إقبال غير مسبوق وبرنامج المراكز الصيفية يحفل بالعديد من الأنشطة التي تستهدف تنمية وتعزيز مهارات ومواهب الطلاب
شهدت المراكز الصيفية لهذا العام إقبالا كبيرا وغير مسبوق تجاوز التوقعات حيث بلغ عدد الطلاب الملتحقين بها، في عموم مدن ومديريات المحافظات الحرة حتى الآن أكثر من مليون طالب وطالبة، وما يزال تدفق الطلاب مستمرا.
وفتحت عشرات الآلاف من المراكز الصيفية أبوابها أمام مئات الآلاف من الطلبة والطالبات المتعطشين للعلم والمعرفة والتزود بالمفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف من خلال مناهج مستمدة من روح العقيدة ومبادئها وقيمها، وجمعت بين المحتوى المعرفي والمحتوى الديني لإكساب الطلاب المهارات عن طريق العديد من البرنامج التدريبية إلى جانب الأنشطة الرياضية والتأهيل الصحي والمجتمعي، إضافة إلى برامج توعية وتثقيفية في مختلف مناحي الحياة.
“الثورة” وفي إطار أنشطتها الميدانية زارت بعض المراكز الصيفية في حي المطار بمديرية بني الحارث والتقت عددا من القائمين عليها وخرجت بالحصيلة التالية:
استطلاع وتصوير/ عادل محمد باسهيل
في البداية التقينا الأخ عدي عبدالخالق الشامي – مشرف عام حي المطار والذي أكد أن نسبة الإقبال على المراكز الصيفية لهذا العام كبير جداً وغير مسبوق بل انه فاق المتوقع لدرجة انعدام المقارنة بين ما شهدناه في العام الماضي وما نشهده اليوم من إقبال.
وقال الشامي إن عدد الطلاب الملتحقين بالمراكز الصيفية في حي المطار لهذا العام بلغ أكثر من (1270) طالبا وطالبة، موزعين على خمسة مراكز في خمسة مربعات سكنية، مضيفا أن المراكز ما تزال تستقبل كل يوم الكثير من الطلاب الجدد وهو ما شاهدتموه اليوم بأنفسكم أثناء زيارتكم لهذه المراكز.
رسائل القائد
وأوضح الشامي أن الإقبال المتزايد للطلاب والطالبات والاندفاع الكبير من قبل أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في المراكز الصيفية عكس حالة الوعي التي وصل إليها المجتمع وجسد حرصه وتمسكه بهويته الإيمانية، مؤكدا أن هذا الإقبال الكبير دفع القائمين إلى توسيع دائرة الاستيعاب في الخمسة المراكز الموزعة جغرافيا على خمسة مربعات سكنية.
وأضاف: أن الإقبال الكبير للطالبات على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام دفعنا لاحترام وتلبية رغبتهن في التزود بالمعرفة والعلوم الدينية، وقمنا بفتح مركز خاص للطالبات يضم جميع الفئات العمرية ويقدم العلوم والمعارف لكل المستويات التعليمية، كما قمنا بتوفير معلمات مؤهلات لتزويد الملتحقات بالمركز بالمعلومات في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن بقية المراكز تعمل على فترتين، صباحية للطلاب ومسائية للطالبات.
واعتبر الشامي تصاعد التفاعل المجتمعي مع المراكز الصيفية لهذا العام ثمرة للدروس والمحاضرات الرمضانية للسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، والتي حرص من خلالها على تزكية النفوس وغرس قيم ومبادئ الفضيلة في قلوب الناس، مؤكدا أن سمو ومصداقية رسائل السيد القائد ودروسه الرمضانية مثلت الأساس المتين الذي تقوم عليه نجاحات اليوم .
تحصين الأجيال
بدوره أكد الأخ أبو عبدالغني عبدالله المعافا- مشرف مربع فلسطين في حي المطار بمديرية بني الحارث، أن المراكز الصيفية ضرورة ملحة خلال الإجازة الصيفية وتعد فرصة للطلاب لشغل أوقات فراغهم بما يفيدهم ويفيدون به مجتمعهم وحتى لا يجعلهم الفراغ عرضة للانحراف ومحتوى للمشاريع الهدامة التي تستهدفهم وتستهدفنا جميعاً وتهدد عقيدتنا وانتماءنا وهويتنا.
وقال المعافا إن المراكز الصيفية تعمل على تحصين هؤلاء الطلاب وتخرجهم من حالة أستلاب الهوية الذي يسعى الأعداء ويجتهدون من أجل استلابها، وهي المساعي التي ستنتهي بالفشل والخسران وستنتحر وتتلاشى أمام النجاحات التي تحققها هذه المراكز التي تعمل على تنمية المهارات لدى هؤلاء الطلاب عن طريق الانشطة والدورات التي تنفذها خلال فترة إقامتها.
تعليم متكامل
وأوضح المعافا أن المراكز الصيفية أصبحت اليوم أكثر اتساعا ولم تعد محصورة في اطار الفصل والمساحة الواحدة التي يجتمع فيها الطلاب بمختلف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية، وأصبحت اليوم تقام في المدارس ويتم فيها تقسيم الطلاب بحسب الفئات العمرية والمستويات التعليمية، وأصبح كل مركز يمثل مدرسة متكاملة تقوم بتدريس مناهج مركزة يغلب عليها الطابع الديني والثقافة القرآنية وتهدف إلى تعزيز الوعي وبناء جيل محصن فكرياً وثقافياُ، وتحرص على إكساب الطالب المعارف والمهارات في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن النجاحات التي حققتها المراكز الصيفية في العام الماضي تجلت حقيقتها ولمسناها على أرض الواقع من خلال الإقبال الكبير هذا العام، والذي أثبت أن الطلاب الذين استفادوا وتم تحصينهم في العام الماضي أصبحوا نماذج مميزة وسفراء للقيم والأخلاق داخل المجتمع، ولم يكتفوا بذلك بل حرصوا على أن تتسع دائرة المستفيدين حولهم من خلال دعوة زملائهم وأقرانهم للالتحاق بهذه المراكز.
ودعا المعافا أولياء الأمور إلى الامتثال لقول الله سبحانه وتعالي: ( یَـٰأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِیكُم نَارا).. والدفع بهم للالتحاق بالمراكز الصيفية وعدم حرمانهم من الاستفادة من أنشطتها المختلفة بما يعود عليهم بالفائدة والنفع في دينهم ودنياهم، مؤكدا أن الالتحاق بهذه المراكز مسألة طوعية وليست اجبارية.
المكان المناسب للنشء
من جانبه أكد الأخ غالب محمد قرية- عضو المكتب الاشرافي بحي المطار، على أهمية التفاعل المجتمعي مع المراكز الصيفية والوقوف مع هذا المشروع العظيم والتعامل معه كفرصة عظيمة لشغل فراغ هؤلاء الطلاب بدلاً من تضييع الوقت بما لا يفيد والعمل على تمكين النشء من فهم دينهم وواقعهم الفهم الصحيح .
وأشار قرية إلى أن المراكز الصيفية تمثل المكان المناسب للنشء والشباب والفتيات لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم وممارسة هواياتهم خلال العطلة الصيفية فضلاً عن إكسابهم معلومات وخبرات ومهارات تفيدهم في حياتهم العلمية والعملية، منوها إلى أن المراكز الصيفية ستعمل نقلة نوعية للجيل القادم وتحصنه من كل ما يستهدفه وتعرفه من هو عدوه الحقيقي فينشأ جيل يمتلك الوعي والبصيرة .
بداية الطريق
وبدوره أكد الأخ عبدالولي مطير- مشرف مربع بيت عاطف، إن المراكز الصيفية أفضل وسيلة لتحصين الطلاب من الحرب الناعمة والثقافات المغلوطة، مشيرا إلى أن أهمية المراكز الصيفية ودورها الهام تتمثل في صقل وتنمية قدرات الطلاب وفق خطة تربوية مرسومة وبرنامج تربوي هادف ومعد إعداد يتلاءم مع طبيعة القدرات الطلابية ومراعيا ميولهم ومحققا لرغباتهم وتوجهاتهم.
ولفت مطير إلى أن الالتحاق بهذه المراكز يعتبر مهما كونه بداية الطريق لتغيير كبير في حياة الطلاب من خلال إكسابهم جملة من المعارف والمهارات الضرورية العلمية والعملية على حد سواء لتزرع فيهم بذور الالتزام بالعمل والانتماء إليه وحب الوطن والهوية الإيمانية.
برنامج تعليمي واسع النطاق
تشهد المراكز الصيفية تطورا وتوسعا كبيرا، سواء فيما يتعلق بأماكن إقامتها أو فيما يتعلق بالمناهج التي يتم تدريسها والأنشطة التي تقدمها للطلاب، أو فيما يتعلق بالكادر التربوي الذي أصبح أكثر عددا وأكثر تأهيلا وتخصصا، وهو ما بدا واضحا وجليا في المراكز الخمسة المقامة في حي المطار بمديرية بني الحارث بصنعاء.
وبحسب القائمين على هذه المراكز الصيفية فإن هذه التطورات والتوسعات تأتي لترجمة الأهداف التي ترتكز عليها العملية التربوية والتعليمية والارتقاء بها بالشكل الذي يلبي حاجة المجتمع وتعزيز هويته الإيمانية وتحصين أبنائه من خلال برنامج تعليمي وتربوي واسع النطاق.
مستويات متعددة
خلال زيارتنا الاستطلاعية للمراكز الصيفية في حي المطار تجلت الكثير من الحقائق منذ الوهلة الأولى لدخولنا مركز الشهيد “عبدالغني المعافا” المقام في مدارس التراث العربي بمربع فلسطين ويحوي العديد من الفصول الدراسية التي تم توزيع الطلاب فيها بحسب المستويات العمرية والتعليمية.
الاستقبال الذي حظينا به من قبل القائمين على المركز أثبت أن المركز لا يعمل في الخفاء ويقوم بتلقين الطلاب مبادئ فكرية وأيديولوجية كما تروج أبواق العدوان وإنما يقدم رسالة تعليمية وتربوية تحظى باهتمام وتفاعل مجتمعي كبير وهو ما أكده مدير المركز الأخ عبدالكريم صالح المطري، مشيرا إلى أن الإقبال الكبير هذا العام يأتي ترجمة لتفاعل الأهالي.
ونوه المطري إلى أن تفاعل أبناء الحي تمت بتكوين لجنة مجتمعية مكونة من سبعة أعضاء تقوم بمساندة وتفعيل دور المركز وتفعيل أنشطته المختلفة.
وأوضح المطري أن المركز يعمل فترتين، صباحية مخصصة للأولاد والذين يبلغ عددهم 185 طالباً موزعين على ستة مستويات، وفترة مسائية تبدأ عصرا مخصصة للبنات وتضم 120 طالبة.
بدوره أكد الأخ خالد علي الحاشدي مدير مركز الشهيد “أبو صلاح القوبري” بمدارس الشورى، ان الإقبال الكبير من قبل الطلاب والطالبات جعل المركز يعمل فترتين، صباحية وتضم 313 طالبا، وفترة مسائية مخصصة للبنات وتضم 300 طالبة، مشيرا إلى أن قوام الكادر التعليمي في المركز يبلغ 15 معلما ومعلمة.
تفاعل واهتمام
من جانبها أكدت الأخت أريج محمد الصارم، مديرة مركز “الشهيد القائد” في مدارس دروب الأمل في مربع بيت عاطف بحي المطار أن المركز تم تخصيصه للبنات نتيجة لإقبالهن الكبير على الالتحاق بالمراكز الصيفية والاستفادة مما يقدمه من برامج تعليمية.
وأوضحت الصارم، أن المركز يضم 130 طالبة موزعات على أربعة مستويات، مشيرة إلى أن الصفوف الدراسية في المركز تضم طالبات من المستوى التمهيدي وحتى الثانوية، أن المركز يقدم برامجه التعليمية من خلال كادر تعليمي نسوي مؤهل تأهيلا عاليا قوامه 8 معلمات، مؤكدة أن المركز يحظى بتفاعل واهتمام ومتابعة مستمرة من قبل أولياء الأمور.
وبدوره أكد الأخ محمد محمد اللاحجي -مدير مركز “الإمام علي” أن عدد الطلاب الملتحقين بالمركز هذا العام بلغ حتى اليوم 95 طالبا موزعين على 6 مستويات، مشيرا إلى أن المركز استكمل توزيع المنهج على الطلاب، ويقوم الكادر التعليمي المكون من 8 معلمين بأداء عملهم وايصال الرسالة العلمية للطلاب الملتحقين بالمركز.
مسك الختام
استطلاعنا الميداني كان ختامه مسك ومسك الختام كان مركز “أبوهاشم الزنجبيلة” في مربع الأرصاد بحي المطار والذي أدهشنا بقاعاته الدراسية الواسعة وامتلاكه وسائل تعليمية حديثة ومساحات واسعة معدة إعدادا جيدا لإقامة الفعاليات الرياضية والبرامج الترفيهية المختلفة ما يجعله مركزا نموذجيا.
وبحسب مدير المركز الأخ يحيى بن يحيى الزنجبيلة، فإن المركز يقدم خدماته التعليمية في مختلف المجالات منذ أربع سنوات، مشيرا إلى وجود كادر تعليمي مؤهل تأهيلا عاليا.
وأوضح أن البرنامج الصيفي في المركز يحفل بالعديد من الأنشطة في مختلف المجالات لتنمية مهارات ومواهب الطلاب في العلوم الدينية والرياضية والثقافية وتعزيز ثقافتهم ومشاركتهم الاجتماعية.
وأكد حرص المركز على ترجمة أهداف وخطة عمل المراكز الصيفية وتنفيذ الموجهات الرئيسية بخصوص تعزيز الجهود وتوحيدها في إنجاح الرسالة التنويرية وإعداد جيل واعٍ متسلح بثقافة القرآن والعلوم النافعة.