الأصل في كل الأشياء الإباحة ، ما لم يرد نص شرعي بتحريمها، أو يصدر عنها ضرر بالصحة أو بالغير، أو ضياع لعبادة من العبادات.
الرياضة من المباحات، بل من الأنشطة التي ترتقي لدرجة الضرورة في كثير من الأوقات، إما حفاظا على الصحة الجسدية أو ترويح عن الحالة النفسية السيئة، أو كحالة تأهيلية بعد إجراء العمليات الجراحية، خاصة ما يتعلق منها بالعظام..
وهنا لن نتحدث عن أهمية الرياضة ومشروعيتها، فقد تناولنا ذلك غير مرة، ولكننا سنتحدث عنها من جانب سلبي، عندما تكون سببا لضياع العبادة، كالصلاة والصوم..
في رمضان تكثر دوريات الحواري، والتي تعج بالشباب والصغار، وتجرى في أوقات متفرقة من النهار، فبعضها تجرى بعد الفجر والآخر بعد العصر، والمصيبة أنه تنتج عنها حالات من الإفطار الفردي أو الجماعي (والعياذ بالله) وهنا تتحول الرياضة من مباحة إلى محرمة..
السباحة من الرياضات التي شجع عليها الإسلام، ففي اتقانها نجاة للفرد من الغرق، ومساهمة في إنقاذ نفس بشرية، بالإضافة إلى فوائدها الكبيرة للجسم، كون كافة الأطراف تشترك فيها.. ولكن ما حكم (السباحة) أثناء الصوم؟؟ ذهب البعض إلى جوازها مع الاحتراز الشديد من دخول شيء من الماء إلى جوف السباح ، وكلنا يعلم بأن السباحة خاصة في البحر تشهد تقلبا للموج، مما قد يدفع الماء الذي يسبح فيدخل من أنفه أو فمه، وهنا يصبح فاطرا ويلزمه القضاء.. وبالتالي فالاحوط عدم السباحة، خاصة لمن هم غير ماهرين فيها، حفاظا على صيامهم.
في رمضان المبارك تنتشر للأسف الشديد ألعاب مثل : الديمنو، والبطة، والكيرم وما شابهها من ألعاب تمارس لساعات طويلة، يضيع بسببها فرض أو أكثر من فرض من الصلوات المفروضة، فهناك من يلعبها من الفجر حتى ساعات بعد طلوع الشمس، مما يحرمه من أجر كبير في ذلك الوقت المهم من العبادة، الذي جاء في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم، أن من صلى الفجر وقعد في مصلاه إلى طلوع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له أجر حجة تامة، وهناك من يلعبها بعد الإفطار مضيعا صلاة العشاء وجزءاً كبيراً من الليل، الذي لو استغله في الذكر وقراءة القرآن لكان أفضل له في شهر القرآن.
والمنكر الكبير من الألعاب، تلك التي تقترن بالمراهنات (القمار) وهي تصبح محرمة لا لذاتها كألعاب، بل لما ارتبطت به من القمار المنهي عنه، فقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فمن الفلاح الابتعاد عنه، وعكس ذلك الخسران الكبير.
كما ظهر في الآونة الأخيرة انتشار اللعب بالمفرقعات النارية، والتي تنتشر بين الصبية، حيث تنتهي إما بإصابة الذين يمارسونها أو إصابة من يلقونها عليهم من المارة، ناهيك عن الرعب والازعاج الذي تحدثه للسكان المحيطين، ولهذا فهي محرمة، وعلى الآباء مراقبة أبنائهم، فالضرر الذي يلحق بالغير يلزمهم كأولياء جبره ، وقد يصل للديات، فهم ضامنون على أبنائهم، ولهذا عليهم ضبطهم وتعليمهم العادات الصحيحة.
تجري في الشهر الفضيل العديد من المباريات في الدول الأوروبية أو العربية، ومشاهدتها ليس حراما، ولكن علينا المفاضلة بين الوقت الذي سيضيع في مباراة (لأكثر من 3 ساعات مع التحليل والانتظار) وبين قضائه في حلقة قرآن أو ذكر لله، والعاقل الذي يريد الربح في رمضان لن يضيع ساعة فيه إلا في ما يزيده حسنات.
انتهى الربع الأول من شهر رمضان 1443هـ، ولا ندري من هو المقبول منا؟؟!! جعلنا الله وإياكم من المقبولين، الذين صاموا حق الصيام وقاموا حق القيام، إيمانا واحتسابا لوجهه تعالى.
الاستثمار والتأهيل النفسي…
للاستثمار الرياضي والتأهيل النفسي فوائد كبيرة على الرياضة بكل أنواعها، وللأسف الشديد نجد من يقلل من أهمية المعد النفسي للرياضيين، وهنا نشيد بالأدوار التي يقوم بها الدكتور هاني هادي با عباد، الذي يعمل على هذا الشق المهم، والذي ينبغي تبنيه من الاتحادات والأندية الرياضية..
في المقابل فإن الرياضة أصبحت مصدرا مهما للمال، ولهذا فإن مشاركة الباحثين اليمنيين في هذا المجال غاية في الأهمية، ومنها مشاركة الدكتور ابراهيم غراب في الملتقى الدولي الأول للاستثمار الرياضي وبرنامج المدير المحترف في التسويق الرياضي، الذي جرى في مصر، حيث أن التواجد مع اكثر من دولة عربية وأجنبية سبقتنا في هذا المجال فيه فائدة للرياضة اليمنية.
نعزي المدرب الدكتور أحمد جاسر في وفاة والدته، تغمدها الله بواسع رحمته، وهي كذلك لكل من فقد عزيزا، رحم الله موتانا جميعا.. إنا لله وإنا اليه راجعون.