهم إما وزراء أو قادة ومسؤولين كباراً في بعض الأنظمة والحكومات الغربية الخاضعة والمسيطر عليها من قبل اللوبيات الصهيونية وغيرها من الحكومات والأنظمة الموالية لليهود والنصارى على مستوى العالم، وذلك بهدف الترويج لها من خلالهم باعتبارهم شخصيات مشهورة وذات سلطة ونفوذ في بلدانهم لتحظى مثل هكذا إساءات مسيئة للإسلام والمسلمين بالنشر على نطاق واسع، وأحياناً يتم إيكال المهمة والدور لبعض الصحف والمجلات العالمية، التي لا تتوانى بين الفينة والأخرى عن إطلاق الإساءات المتكررة لديننا الإسلامي ولنبينا محمَّد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والتي يتبنى القائمون عليها عملية نشرها، سواءً على هيئة مقالات ينسبونها لأصحابها، متضمِّنةً معلومات مزوَّرة عن تاريخ نشر الدعوة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية، لا تخلو في مضمونها عن كيل الاتهامات الباطلة والادعاءات الزائفة الهادفة إلى تشويه الدين الإسلامي والإساءة إلى الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله، متضمِّنةً ألفاظاً قبيحة تستهدف النيل من شخصيته ومكانته كأعظم رجل عرفته البشرية، أو على شكل رسوم كاريكاتورية مسيئة أو ما شابه ذلك، الأمر الذي يدل على أن هذه الإساءات تندرج في إطار حملات صهيوماسونية منظمة وممنهجة .
وبالرغم من أن أي إساءة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو إلى أيٍ من أزواجه أمهات المؤمنين، تمثل إساءةً واستهتاراً وجريمةً بحق حوالي مليار ونصف المليار مسلم من سكان الكرة الأرضية المنتشرين في مختلف بلدان العالم، كون النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله يمثل بالنسبة للمسلمين عموماً قدوةً ومربِّياً وهادياً إلى الصراط المستقيم، بل ومعلِّم البشرية الأول وقائداً ورمزاً للإسلام ومخرج الناس من الظلمات إلى النور، إلَّا أنَّ ردود الفعل العربية والإسلامية -الرسميّة والشعبية- الغاضبة والرافضة لأيٍ من هذه الاساءات والمطالبة بمعاقبة ومحاسبة من يطلقونها ويروِّجون لها، لم يعد لها أي حضور أو وجود يذكر هذه الأيام، نظراً لما تمر به وتشهده بلدان وشعوب أمتنا العربية والإسلامية من حروب وصراعات وانقسامات داخلية نتيجة المؤامرات الخبيثة التي حاكها ويحيكها ضدّها على الدوام أعداؤها اليهود والصهاينة بقيادة أمريكا..
لبيك يا سيدي يا رسول الله