الناشئون وحَّدوا اليمنيين بنصرهم في غرب آسيا رغم حالات التشظي
“الثورة” تقدم استعراضاً تاريخياً للحركة الشبابية والرياضية والمشاركات الموحدة للشطرين قبل الوحدة
الرياضيون سباقون في الوحدة اليمنية
جيل الوحدة ركلوا براميل التشطير وانطلقوا نحو فضاء التألق والإبداع
دمج اللجنتين الأولمبيتين والاتحادات الرياضية في شطري الوطن قبل ثلاثة شهور من إعلان الوحدة
مشاركات رياضية عبرت الحدود .. ومخيمات شبابية كسرت العُزلة وجسَّدت واحدية أبناء اليمن
كأس اليمن مقدمة للوحدة .. والتقارب الرياضي أثمر عن منتخب الوحدة ومشاركات يمنية موحدة في المحافل الدولية
الإنجاز المونديالي عنوان التألق اليماني .. وبطولة غرب آسيا وحَّدت المشاعر في كل أنحاء الوطن
كتب / خالد النواري
كانت الرياضة سباقة في توحيد الشعوب من خلال المبادرة في اندماج الشباب والرياضيين في مختلف الفعاليات والأنشطة والشبابية والرياضية والتي رسخت في نفوس المتابعين والجماهير أهمية التوحد ولم شمل الوطن الأم تحت كيان واحد وعلم واحد وقلب واحد.
الكثير من الوقائع أكدت أن الرياضة شكلت النواة الأولى للتوحد والتلاحم وأن الرياضيين كانوا مشاعل التنوير ودعاة الوحدة من خلال مبادرتهم في كسر الحواجز وركل براميل التشطير.
في ألمانيا عبرت الفرق والمنتخبات الرياضية الحدود التي خلفتها الحروب العالمية وما تركته من صراع دولي نتيجة أطماع استعمارية .. لكن الرياضيين كانت لهم كلمتهم حينما ظلت الوحدة متجذرة في وجدانهم وراسخة في قلوبهم .. فكانت الوحدة الرياضية حاضرة ومستمرة ومتأصلة حتى تمتً إعادة الوحدة الألمانية بين الشطرين الشرقي والغربي.
وفي مصر اجتمعت كافة شرائح المجتمع المصري بمختلف انتماءاتهم ودياناتهم وأعراقهم وكان الفضل في ذلك للمنتخب المصري الذي حمل مبادرة تمثيل مصر في ساحات الرياضة في مختلف المحافل الدولية ليرسم صورة ناصعة عن دور الرياضة في توحيد الشعوب وتآلف القلوب.
وفي فلسطين وبالرغم من المحاولات الصهيونية لتقطيع أوصال الأراضي المقدسة إلا أن التواصل الشبابي والرياضي لم يتوقف في ظل أنشطة رياضية مفعمة بالعطاء .. لتؤدي الرياضة دورها النبيل في النضال وتمثيل الوطن وحمل العلم الفلسطيني في مختلف الأحداث والفعاليات الرياضية العربية والإقليمية والدولية.
وفي اليمن السعيد كانت الرياضة حاضرة بقوة وأدت دورها بشكل حيوي وفاعل حينما سبقت الوحدة الرياضية الوحدة السياسية للوطن اليمني الواحد ..من خلال العديد من الأنشطة الشبابية والرياضية المشتركة والتي بدأت عام 1970م واستمرت في السبعينيات والثمانينيات ولم تتوقف حتى قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م.
وتحققت الوحدة الرياضية بين مختلف الهيئات الشبابية والرياضية في شطري الوطن قبل إعلان الوحدة المباركة، حيث تم دمج اللجنتين الأولمبيتين في الشطرين والهيئات والاتحادات الرياضية التابعة لهما في الثامن من فبراير 1990م قبل ثلاثة أشهر من إعلان الوحدة بصورة رسمية.
الرياضيون .. مشاعل الوحدة
الوحدة الرياضية تجسدت قبل الوحدة السياسية، حيث بدأت مطلع السبعينيات لقاءات وحدوية بين الفرق الرياضية في شطري اليمن ، حيث كانت أول زيارة تجاوزت الحدود وعبرت فوق براميل التشطير تلك التي نظمها نادي الشبيبة في يناير1970م حينما زار مدينة الحديدة وخاض خلالها العديد من المباريات الودية الحبية الوحدوية حيث واجه فريقي أهلي الحديدة وشباب الجيل.
وتواصلت الزيارات الرياضية بين شطري الوطن، حيث قام المنتخب العسكري بالشطر الشمالي بزيارة إلى مدينة عدن في شهر فبراير 1970م، حيث خاض مباراتين وديتين أمام المنتخب العسكري بالشطر الجنوبي وفريق شباب التواهي.
وفي شهر إبريل 1970م نظم المنتخب العسكري بالشطر الجنوبي (سابقاً) زيارة حبية إلى صنعاء وخاض فيها مباراتين وديتين أمام نظيره المنتخب العسكري بالشطر الشمالي (سابقاً) وكذلك مع فريق وحدة صنعاء.
وفي شهر مايو 1970م قام فريق شعب صنعاء (بطل الدوري في الشطر الشمالي) بزيارة مدينة عدن تلبية للدعوة التي وجهت له من فريق الفيحاء، وخاض فريق الشعب ثلاث مباريات ودية في عدن أمام فرق الأحرار والتواهي والشباب الرياضي.
وبعد ذلك احتضنت صنعاء في سبتمبر 1970م بطولة 26 سبتمبر الدولية التي أقيمت بمشاركة ثلاثة منتخبات هي (منتخب الشطر الشمالي ، منتخب الشطر الجنوبي ، منتخب ليبيا) وتمكن منتخب الشطر الجنوبي من تحقيق البطولة بعدما احتل الصدارة حيث فاز على المنتخب الليبي وتعادل مع شقيقه منتخب الشطر الشمالي.
وكانت الزيارة التالية لفريق الشعب اللحجي الذي نظم جولة في عدة محافظات بالشطر الشمالي عام 1972م ، حيث شملت الزيارة كل من صنعاء والحديدة وتعز وإب خاض خلالها مجموعة من المباريات في الأربع المحافظات التي زارها ، حيث لعب أمام منتخب صنعاء ومنتخب الحديدة ومنتخب إب ومنتخب تعز وفريق أهلي تعز.
وفي أكتوبر 1972م زار المنتخب العسكري بالشطر الشمالي مدينة عدن وخاض مباراة حبية أمام شقيقه المنتخب العسكري في الشطر الجنوبي بالإضافة إلى مباراة أمام فريق شباب التواهي ومباراة أمام منتخب الشرطة.
ولم تقتصر الأنشطة الشبابية والرياضية بين شطري الوطن على مباريات كرة القدم، حيث نظمت العديد من المسابقات في ألعاب كرة السلة والكرة الطائرة وكرة الطاولة وألعاب القوى بالإضافة إلى تنظيم المخيمات الشبابية والكشفية التي كان لها زخم كبير وحظيت باهتمام كبير من القيادات العليا في شطري الوطن .. وكان أول مخيم شبابي قد أقيم عام 1979م والذي جمع المئات من شباب الوطن اليمني وكان له أثر إيجابي في كسر العزلة ومد جسور المحبة والتلاقي بين شباب الوطن الواحد.
وامتداداً للقاءات الوحدوية الرياضية، وجه نادي وحدة صنعاء الدعوة لشقيقه فريق الميناء بعدن وخاض الميناء عدة مباريات ودية في مختلف المحافظات بالشطر الشمالي، حيث خاض ثلاث مباريات في العاصمة صنعاء أمام فرق أهلي صنعاء ووحدة صنعاء وشعب صنعاء ، كما واجه فريق الطليعة بتعز.
كـأس اليمن
وفي عام 1980م أقيمت كأس اليمن الأولى بإرادة سياسية حيث كانت البطولة ضمن المواضيع التي تمت مناقشتها خلال اللقاء التاريخي الذي جمع رئيسي الشطرين في محافظة تعز بداية عام 1980م من أجل تعزيز آلية التواصل بين الشطرين.
وشكلت كأس اليمن امتداداً طبيعياً للزيارات المتبادلة بين الفرق الرياضية في شطري الوطن ، حيث أقيمت البطولة على ملعب الظرافي بالعاصمة بصنعاء.
وتم تشكيل لجنة تحضيرية لبطولة كأس اليمن الأول، حيث تكونت من الأخوة : أحمد محمد لقمان ، محمد عبده زيد ، علي عبدالكريم الصباحي ، صادق حيد ، كما تم تشكيل لجنة فنية للبطولة تكونت من : محمد عبدالوالي ، حميد شيباني ، حسن الخولاني ، محمد المقبلي ، عبدالله المطاع.
وجاءت إقامة كأس اليمن بين فرق الشطرين بعد المبادرة الأولى لإقامة كأس 26 سبتمبر .. وأقيمت البطولة بمشاركة (8) فرق مثلت شطري الوطن ، حيث مثل الشطر الجنوبي، في كأس اليمن نادي الشباب الرياضي (التلال حالياً) بدلاً عن منتخب الشطر الجنوبي كما شارك منتخب حضرموت ومنتخب لحج ومنتخب أبين .. ومثل الشطر الشمالي فريق شعب صنعاء ومنتخب الحديدة ومنتخب إب ومنتخب تعز.
وضمت بعثة نادي التلال الذي شارك في بطولة كأس اليمن الأولى سبعة إداريين و(18) لاعباً، وفور وصول فريق التلال العاصمة صنعاء حظيت البعثة باستقبال جماهيري عريض وتم فتح ملعب النادي الأهلي بصنعاء أمام نادي التلال لإجراء تدريباته على ملعب النادي استعداداً لخوض مباريات كأس اليمن ، حيث أجرى فريق التلال ثلاثة تمارين تحضيرية قبل أن تنطلق البطولة في 27 سبتمبر 1980م وخاض مباراته الأولى أمام فريق شعب صنعاء الذي كان حينها بطل الدوري في الشطر الشمالي (سابقاً) وحقق التلال فوزاً عريضاً بأربعة أهداف نظيفة سجلت بواسطة سعيد دعالة (ثلاثة أهداف) وأبو بكر الماس (هدف).
واستمتعت الجماهير الرياضية كثيراً وهي تشاهد الوحدة الرياضية تتجسَّد قبل عشرة أعوام من الوحدة السياسية في عرس رياضي كروي شمل فرق اليمن من صنعاء وعدن .. كما تابع الحدث الملايين من اليمنيين في مختلف أنحاء الوطن اليمني الواحد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وذلك عبر تلفزيون صنعاء الذي قام بنقل المباراة الافتتاحية للبطولة مباشرة وعلى الهواء ولأول مرة من ملعب الظرافي بصنعاء .. كما قامت إذاعة عدن بالارتباط بإذاعة صنعاء ونقل مجريات المباراة على الهواء.
وبفوز التلال على شعب صنعاء تأهل للمرحلة الثانية، حيث واجه منتخب محافظة حضرموت الذي بدوره تأهل بعد فوزه على منتخب محافظة تعز في المباراة التي جمعتهما على ملعب بارادم بالمكلا.
وتمكن فريق التلال من الفوز على منتخب حضرموت بهدفين نظيفين سجلا بواسطة اللاعبين سعيد دعالة وعدنان سبوع.
وبعد ذلك تأهل فريق التلال إلى المباراة نصف النهائية حيث واجه منتخب لحج الذي تأهل بعد فوزه على منتخب إب في المباراة التي جمعتهما على ملعب تبن بلحج.. وقدم التلال مباراة قوية وجميلة وفرض سيطرته المطلقة وحقق فوزاً عريضاً بخماسية نظيفة ليتمكن من العبور إلى المباراة النهائية التي واجه فيها منتخب الحديدة والتي كرر فيها التلال نتيجة مباراته مع منتخب لحج حينما تفوق على منتخب الحديدة بخمسة أهداف نظيفة سجلها اللاعبون أبو بكر الماس (هدفين) وسعيد دعالة (هدفين) وعدنان سبوع (هدف) .. وبالتالي توج التلال بطلاً لكأس اليمن 1980م التي كانت أول بطولة تقام على مستوى اليمن وذلك بعد مشاركة إيجابية وقوية حقق خلالها أربعة انتصارات وسجل (16) هدفاً ولم يدخل مرماه أي هدف.
وعقب عودة فريق التلال إلى عدن حظي بتكريم كبير من قبل الرئيس السابق علي ناصر محمد، الذي كرم اللاعبين والجهازين الفني والإداري للفريق وأشاد بما حققه الفريق من نتائج إيجابية والروح الرياضية العالية التي تمتع بها أفراد البعثة الذين ساهموا في تجسيد الوحدة اليمنية في أسمى صورها.
وإثر تحقيق التلال بطولة كأس اليمن الأولى رفع محافظ عدن برقية شكر للرئيس السابق علي ناصر محمد على إتاحة الفرصة للتلال في المشاركة ببطولة كأس اليمن الأولى التي جمعت الشباب والرياضيين من مختلف أنحاء اليمن الواحد.
كما أقيمت في عام 1981م بطولة كأس اليمن الثانية بمشاركة العديد من الفرق في شطري الوطن عام 1981م ، وتكونت اللجنة التحضيرية لبطولة كأس اليمن الثانية من الأخوة (أحمد محمد لقمان ، أحمد محمد قعطبي ، حسين الأهجري ، صادق حيد).
وتم تشكيل لجنة فنية للبطولة ضمت كلاً من الأخوة (محمد عبدالوالي ، عبدالحميد السعيدي ، عبدالملك باصيد ، ناصر العزاني ، محمد أحمد مقبل).
وأقيمت بطولة كأس اليمن الثانية بمشاركة أربع فرق حيث شارك البطل والوصيف من كل شطر ومثل الشطر الشمالي بطل الدوري شعب صنعاء والوصيف وحدة صنعاء ، ومثل الشطر الجنوبي بطل الدوري وحدة عدن والوصيف شمسان.. وأحرز البطولة فريق وحدة صنعاء.
ولم تتواصل بطولة كأس اليمن، حيث اقتصرت على البطولتين الأولى والثانية، واستبدلت ببطولة كأس الاستقلال التي أقيمت مرة واحدة بمشاركة بطلي الكأس أهلي صنعاء والتلال وأحرز بطولتها فريق التلال.
منتخب اليمن الموحد
وكانت أبرز الثمار التي حققتها بطولة كأس اليمن وكأس الاستقلال هي تشكيل منتخب اليمن الموحد، حيث تم تكليف كل من سالم عبدالرحمن (الشطر الشمالي) وعزام خليفة (الشطر الجنوبي) بقيادة المنتخب اليمني الموحد الذي تكون من (26) لاعباً وهم : أبو بكر الماس ، أمين السنيني ، عبدالجبار عياش ، جلال الزهيري ، ياسين محمود ، فياض بغدادي ، حسين صالح ، كامل صلاح ، خالد العرشي ، محمد راوح ، حمد الأحمدي ، رامي عبدالرزاق ، أنور العديني ، عادل الأشول ، علي موسى ، إبراهيم الصباحي ، جمال حمدي ، شرف محفوظ ، شنب حمادي ، ناصر الرويس ، وجدان شاذلي ، محمد حسن عبدالله ، يحيى جعرة ، علي هزاع ، مختار اليريمي ، عبدالله باعامر).
وخاض منتخب اليمن الموحد أول مباراة له عام 1988م أمام المنتخب السوداني بصنعاء احتفاء بأعياد ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر .. كما خاض مباراة أخرى بمحافظة أبين أمام المنتخب الأثيوبي.
تمثيل خارجي موحد
وحفلت العديد من البطولات والمحافل الدولية الرياضية بمشاركات يمنية موحدة تحت اسم اليمن الواحد قبل عام 1990م وهو ما شكل مؤشراً إيجابياً في ظل العلاقات الأخوية بين اليمنيين من مختلف أنحاء الوطن والتي تجاوزت ظروف التشطير.
وفي أواخر الثمانينيات تم إبرام اتفاقية بين الجهات الرياضية في شطري الوطن تم بموجبها توحيد البعثات الرياضية وإقرار التمثيل الخارجي الموحد، وهو ما جسد الوحدة الرياضية في أسمى صورها حين بدأت المشاركة اليمنية بوفد واحد اسمه (اليمن) في العديد من البطولات الخارجية.
الوحدة الرياضية سبقت الوحدة السياسية
وفي ظل العلاقات القوية والمتنية التي رسختها الرياضية في الأوساط الشبابية والرياضية تم توحيد العديد من روابط الأجهزة الفنية للمدربين والحكام والمسابقات وإيجاد روابط رياضية لمختلف الاتحادات الرياضية في الشطرين .. وصولاً إلى الاندماج الكامل بعد سلسلة من الزيارات والنقاشات بين قيادتي اللجنتين الأولمبيتين ووزارة الشباب والرياضية في الشطر الشمالي والمجلس الأعلى للشباب والرياضة في الشطر الجنوبي حتى تم الوصول إلى الصيغة النهائية لوثيقة الوحدة الرياضية التي قضت بدمج اللجنتين الأولمبيتين في شطري الوطن وذلك في الثامن من فبراير 1990م قبل ثلاثة شهور من إعلان الوحدة بصورة رسمية.
وثيقة إعلان الوحدة الرياضية
وتنشر (الثورة) اتفاقية إعلان الوحدة الرياضية والتي حملت توقيع الدكتور محمد أحمد الكباب -وزير الشباب والرياضة- رئيس اللجنة الأولمبية في الشطر الشمالي (سابقاً) ومحمد أحمد غالب- رئيس المجلس الأعلى للرياضة -رئيس اللجنة الأولمبية- عضو مجلس الشعب الأعلى في الشطر الجنوبي (سابقاً).. وفيما يلي نص وثيقة
الوحدة الرياضية :
استناداً إلى اتفاقية قمة عدن التاريخية بتاريخ 30 نوفمبر 1989م ، وبلاغ صنعاء الصحفي بين القيادتين السياسيتين وما تمخض عن الاجتماع المشترك لمجلس الوزراء، والتي شكلت نقطة تحول في حياة شعبنا اليمني حيث اتخذت العديد من الخطوات العملية الوحدوية من أجل تحقيق هدف شعبنا اليمني في إعادة وحدته .. ومن أجل التواصل المستمر في العمل الرياضي الوحدوي ودمج الأطر الرياضية المختلفة ..
التقت قيادة العمل الرياضي في عدن في الفترة من 12 – 13 رجب 1410هـ الموافق 7 – 8 فبراير 1990م .. واتفقت على ما يلي :
أولاً : دمج اللجنتين الأولمبيتين لتصبح لجنة أولمبية واحدة تسمى اللجنة الأولمبية اليمنية.
ثانياً : تشرف اللجنة الأولمبية اليمنية على كافة الأنشطة الرياضية المختلفة
ثالثاً : يشكل مجلس تنفيذي للجنة الأولمبية اليمنية كسكرتارية لتسيير وتنفيذ قرارات ونشاطات اللجنة الأولمبية والإشراف على نشاطات الاتحادات الرياضية اليمنية.
رابعاً : تشكل لجنة فنية لإعادة صياغة اللوائح والأنظمة الخاصة باللجنة الأولمبية اليمنية والاتحادات والأندية الرياضية في الجمهورية اليمنية.
خامساً : دمج الاتحادات الرياضية اليمنية في كيان واحد تحت الاسم (الاتحاد اليمني العام للعبة ……..) ويشكل كل اتحاد سكرتارية لتسيير نشاطاته ويستفاد من الكوادر الرياضية في اللجنة الفنية العاملة في كل اتحاد أو خارجه بالتنسيق مع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية اليمنية.
سادساً : يعقد مجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليمنية اجتماعات دورية كل ثلاثة أشهر على أن يعقد الاجتماع القادم في صنعاء في الفترة (15-16) مايو 1990م لمناقشة وإقرار اللوائح والأنظمة للهيئات الرياضية في الجمهورية اليمنية والبرنامج الرياضي لعام 1990م.
سابعاً : الاتحاد اليمني العام النوعي الموجود والذي لا يوجد له مقابل يعتبر اتحادا للعبة في اليمن وعليه العمل على توسيع قاعدة اللعبة ونشرها على مستوى الوطن اليمني.
ثامناً : خلال الفترة الانتقالية تعمل الاتحادات الرياضية اليمنية العامة على تسيير نشاطاتها وفقاً لبرنامج 1990م.
تاسعاً : خلال عام 1990م تتم المشاركات الخارجية بفرق وطنية ودياً ورسمياً كلما أمكن ذلك ويجري المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية اليمنية إتصالاته بالاتحاد العربي للألعاب الرياضية والمجلس الأولمبي الآسيوي واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية واللجنة الأولمبية الدولية للحصول على الاعترافات العربية والقارية والدولية باللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية اليمنية العامة لمختلف الألعاب.
عاشراً : على الاتحادات الرياضية العامة تشكيل الفرق اليمنية لمختلف الألعاب لتمثيل اليمن داخلياً وخارجياً تحت اسم منتخب اليمن للعبة أسوة باتحادات كرة القدم والطائرة وألعاب القوى.
أحد عشر : العلاقات والاتفاقيات والعضوية الأولمبية الخارجية قائمة حتى إعلان الاعتراف الرسمي العربي والقاري والدولي باللجنة الأولمبية اليمنية.
اثنا عشر : حضور المؤتمرات والاجتماعات الأولمبية والندوات العربية والقارية والدولية بوفود مشتركة أو بالإنابة.
ثلاثة عشر : العمل من أجل توحيد النشاط الإعلامي وإصدار صحيفة رياضية متخصصة لعموم الوطن اليمني ، وإجراء تغطية إعلامية للنشاطات الرياضية اليمنية من خلال الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية.
أربعة عشر : إقامة معرض يمني مصور للنشاطات الرياضية اليمنية منذ بدايتها وإصدار كتيب خاص بذلك والعمل على إقامة متحف رياضي يحوي تاريخ وتطور الحركة الرياضية في اليمني.
خمسة عشر : تعقد لجنة الموسم الرياضي لعام 1990م اجتماعها الدوري في صنعاء يوم 25 فبراير 1990م لإقرار برنامج الموسم الرياضي.
ستة عشر : تعقد اللجنة الفنية لإعادة صياغة اللوائح والأنظمة اجتماعها الدوري في صنعاء بتاريخ 25 مارس 1990م.
سبعة عشر : يعتبر يوم 8 فبراير هو اليوم الأولمبي اليمني.
حرر المحضر بمدينة عدن يوم الجمعة الموافق 13 رجب 1410هـ الموافق 8 فبراير 1990م.
الوحدة حاضرة في قلوب الجماهير
هتفت الجماهير الرياضية باسم الوحدة في السبعينات والثمانيات حيث رددت شعارات مختلفة ومنها (بالروح بالدم نفديك يا يمن) في المباراة التي جمعت المنتخب أمام الكويت عام (1975م) وفي سوريا عام (1976م) وفي السعودية عام (1985م) وفي البطولة العربية لاختراق الضاحية بسوريا التي شارك فيها شطري الوطن بمنتخب واحد وأحرزت اليمن الميدالية الذهبية.
الوحدة مصدر قوة وعنفوان
لقد أسهمت الوحدة في تجميع الطاقات وتوحيد الجهود وردمت الهوة التي كانت تعيق الشباب والرياضيين وأصبح للرياضة اليمني حضور فاعل ومؤثر في مختلف المحافل الدولية وتم رفع علم اليمن ودوى صوت النشيد اليمني في مختلف التظاهرات التي شهدت تتويج العديد من النجوم والمبدعين اليمنيين بالمراكز الأولى وأقراص الذهب والفضة والبرونز.
وعقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م بدأت مرحلة التطوير والنهضة الشبابية التي أفرزت جيلاً مبدعاً من الشباب الموهوبين والمتألقين خاصة وأنه واكبت تلك المرحلة طفرة حقيقية في تأهيل البنى التحتية التي شكلت اللبنة الأساسية لرعاية وإعداد المواهب وتنمية قدراتها وإبداعاتها والأخذ بيدها نحو سلم النجومية والتألق محلياً وخارجياً.
وفي مدة قياسية شهدت مختلف الألعاب الرياضية إقبالاً كبيراً من قبل المواهب التي وجدت المناخات الملائمة لمزاولة هواياتها في ظل التشجيع والاهتمام من قبل الدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة التي حصلت على موارد إضافية لتلبية احتياجات ومتطلبات الشباب والرياضيين حينما تم إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة والذي ساهم في دفع عجلة التنمية الرياضية وتدفق المزيد من النجوم والمبدعين في مختلف الألعاب والأنشطة الشبابية والرياضية.
وعلى مدى 32 عاماً من عمر الوحدة المباركة حققت بلادنا العديد من النجاحات المحلية والخارجية وحصدت المراكز المتقدمة والميداليات الملونة في مختلف الألعاب الرياضية، كما تحققت العديد من الإنجازات على صعيد البنى التحتية من ملاعب ومنشآت رياضية والتي شكلت قاعدة صلبة أسهمت في بناء فرق ومنتخبات قوية قادرة على العطاء والإبداع محلياً وقارياً.
وكما هم الرياضيون أصحاب رسالة المحبة والسلام وحملة مشاعل الأمل ، باتوا اليوم عنوان التحدي والصمود والتضحية من أجل الوطن وذلك من خلال رسم لوحة من التصدي ومقارعة العدوان بكل الوسائل والسبل والتأكيد على أن جيل الوحدة المباركة قادر على الدفاع عن الوطن وخيراته ومكتسباته والتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره.
صندوق رعاية النشء .. بداية الانطلاقة
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في عهد الوحدة المباركة إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب بموجب القرار الجمهوري رقم (10) لسنة 1996م الذي شكل قفزة قوية للشباب والرياضيين وبداية جديدة لمرحلة حافلة بالإنجازات الكبيرة خاصة على صعيد المنشآت والبنى التحتية التي تلبي تطلعات الشباب اليمني بمستقبل أفضل.
وبإنشاء صندوق رعاية النشء، شهد القطاع الشبابي والرياضي نهضة حقيقية، حيث تحققت العديد من المنشآت الرياضية الاستراتيجية من استادات دولية ومدن رياضية وصالات مغلقة وبيوت شباب ومقرات أندية ومسابح أولمبية ومشاريع استثمارية لم يكن يكتب لها أن تتحقق لولا المناخات التي أوجدتها الوحدة المباركة التي كانت خيراتها شاهدة للعيان وعمَّت ربوع الوطن الحبيب لتشمل المنجزات الوحدوية السهل والجبل .. والوادي والصحراء.
جيل العطاء .. والإبداع
جيل الوحدة حمل راية التحدي وكسب رهان العطاء في سماء التألق والإبداع .. وكان له حضور مشرف في مختلف المحافل العربية والآسيوية والدولية التي سطر فيها الشباب اليمني لوحات من التألق .. مستمدين قوتهم وعزتهم ومجدهم من وحدة وطنهم.
وعلى مدى (32) عاماً، سطر نجوم الوحدة اليمنية لوحات الإبداع والتميز .. وحصدوا ثمار الرعاية والاهتمام.. وكانت الحصيلة مئات الميداليات الملونة التي كانت شاهدة على الحضور اليمني القوي والفاعل .. والمرتبة المتقدمة التي باتت الرياضة اليمنية تحتلها على المستوى العربي والدولي بفضل أبنائها الواعدين بالعطاء الذين رضعوا من خير الوحدة وأبصروا النور في ظل التوحد والتلاحم، وهو ما أكسبهم عزيمة الرجال الأفذاذ وصلابة المقاتلين الأشداء.
الإنجاز المونديالي .. عنوان التألق
لا زالت السيمفونية الجميلة التي عزفتها كتيبة نجوم (الأمل) في سماء فنلندا عالقة بأذهان الملايين من اليمنيين الذين شدهم الانتصار والتأهل غير المسبوق للكرة اليمنية إلى المونديال ليرسم صغار اليمن لوحة من التألق والإنجاز في كأس العالم لناشئين كرة القدم عام 2003م الذي ارتقى إلى مستوى الإعجاز في العهد الوحدوي الميمون.
وما زالت كثير من المشاركات في فئات البراعم والناشئين والشباب محفورة بما قدمته من مواهب ونجوم .. وما أظهرته من تألق وإبداع ، حيث كان ناشئو اليمن في الموعد مع العديد من المنافسات العربية والآسيوية، مما أهلهم للوصول إلى النهائيات على مستوى القارة الصفراء عدة مرات ومنها نهائيات سنغافورة ونهائيات أوزبكستان ، بالإضافة إلى إنجازات مماثلة للمنتخبات الوطنية في فئة الشباب التي تأهلت إلى نهائيات آسيا في ماليزيا ونهائيات آسيا في السعودية.
ولم يقتصر التفوق اليمني على فئتي الناشئين والشباب، حيث سجل المنتخب الوطني في فئة البراعم تفوقاً كبيراً وأثبت علو كعبه في مهرجانات البراعم، كما سُجل المنتخب الوطني المدرسي لكرة القدم تفوقاً بارزاً حينما أحرز البطولة العربية المدرسية الثالثة التي احتضنتها اليمن.
الناشئون .. إنجاز من رحم المعاناة
ومؤخراً حقق المنتخب الوطني للناشئين إنجازاً غير مسبوق حينما حصد بطولة اتحاد غرب آسيا الثامنة لكرة القدم ، إثر تغلبه على المنتخب السعودي في المباراة النهائية بالدمام ، والذي أسعد الجماهير اليمنية التي خرجت عن بكرة أبيها في جميع المحافظات اليمنية شرقاً وغرباً شمالا وجنوباً في مسيرات فرائحية ابتهاجا بهذا العرس الكروي الذي تحقق للمرة الأولى في تاريخ الكرة اليمنية.
لقد تمكن نجوم منتخب الناشئين من تحقيق ما عجز عنه السياسيون حينما وحَّدوا الشعب اليمني قاطبة على قلب رجل واحد، فكانت جميع القلوب والأفئدة تهتف باسم اليمن ولسان حال الجميع (بالروح بالدم نفديك يا يمن).
لقد صنع نجومنا الصغار ملحمة كروية في غاية الدهشة والجمال وهم يحققون الإنجاز والإبداع من رحم المعاناة، وخرجوا من تحت أنقاض الحرب والدمار ليحققوا الانتصار متغلبين على كل الصعوبات ومتجاوزين مختلف المعوقات .. حتى أنهم تفوقوا على لاعبين يمتلكون كل مقومات النجاح من إمكانات مادية وفنية.
كما أثبت ناشئو اليمن أن روح الإصرار والتحدي والموهبة اليمنية قادرة على اختزال فارق الإمكانات وتحقيق المفاجأة في عالم المستديرة الساحرة التي لا تعترف بصغير أو كبير، بقدر ما تنصف من يتفانى على أرضية الملعب ويروي بعرقه المستطيل الأخضر على مدى 90 دقيقة من مجريات اللعب.
أحفاد سبأ وحمير جاءوا بالنبأ اليقين من مدينة الدمام، وزفوا البشارة لأكثر من 30 مليون يمني ليرسموا البسمة على محيا شعب بأكمله صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً الذين اقتسموا تورتة الفرحة وعاشوا ليلة على أنغام أهازيج الانتصار.. في أمسية استثنائية لم يسبق لها مثيل.
يوم 13 ديسمبر جديراً بأن يكون مناسبة وطنية تستحق الاحتفال في عموم أرجاء الوطن، كيف لا وفيها خرج الشعب اليمني مبتهجاً بفوز تجاوز حدود الملاعب الرياضية، ليلامس مهرجان الإنجاز مشاعر كل يمني عبَّر عن اعتزازه وفخره بهويته وانتمائه اليماني الأصيل.