وهو في موقع المسؤولية على رأس السلطة في البلد

الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي .. أولوية استراتيجية للرئيس الشهيد صالح الصماد

الصماد أكد على ضرورة المضي في تنفيذ الرؤية الاقتصادية في المجال الزراعي لزيادة الإنتاج

كان واعياً لخطورة الهيمنة وأهمية الاعتماد على قدرات اليمن وإمكانياته الاقتصادية الطبيعية والبشرية

الرئيس الشهيد أكد في أكثر من مرة أن أرزاق اليمنيين يجب أن تتحرر من الهيمنة الخارجية

 

مما لا شك فيه أنه وخلال الفترة التي تولى فيها الرئيس الشهيد صالح الصماد كانت المحنة الاقتصادية التي فرضت على اليمن، ليس منذ بدء العدوان الغاشم فحسب بل منذ سنين ، كانت تتصدر أولويات واهتمامات الرجل وتوجهاته.. مدركا وواعيا خطورة الهيمنة وأهمية الاعتماد على قدرات اليمن وإمكانياته الاقتصادية البشرية والطبيعية التي سعى ويسعى المعتدون والغزاة القدامى الجدد ومرتزقتهم إلى الاستحواذ والسيطرة عليها ..كما أدرك أن المعركة الاقتصادية التي يشنها العدوان أكثر خطورة حتى من العدوان العسكري ..وأكد أكثر من مرة أن أرزاق اليمنيين يجب أن تتحرر من الهيمنة الاقتصادية الاستعمارية للدول الكبرى.. وفي الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح الصماد لا بد من قراءة أفكاره الاقتصادية وطموحاته في بناء اليمن المتحرر اقتصاديا وتنمويا.. إلى التفاصيل:

الثورة / أحمد المالكي

أولويات
أكد العديد من رجالات الدولة الذين كانوا على مقربة من الرئيس الشهيد خلال توليه مسؤولية رئاسة المجلس السياسي الأعلى وإدارة البلد أن الأمن الغذائي كان من أهم اهتمامات الشهيد الصماد الذي تطلع إلى إيجاد اكتفاء ذاتي لليمن من الحبوب والمحاصيل الزراعية .. حيث كان يؤكد بالقول” علينا أن نشمر السواعد لتلبية ما يحتاجه الشعب اليمني من أمن غذائي”، والمضي في تنفيذ الرؤية الاقتصادية في المجال الزراعي لتحقيق زيادة في الإنتاج الزراعي كون القطاع الزراعي من أكبر قطاعات الاقتصاد القومي ويمس حياة غالبية السكان.
كما أكدوا أنه كان يدعو إلى تشجيع وتكريم الباحثين والعلماء في مجال تطوير وإنتاج الحبوب، وكذا تعزيز روح التنافس بين المزارعين والمنتجين الريفيين من خلال التشجيع على إنتاج أكبر كمية من الحبوب الغذائية للمساهمة في الأمن الغذائي والتخفيف من معاناة المواطنين نتيجة الحصار والعدوان.

استحضار المسؤولية
أكد الرئيس الصماد في أكثر من خطاب أن المرحلة التي يمر بها اليمن تستدعي من الجميع استحضار المسؤولية وبذل مزيد من الجهود من أجل بناء اقتصاد وطني قوي تتضافر فيه جهود مصلحة كل فرد بالتناغم مع المصلحة الوطنية، وهو ما يتطلب تفاعل القوى والجهود المجتمعية وتسخير الإمكانيات والاستفادة من الموارد المحلية المتنوعة.
القيادات في المجلس السياسي الأعلى ومسؤولون ووزراء في حكومة الإنقاذ الوطني أكدوا حرص الجميع على المساهمة الفاعلة في إحداث نقلة نوعية للحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية لكافة شرائح المجتمع اليمني وأهمية المضي في تبني مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد في بناء الدولة والتحرر من الهيمنة والتبعية الاقتصادية والاهتمام بالاكتفاء الذاتي من الغذاء عن طريق اطلاق الثورة الزراعية والاهتمام بالقطاع الزراعي والتوجه نحو زراعة المحاصيل الاستراتيجية لا سيما القمح والحبوب كأولويات رئيسية لا سيما أنها تمثل ما نسبته 90% من واردات اليمن الغذائية الأساسية التي يتم استيرادها من الخارج وبقيمة تقارب 5 مليارات دولار سنوياً.
مؤكدين أهمية الدور الذي ينبغي أن يقوم به القطاع الخاص في سبيل تعزيز الوضع الاقتصادي والخدمي، بالتعاون مع الدولة في التوجه نحو الاستثمارات الزراعية وتبني مشاريع ضخمة لإنتاج المحاصيل الغذائية داخل اليمن وكذلك في مختلف القطاعات.

الوعي الاقتصادي
الرئيس الصماد في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة لليوم الوطني للصمود قال: إن هناك الكثير من الخطوات على كل الأصعدة منها: تفعيل مؤسسات الدولة بكل طاقاتها، وتجاوز الروتين المعتاد لمواكبة التحديات، وتعزيز الصمود والعمل على ترسيخ الوعي الاقتصادي، وتشجيع الجانب الزراعي للاستفادة من أرض اليمن الطيبة في توفير القدر الأدنى من الاكتفاء الذاتي.. موجهاً الحكومة العمل بوتيرة عالية في هذا المجال، وتجاوز كل الآثار وتقييم الأداء والارتقاء بالأداء والعمل بأقصى الطاقات لمواجهة التحديات.
وقال : في ختام العام الثالث للعدوان وبداية العام الرابع للصمود نعلن إطلاق مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، مشروع تسنده الجبهات ويسند الجبهات عنوانه وشعاره (يد تحمي ويد تبني) ونحن ننطلق في هذا المشروع نعرف أن الطريق طويل ومحفوف بالتحديات خاصة في ظل العدوان والحصار ولكن كما كنا بقدر التحدي في جبهات القتال وصمدنا وحطمنا أحلام الغزاة والمحتلين فسنكون بإذن الله بمستوى التحدي على طريق بناء الدولة.

ركيزتان أساسيتان
وخاطب الرئيس الشهيد الصماد الشعب قائلاً: ومن هنا أيها الشعب ندرك أن معركتنا اليوم، هي في الدفاع عن اليمن واستعادة استقلاله وبناء دولته وذلك بالاعتماد على ركيزتين أساسيتين، الركيزة الأولى هي الدفاع عن الأرض والعرض، وصد المعتدين والغزاة في مختلف الجبهات وحماية كل ذرة من تراب اليمن ومياهه، والركيزة الثانية هي معركة بناء دولة حقيقية في ظل نظام مؤسسي منضبط بالقوانين الوطنية التي تمثل إرادة الشعب، ولا يمكن أن يمر نفوذ خارجي في ظل العمل المؤسسي المحكوم بالقوانين التي سيشكل سداً منيعاً أمام أي تدخل خارجي أو مصالح لقوى النفوذ أو لأي أطراف أخرى.
وأضاف في إشارة للتخلص من الهيمنة الخارجية علي القرار اليمني قائلاً: السعودية حاولت ومنذ عقود مضت إحكام سيطرتها على القرار اليمني وهيمنتها عليه، وسعت لطمس هوية الشعب اليمني وتجريفها في مختلف المجالات.
وأكد الرئيس الشهيد بالقول: في هذه الذكرى الجوهرية وفي هذه المحطة المهمة من تاريخ نضال شعبنا اليمني لا بد أن نتحرك جميعاً في سبيل الانعتاق من الوصاية والهيمنة الأمريكية التي اتخذت من منافقي العصر في المنطقة وهم النظام السعودي والإماراتي مطية لفرضها على شعبنا اليمني.
مشيراً إلى أن النظام السعودي من خلال بعض القوى والنخب السياسية التي تتلقى التمويل منه استطاع ترسيخ ثقافة العجز والضعف والوهن والاحتقار والإحباط واليأس لدى الشعب اليمني وأنه شعب فقير وضعيف وعاجز عن الإبداع والرقي والتقدم، وأنه لا يستطيع أن يعيش ويبني مستقبله، وإنما عليه أن يقتات من الفتات الذي سمح به النظام السعودي للقائمين على الشعب اليمني باستخدامه، وفعلاً وللأسف ترسخت هذه النظرة عند الكثير من الساسة والمثقفين ورسخوها لدى الكثير من أبناء الشعب، فضاعت عشرات السنين والشعب غارق في صراعاته وتبايناته التي أبعدته عن الالتفات إلى مستقبله وبنائه وترسيخ مداميك دولة المؤسسات، وحرص النظام السعودي على إسقاط الدولة ككيان وثقافة.
وأكد الشهيد الصماد أن الواقع هو العكس، فاليمن غني بثرواته البشرية والمادية، غني بقيمه وأخلاقه، غني بموقعه الاستراتيجي وسيطرته على أهم المنافذ البحرية العالمية، وامتداد سواحله على مساحة طويلة على أهم البحار في العالم، كالبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وفي باطن أرضه ثروات هائلة وفي ظاهرها كذلك.
الرئيس الصماد في كلمته التي ألقاها في الذكرى الثالثة للعدوان أكد كذلك على الضائقة الاقتصادية التي خلفها العدوان والحصار وخطوة نقل البنك المركزي قائلا : العدوان البربري ترافق معه حصار بحري وبري وجوي منع أبسط مقومات الحياة من الوصول إلى الشعب، كما استخدمت فيه كل الوسائل والأساليب القذرة التي فاق النظام السعودي فيها الشياطين، كان أخطرها نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وما ترتب عليها من معاناة وصلت إلى كل بيت بانقطاع الرواتب.

مشروعان وطنيان
. الدكتور حسين مقبولي نائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية أشار إلى أن الشهيد الصماد حمل على عاتقه خلال توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى مشروعين وطنيين، الأول خاص ببناء الدولة وفقاً للمعايير المؤسسية التي تضمن الخروج من الوصاية الخارجية، والثاني مشروع المواجهة والدفاع عن الأرض والعرض.
وأنه كان يؤكد على أهمية الاستمرار في مشروع بناء الدولة اليمنية، وإقامة المشاريع الوطنية الطموحة وعلى رأسها الاهتمام بالأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والمشاريع الدوائية، وزيادة كفاءة المالية العامة ومواجهة التحديات الاقتصادية والعسكرية بالمزيد من الثبات والصمود.

قد يعجبك ايضا