المقاومة الفلسطينية: "سيف القدس" مشرعة في وجه العدو ما دامت الأرض مغتصبة
في ذكراها الأولى.. “سيف القدس” تحاصر الكيان الصهيوني المؤقت
الثورة / فلسطين
يحيي الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة الذكرى الأولى لمعركة “سيف القدس” التي ألحقت بالعدو الصهيوني خسائر فادحة وشكلت فارقا في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني.
وقد أحيت فصائل المقاومة الفلسطينية أمس الثلاثاء، الذكرى الأولى لمعركة «سيف القدس» التي خاض فيها الشعب الفلسطيني مُلتحمًا مع مقاومته الباسلة على مدار 11 يومًا ملحمة بطولية انتصارًا للقدس وللمسجد الأقصى المبارك ولأهالي حي الشيخ جراح، ولقنت المقاومة خلالها كيان العدو الصهيوني درساً لا يمكنه أن ينساه.
وأكدت كتائب شهداء الأقصى – الذراع العسكري لحركة فتح، أمس الثلاثاء، أن أي معركة قادمة مع العدو ستكون مختلفة عن سابقاتها لأن المقاومة لديها الكثير من القدرة على لجم العدو ، وقال الناطق العسكري لكتائب شهداء الأقصى أبو جهاد، في تغريدة على حسابه بتويتر إن المقاومة الفلسطينية كانت على قلب رجل واحد»، لافتاً إلى أنها استطاعت في معركة “سيف القدس” فرض معادلات جديدة ترغم العدو على عدم الاستفراد بالأقصى وبأي فصيل على حدة.
وأشار إلى أن “سيف القدس” كانت البداية وليس النهاية وأوصلت المقاومة خلالها رسالة للعدو بأن الحساب مفتوح مادامت الأرض مغتصبة.
إلى ذلك أكد المتحدث العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة، أمس الثلاثاء، أن المقاومة -بفضل الله- في معركة “سيف القدس” استطاعت الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ضمن قواعد اشتباك جديدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتراجع عنها.
وشدد المتحدث باسم السرايا على أن معركة “سيف القدس” البطولية قد شكلت علامة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو، خاتماً تغريدته بالقول «سندع الأفعال تدلل على ما نقول إن شاء الله».
وبعد مرور عام على هذه المعركة البطولية التي أرعبت العدو الصهيوني، وغٌيّرت الكثير في معادلة الصراع مع العدو أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، أمس، أن «سيف القدس» لا زال مشرعا وإن ارتكب كيان العدو الصهيوني أي حماقة بحق الأقصى وقادة المقاومة فإنه سيفتح أمامه أبواب جهنم.
وقالت الفصائل في بيان صحفي لها أمس: معركة “سيف القدس” جاءت انتصاراً للقدس والأقصى ودفاعا عن شعبنا، ونجحت في فرض إرادة شعبنا على الاحتلال».
ودعت إلى تصعيد كل أدوات الاشتباك مع العدو في كل الساحات والميادين.. محذرة العدو من مغبة ارتكاب أي حماقة من خلال مناورته.. مضيفة «نطمئن شعبنا بأن فصائل المقاومة في جهوزية دائمة للرد على أي عمل جبان يقدم عليه الاحتلال».
وشددت على أن تهديدات كيان العدو الصهيوني باغتيال قادة المقاومة تعكس حالة تخبط وعجز وفشل وإرباك يعيشه الكيان، قائلة «إن الإقدام على ارتكاب هذه الحماقة سيفتح عليه أبواب جهنم وسيكون الرد مزلزلاً وستتعدى ارتداداته حدود فلسطين».
وأكدت المقاومة الفلسطينية أن المعركة شكلت علامة فارقة في طبيعة الصراع مع الاحتلال الصهيوني وأحدثت توازن الردع معه ورسخت قواعد اشتباك جديدة مع العدو.
وحيت المقاومة أبطال العمليات الفدائية الذين يؤكدون صوابية المسار ويثبتون أن إرادة الفلسطيني أقوى وأعظم من بطش وإجرام العدو.
ونشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة (حماس)، أمس الثلاثاء، مقطعاً مصوراً عبر موقعها الإلكتروني يظهر أسلحتها التي استخدمتها في معركة «سيف القدس».. وقالت إنها أدخَلت أسلحة جديدة نوعية للخدمة خلال معركة «سيف القدس» التي جرت قبل عام من الآن.
ومن الأسلحة التي كشفت عنها كتائب القسّام صاروخ (عياش 250 كي).. مشيرةً إلى أنّ تسميته جاءت «تيمناً بالقائد المهندس يحيى عياش» وبينت أنّ «هذا الصاروخ يتميز بقوة تدميرية هي الأكبر، حيث يصل مداه إلى أكثر من 250 كيلو متر».
كما كشفت القسام عن صاروخ “A120”.. لافتةً إلى أنّ تسميته جاءت «تيمناً بالشهيد القائد رائد العطار»، وقالت: إنّ لهذا الصاروخ أيضاً قوة تدميرية عالية إذ يصل مداه إلى 120 كيلو متر.
وعرضت أيضاً صاروخ “SH85″، الذي سُمي «تيمّناً بالشهيد القائد محمد أبو شمالة».. مشيرة إلى أنّ «مداه يصل إلى 85 كيلو متر، وأنّ له «قدرة تدميرية عالية».
كما كشفت كتائب القسام عن طائرات «شهاب» الانتحارية، والمصنّعة محلياً.. موضحة أنّها نفّذت عدة مهمات من بينها «استهداف مصنع الكيماويات في مغتصبة نير عوز، واستهداف منصة الغاز قبالة سواحل غزة».
وعرضت أيضاً طائرات «الزواري» المسيرة للاستطلاع، والمصنعة محلياً.. مشيرة إلى أنّ تسميتها «جاءت تيمناً بالشهيد القائد التونسي محمد الزواري»، وبينت أنّها «نفّذت مهمات رصد واستطلاع لمواقع العدو ومغتصباته خلال معركة سيف القدس».
فيما أصدرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بيانًا قالت فيه «لا يزال الشعب الفلسطيني يستلهم من تلك المعركة معاني البطولة والصمود والمقاومة والتضحية، ويمضي على درب ذات الشوكة، في كلّ الساحات والميادين، ثائرًا ومشتبكًا مع العدو في الدّاخل المحتل والقدس وعموم الضفة الغربية وقطاع غزة، يقدم الشهداء الأبطال في عمليات بطولية، تُثبت في كل مرة وحدة شعبنا الفلسطيني والتفافه حول خيار المقاومة الشاملة واتخاذها سبيلًا لردع الاحتلال، وانتصارًا للقدس والأقصى، وانتزاعًا لحقوقنا الوطنية».
وأضاف البيان «لقد نجح شعبنا الفلسطيني بوحدته وتماسكه وبطولته في إحباط محاولات الاحتلال للاستفراد بالمسجد الأقصى، وأفشل مخططات قطعان مستوطنيه في رفع الأعلام الصهيونية وذبح القرابين، ووقف سدًا منيعًا في مواجهة مخططات التقسيم الزماني والمكاني، وسيواصل مسيرة النضال والثورة بكل قوّة وبسالة، في معركة مفتوحة لن يغمد سيفها في وجه الاحتلال حتى زواله عن أرضنا، وتحقيق النصر الحتمي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
وتابعت الحركة في بيانها «في الذكرى الأولى لمعركة “سيف القدس” البطولية نترحّم على أرواح القادة الشهداء الأبطال الذين ارتقوا دفاعًا عن القدس والأقصى، وضربوا أروع الأمثلة في الاستبسال وردّ العدوان، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى، ونبعث بتحية الفخر والاعتزاز إلى رجال المقاومة القابضين على زناد “سيف القدس”، وإلى كل المنتفضين من أبناء شعبنا في الداخل المحتل الذين وضعوا بصمتهم في هبّة الكرامة، انتصارًا للقدس والأقصى وغزّة، ولا يزالون ثابتين على أرضهم، محافظين على هُويتهم، وإلى المرابطين في القدس وبيت المقدس وأكنافه، وإلى الثائرين في عموم الضفة الغربية المحتلة، وإلى الصامدين في قطاع غزّة ومخيمات اللجوء والشتات، الذين يُثبتون بصمودهم وثورتهم في وجه الاحتلال أنَّ سيف القدس لن يُغمد، وسيبقى مشرعًا في وجه العدو، حتى تحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة».
بدورها أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس الثلاثاء، أنها لا تزال تشرع «سيف القدس» جنبًا إلى جنب مع مقاومي الشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض المحتلة نصرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وشدّدت كتائب القسام في الذكرى السنوية الأولى لمعركة «سيف القدس»، على أنّ سلسلة ردودها على العدوان لن تتوقف، وأنها فرضت معادلات جديدة على الاحتلال مفادها أن المعركة ليست مرهونة بحدث؛ بل هي مفتوحة وممتدة زمانيًّا ومكانيًّا على أرض فلسطين حتى التحرير.
وأكدت أنّ «سيف القدس» شكّلت نقلة نوعية في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأثبتت خلالها (كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية) نجاح نظرية الردع، وأظهرت إمكانيات وقدرات عالية لدى المقاومة مقابل جيش الاحتلال.
وبينت أنها نجحت في تهشيم صورة الاحتلال وجيشه، بعد أن «مرّغت أنفه في التراب، لتكتب صفحات جديدة في تاريخ العز والمجد وترسم طريقًا جديدًا نحو التحرير».
من جانبها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس الثلاثاء، أن “سيف القدس لم يزل مشرعاً في وجه الإرهاب والعدوان الصهيوني، والمقاومة على أتم الجاهزية للدفاع عن شعبنا، لا ترهبها لغة التهديد والتحريض المرتفعة لقادة العدو، ولا مناوراته”.
وقالت الحركة في بيان لها «تطل علينا اليوم الذكرى السنوية الأولى لمعركة “سيف القدس” التي تجسدت فيها قوة الإرادة الفلسطينية وسطر فيها شعبنا ومقاومتنا أروع نماذج الوحدة والتكامل في ملحمة وطنية كبرى لا تزال مفاعيلها راسخة في الفعل الوطني المدافع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك الأمر الذي يدلل على حالة الإجماع الفلسطيني على نهج المقاومة بكل أشكالها دفاعاً عن أقدس مقدساتنا وعن عاصمتنا الأبدية وعن مسرى نبينا».
وأضافت “لم تكن معركة “سيف القدس” مجرد محطة من محطات الصراع فحسب، بل تحولت إلى نهج وبرنامج عمل للشعب الفلسطيني الذي يقف متأهباً – في كل أماكن تواجده- للدفاع عن القدس وفداء مسجدها الأقصى بكل غالٍ ونفيس».
ودعت الحركة أبناء فلسطين في كل أماكن تواجدهم، في الضفة والقدس والأرض المحتلة عام 1948 إلى إبقاء جذوة الصراع مع العدو مشتعلة، ومشاغلة الاحتلال والاشتباك معه، والتصدي بكل قوة لاقتحامات قطعان المستوطنين المسجد الأقصى، واقتحامات قوات الاحتلال مدن وقرى الضفة المحتلة.
وكانت “سيف القدس” قد بدأت في العاشر من مايو 2021 بتوجيه كتائب القسام في تمام الساعة السادسة مساءً ضربة صاروخية تجاه مدينة القدس، ردًّا على جرائم العدو اليهودي التي تصاعدت وتيرتها بحق المسجد الأقصى وسكان الشيخ جراح، وشكلت نقلة نوعية في الصراع مع الاحتلال، وأثبتت خلالها كتائب القسام والمقاومة فشل نظرية الردع «الإسرائيلية»، وأظهرت إمكانيات وقدرات عالية لدى المقاومة.
ومع تصاعد اعتداءات العدو على القدس والأقصى، ومحاولته الاستيلاء على منازل المواطنين في حي الشيخ جراح، وتهجير سكانها منها قسرًا أواخر أبريل عام 2021 شنت المقاومة الفلسطينية عملية “سيف القدس” لتكرس معادلة باتت إقليمية تضع القدس والأقصى مقابل الحرب الإقليمية.
وفرضت المقاومة خلال معركة «سيف القدس» معادلة القصف بالقصف، وربطت أي تلويح أو قصف لبرج مدني في غزة برشقات صاروخية على «تل أبيب وعسقلان وأسدود»، وكلما ارتكب الاحتلال مجازر ضد المدنيين كانت ترد عليه خصوصًا خلال المواجهة، وما إن زاد من قصفه في القطاع زادت المقاومة من رشقات صواريخها وبقعة الاستهداف في العمق.
واستطاعت المقاومة أن تلحق بالعدو خسائر اقتصادية قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيكل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيكل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من المغتصبين.