قبل أيام تم الاتفاق على تمديد الهدنة في اليمن لمدة شهرين إضافيين، تمديد كان متوقعا م قبل كثير من المحللين ومتابعي الشأن اليمني..
لكن مع هذا التمديد بقيت الأسئلة معلقة، وبقيت المخاوف على حالها، لجهة عدم اكثراث فريق مرتزقة العدوان، وأطراف العدوان أيضا بالمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني في تفاصيل حياته اليومية وتنقله بين المدن والمناطق.
ليس سرا، أو اكتشافا القول إن هذا الأمر كان واضحا للفريق الوطني، بدا واضحا من قبل الاتفاق على الهدنة أساسا، وهو يتجدد اليوم، ولسان حال الطرف الوطني يقول: إن ما عجز عنه العدوان ومرتزقته طيلة سنوات، لا يمكن ان يحصلوا عليه بالهدنة ، طالت أم قصرت .
وهذا ما أكد عليه رئيس المجلس السياسي الأعلى، الرئيس مهدي المشاط، لجهة الحرص على فتح الطرق لتخفيف معاناة اليمنيين في تعز وبقية المحافظات، والتي تسبب فيها العدوان ومرتزقته من خلال تعنتهم ورفضهم أي الحلول المطروحة والتي تنطلق من واقع معاش يفرض نفسه.
لا بل أكثر من ذلك حين ذهب الرئيس المشاط للقول “نؤكد أننا سنكون مع كل ما يخفف المعاناة عن إخواننا من أبناء محافظة تعز، وبقية المحافظات “.
وفي السياق استنكر اللواء الركن يحيى عبدالله الرزامي رئيس اللجنة العسكرية الخاصة بنقاشات الأردن تصريحات وفد الطرف الآخر حول مزاعم عرقلة المفاوضات في الأردن، وقد جاء الموقف ردا على ما نشرته وسائل إعلام تابعة لأطراف العدوان في هذا السياق رمت فيها الطرف الآخر في صنعاء باتهاماتها جزافا، فقال الرزامي “نستهجن التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام العدو على لسان المشاركين في المفاوضات من الطرف الآخر بادعائهم عرقلة الجانب الوطني للمفاوضات الجارية في الأردن”. وأضاف “قدمنا مبادرة جدية بفتح 3 طرق في تعز بهدف إنهاء معاناة المواطنين وتسهيل حركة المواطنين والمركبات بكل سلاسة”، مستدركا “لا يوجد تجاوب صريح من الطرف الآخر مع هذه المبادرة الأمر الذي يضع الكثير من التساؤلات حول نية وأهداف الطرف الآخر من المفاوضات الجارية”.
وأكد الرزامي استعداد الجانب الوطني لتنفيذ المبادرة التي تقدم بها من جانب واحد بهدف التقدم في المفاوضات، داعيا ممثلي الأمم المتحدة للنزول مع اللجنة إلى محافظة تعز ومعاينة الواقع لإثبات جدية الجانب الوطني ، ومعرفة من الطرف المعرقل لفتح المنافذ الإنسانية”.
الكرة الآن من جديد في ملعب الأمم المتحدة، فهي أمام امتحان واختبار آخر بعد أن فشلت طيلة شهرين، ومضت تنظر إلى الأمور بمنظار لا يريها إلا ما تريد، في حين ان الواقع يختلف كثيراً عما يصور لها، وهي إن أرادت تغيير الرؤية والتعاطي بإيجابية لا تنقصه الخبرة أو الإمكانية فهي تستطيع ذلك إذا كانت حريصة على وصول الهدنة إلى نهايات سليمة تنعكس على الشعب اليمني وتشكل مدخلا للخروج من النفق .
يشار إلى أن الأمم المتحدة كانت أعلنت أن الأطراف اليمنية استأنفت مفاوضات إعادة فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى بعد الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار على مستوى اليمن. وقالت: “الجولة الثانية من المناقشات المباشرة في العاصمة الأردنية عمَّان بدأت، وإعادة فتح الطرق حول تعز وأماكن أخرى، هو جزء من هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في أوائل نيسان الماضي، وكان أول وقف لإطلاق النار على مستوى اليمن بعد ست سنوات من العدوان الوحشي على اليمن الذي دخل عامه الثامن.
فشل العدوان هو ما دفع أطرافه إلى الدخول في الهدنة وتمديدها، وقد يطلب تمديدها مرات أخرى لحاجته للمّ شتات مرتزقته، أي عملية إعادة إنتاج وترتيب الأوراق والأدوات المتناقضة والمختلفة، وربما يحتاجون ويطالبون بهدن إلى 6 أشهر، حسب مصادر يمنية.
وتتوقع تلك المصادر أنه عندما يتوقف العدوان شكلياً عن العمل في الجبهات سينتقل إلى خلخلة الداخل، ولا سبيل إلّا الاستمرار في الصمود وتعزيز الجبهات والإعداد لكل عوامل القوة الاقتصادية والعسكرية وترتيب الأوضاع الداخلية والاستعداد للمواجهة.
الجانب الوطني يُصّر على تخفيف المعاناة عن أبناء تعز وكل أبناء الوطن، وقد وضع الكرة في ملعب الطرف الآخر، وعلى الأخير إدراك المسؤولية الإنسانية تجاه الشعب اليمني الذي يعاني وما زال من حصار وعدوان ظالم وغاشم، بمعنى ما عجز العدوان عن تحقيقه خلال أكثر من 7 سنوات من العدوان والحصار لن يحصل عليه بالمفاوضات أو بأي وسيلة أخرى، ونقطة من أول السطر .
كاتب سوري