فاقد الصِّدق لا يعطيه!
يكتبها اليوم / زيد الشُريف
هناك مثل مشهور يقول (فاقد الشيء لا يعطيه) ويضرب هذا المثل عندما يكون هناك من لا يملك شيئاً من المال أو غيره، فيكون من المستحيل أن يعطي الآخرين ما يفتقر إليه ولا يملكه هو، فكيف سيكون الحال عندما يكون المفقود هو الصدق والوطنية والإنسانية والقيم والمبادئ الدينية العظيمة والسامية، كما هو الحال بالنسبة للعملاء الخونة؟ لا شك أنهم لا يستطيعون أبداً أن يمنحوا من يركنون إليهم شيئاً مما يفتقدون إليه ولا يملكونه، ليس فقط المواطنين البسطاء بل حتى أسيادهم المعتدين لا يستطيع المرتزقة أن يمنحوهم ما عجزوا عن الحصول عليه أو تحقيقه والوصول إليه رغم إمكانياتهم الاقتصادية والعسكرية الكبيرة، وهذا ما اثبته الواقع خلال أكثر من سبع سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، وعود لا حصر لها وتصريحات لا تتوقف يتحدث فيها العملاء الخونة عن التنمية وعن ضرورة بناء الاقتصاد اليمني وغير ذلك الكثير، ومن أبرز المواضيع المثيرة للسخرية التي يرددونها دائماً هي أنهم يؤكدون عزمهم على استعادة ما يسمونها بالدولة وتحرير صنعاء وهذه الأيام يضيفون إليها جملة (بالسلام أو بالحرب).
أولئك العملاء الذين باعوا ضمائرهم ووطنيتهم وإنسانيتهم وعملوا على المتاجرة بوطنهم ودماء شعبهم لا يمكن على الإطلاق أن يكونوا في يوم من الأيام صناع سلام ولا أهل إنسانية ولا روَّاد تنمية، لأنهم مجرد مرتزقة يعملون لصالح دول العدوان كأدوات رخيصة لا قرار لها وإنما تنفذ ما يمليه عليها أسيادها، هذا هو حال مرتزقة تحالف العدوان على اليمن، وهذا ما أثبتته مواقفهم وأعمالهم خلال السنوات السبع الماضية من العدوان والذين يتحركون وفق التوجيهات التي تصدر من غرفة العمليات الأمريكية البريطانية السعودية الإماراتية المشتركة ضد اليمن واليمنيين ويحاولون أن يخدعوا بعض أبناء الشعب اليمني بالكلام المعسول والتصريحات الإعلامية المشحونة بالوعود الكاذبة من خلال الحديث عن عزمهم على بداية مرحلة جديدة تهدف إلى وقف نزيف الدم اليمني وحرصاً على اليمن وحريته واستقلاله واقتصاده وسيادته وغير ذلك، بينما واقعهم وأعمالهم المعروفة تقول للجميع إنهم يبيعون الوهم للمخدوعين من الناس ولن يتغير الواقع إلى الأفضل على أيديهم مهما قالوا ومهما روجوا لأنفسهم.
نغمة سياسية إعلامية جديدة يعزفها مرتزقة العدوان مثيرة للسخرية على سبيل المثال: عندما نسمع العميل خالد اليماني يتحدث عن أن الحرب و العدوان على اليمن خلال سبع سنوات أنهكت اليمن واليمنيين وأنه حان الوقت لوقف المعركة العسكرية التي لم تحقق أهداف المعتدين والبحث عن بدائل من أجل الإنسان اليمني – حسب زعمه – وكذلك الحال بالنسبة للخائن طارق عفاش الذي تكلم بنفس النغمة، مشيراً إلى أن سبع سنوات من المعركة طحنت الشعب اليمني وأنهكت اليمنيين – حسب قوله – وهذا يعني أنه مطلوب منهم أن يقولوا مثل هذا الكلام خلال هذه المرحلة، مع أن جميع أبناء الشعب اليمني يدركون جيداً أن هؤلاء العملاء الخونة هم أحد أهم الأسباب التي أوصلت اليمن واليمنيين إلى هذه الظروف الصعبة، ولولا خيانتهم وارتزاقهم لكان العدوان قد توقف في العام الأول ولما استمر أكثر من سبع سنوات، لأنهم هم من يمهدون الطريق لدول العدوان وهم من تسببوا في قتل اليمنيين وتدمير البنية التحتية وفي إنهاك الإنسان اليمني اقتصادياً، ولهذا لا يمكن أبداً أن يأتي حل على أيدي المرتزقة العملاء مهما حاولوا أن يظهروا بمظهر الحريصين على اليمن واليمنيين، مهما قالوا ومهما كذبوا فلن يصدقهم أحد.
هناك الكثير من الحقائق التي لا يستطيع العملاء الخونة الهروب منها أو تبريرها أبرزها هو أنهم لا يحركون ساكناً تجاه ما تفعله الإمارات في جزيرة سقطرى من أعمال استعمارية واضحة ومكشوفة ولا يتفوهون بكلمة تعبِّر عن رفضهم لما تقوم به أمريكا من انتهاك للسيادة اليمنية عبر سفنها وبوارجها الحربية التي تجوب المياه اليمنية وتحاصر الشعب اليمني وتعمل على عسكرة المياه الإقليمية لأهداف وأطماع استعمارية، إضافة إلى أنهم غير قادرين على ضبط الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المناطق المحتلة وغير ذلك الكثير من المواضيع التي يغمض المرتزقة أعينهم ويصمون أسماعهم عنها خوفاً من أسيادهم وحرصاً على مصالحهم الشخصية، فكيف يمكن أن يتحقق على أيدي هؤلاء الخونة ما فيه الخير لليمن واليمنيين؟ ومنذ متى يتكلم العملاء بشفافية ويقولون الحقيقة وهم روَّاد الكذب والتزييف، لهذا نقول لهم كفى كذباً، لأن فاقد الصدق لا يعطيه.