لقد اعتمد مهندسو الحرب العدوانية على اليمن أرضا وإنساناً من الخطط والإمكانات والذرائع، للقادة العرب المنضوين تحت ما أسموه “التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن”، بقيادة مملكة آل سعود ما لم يخطر حتى على بال إبليس اللَّعين نفسه، بما يضمن نجاحهم في تنفيذ المخطط المرسوم للعملية العسكرية الخاطفة التي أطلق عليها اسم عملية “عاصفة الحزم” وبما يضمن تحقيق أهدافها بدقة متناهية لخدمة المهندسين ومن على شاكلتهم ، والمقصود بمهندسي الحرب هنا ليس – كما يعتقد البعض- بأنهم مجرّد مجموعة من العسكريين العرب أو مهندسين معماريين أو ما شابه ذلك، وإنما المقصود بهم المهندسون الحقيقيون للصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، المتمثلين في “اللوبيَّات الصهيونية” القابعين في أروقة ودهاليز أماكن صنع ورسم وصياغة القرار الغربي والأمريكي.
وتلك المبررات والأسباب التي يحرص أولئك المهندسون والمشرِّعون الصهاينة كل الحرص على وضعها وصياغتها بدقة متناهية، ليست كما يعتقد البعض- لإقناع القادة والزعماء العرب بشن الحرب العدوانية على اليمن، كونهم وأنظمتهم الخيانية في نظر الصهاينة والأمريكان والغرب إجمالاً- ليس لهم قرار، أي مسلوبي إرادة ومكتوب على جبين كل واحد منهم “عبد مأمور”، حيث أنه لم تشفع لهم أمام أسيادهم -المذكورين سلفاً- نياشين وألقاب العظمة والكبرياء التي يدعون بها بل ويفاخرون أمام شعوبهم كـ”صاحب الفخامة، صاحب السمو، شيخ أو ملك البلاد المعظَّم”، أو حتى “خادم الحرمين الشريفين” مع أنه منذ تسلِّمه مقاليد حكم “المهلكة ” لا يخدم سوى أهداف ومشاريع الصهيونية العالمية، أما الحرمان الشريفان في مكة المكرمة فيشهدان أمام الله وأمام خلقه بأن سلمان بعد توليه الحكم مباشرةً صدّ الناس عن الحج والعمرة إليهما، ويشهدان على وقوع حوادث مأساوية فيهما في ظل حكمه سقط على إثرها الآلاف من حجاج بيت الله الحرام، بدءاً بحادثة الرافعة التي سقطت على حجاج بيت الله الحرام وهم يطوفون حول الكعبة، ومروراً بحادثة “التزاحم” المبهمة السبب لحد الآن، التي رأينا جثث الحجاج الذين سقطوا بسببها أكواماً فوق بعضها وهي تملأ باحات الأرض المباركة، وكذلك حادثة أو قل الحوادث المتكررة لمنع الحجاج عن أداء فريضة وركن من أركان الإسلام أوجبه الله سبحانه وتعالى على كل مسلم ومسلمة، إما بدعوى وذريعة ما يسمى فيروس “كورونا” أو لأسباب سياسية أو ما شابه ذلك نزولاً عند رغبات وأهواء الملك “الزهايمر” ونجله “المهفوف”.
فبالرغم من أن الأمريكان والغرب يتقدمهم الصهاينة، هم من يضعون الخطط والمبررات والذرائع لصناعة وخلق الأزمات والحروب والصراعات في العالم عموماً- ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، بما في ذلك الحرب العدوانية على بلادنا اليمن، إلَّا أن القادة والزعماء الخونة «مسلوبي الإرادة» كالقادة والزعماء العرب المنخرطين وأنظمتهم الخيانية ضمن تحالف العدوان على اليمن، هم من يتلقون ويتبنون تلك المبررات والأسباب والذرائع حسب التوجيهات والأوامر- ويذلّلون لها كل الإمكانيات والطاقات بل ويسخِّرون لها كل الوسائل المتاحة في بلدانهم، بما من شأنه إقناع شعوبهم بالخطوات والإجراءات التي يتخذونها ويتبعونها لشن الحروب ودعم وتمويل الصراعات المذهبية والمناطقية في المنطقة المحيطة بهم، كي يحظوا بالدعم والتأييد الشعبي لقراراتهم الهوجاء وسياساتهم العنجهية والعدوانية ضد شعوب ودول الجوار، وبما يصب في تحقيق أهداف ومشاريع الأمريكان والغرب والصهاينة وأطماعهم الخبيثة في نهب ثروات الشعوب واستعبادها وسلب حريتها.
ولأن قادة دول تحالف العدوان الأعرابي على اليمن وشعبه، مسلوبو إرادة، بل ومخالفون لقيم ومبادئ العروبة والدين الإسلامي الحنيف الذي جاء ليضمن للإنسان حريته وكرامته، تجد التنافس في ما بينهم على أوجه لتقديم قرابين الولاء والطاعة لأسيادهم الأمريكان والغرب، وتراهم يلهثون لهثاً وراء سياسة التطبيع المخزية والمهينة مع الكيان الصهيوني الَّلقيط، بل ويتسابقون إلى تل أبيب للتّودّد إلى اليهود «الذين لعنوا على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون» ، لنيل رضاهم وعقد اللقاءات والمؤتمرات والمعاهدات الأمنية والسياسية والاقتصادية معهم، مع أن هؤلاء القادة الأعراب المسلوبي الإرادة والكرامة لن ينالوا مبتغاهم من اليهود مهما كان هذا المبتغى دنيئاً ومذلَّاً، وليس أدلّ على ذلك من قول الله تعالى في محكم التنزيل « قل لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملَّتهم» صدق الله العظيم.